Connect with us

ثقافة وفن

الكاتبة سالمة الموشي: لن أسامح هؤلاء !

تعد تجربة الكاتبة الروائية سالمة الموشي من التجارب الناضجة. أنجزت رواية «يهوديّة مُخلّصة»، و«الحريم الثقافي بين

تعد تجربة الكاتبة الروائية سالمة الموشي من التجارب الناضجة. أنجزت رواية «يهوديّة مُخلّصة»، و«الحريم الثقافي بين الثابت والمُتحوّل»، و«أيها النقصان من رآك نساء تحت العرش»، وكيف لا تنجز وهي ابنة الحقل، والمرعى، وحفيدة الجبل، وربيبة السهل، ولها مع رمضان حكايات، أطلعتنا في هذه المسامرة على جانب منها..

والدي هو من اختار اسمي

• من كانت قابلتك أثناء الولادة، ومن الذي اختار لك اسمك ؟ ‏

•• على غير ما جرت العادة، القابلة هنا كان جدي لأمي، إذ وُلدت في قرية تمتد مثل الغيم على جبال السراة ووالدي هو من اختار اسمي تيمناً بالسلامة.

• هل احتفلت أسرتك بقدومك، وما نوع الاحتفال ؟ ‏

•• في الغالب يحتفل القرويون بالمولود الذكر أكثر مما يُحتفل بالأنثى، وقيل لي إن عمتي أسرعت إلى والدي وقالت له: «جاتك راعية غنم»، وهي صفة تطلق على الأنثى التي ينتظرها هذا الدور بالقرية. واحتفلت عائلتي وكل القرية كما احتفل بي الكون أينما رحلت بعد ذلك.

• تفضلين العيش في قرية أو مدينة ؟ ‏

•• أمضيت حياتي في صخب المدن، وأستطيع القول إنني اليوم أتوق للعودة للقرية والعيش فيها، نعم أفضل العيش في القرية على المدينة. أزرع الريحان والحبق وأتجول في الأودية والشعاب وأتأمل زرقة السماء، فهي حياة فيها الكثير من الهناءة بالنسبة لي.

كيف أنسى زينب ؟

• مَن معلمتك الأولى ؟

•• سيدة مصرية اسمها «زينب» لا يمكن نسيانها، كانت تكافئني ببعض الهدايا الصغيرة لتفوقي في كتابة الحروف. كانت تعلمنا بأمانة وإخلاص، تلك ممن يصدق عليها «كاد المعلم أن يكون رسولاً».

• أي حكاية شعبية شكلت ذائقتك ؟

•• حكايات عدة، شكلت ذاكرتي أكثر مما شكلت ذائقتي، لكن أكثرها تأثيراً كان حكاية «جبل حرفة» الذي يقع شمال النماص، إذ كنا نتداول عنه قصصاً، منها أن الصاعد لِقِمّته يصاب بالجنون، وأنه يخطف الفتيات اللواتي يمررن بالقرب منه، الميثولوجيا دفعتني للتعمق في الماورائيات والكونيات فيما بعد، لهذا قرأت الكثير عن غير المرئيات وعلاقتها بكل ما يحدث للبشر وتشكلت لدي ذائقة قرائية من نوع خاص، إضافة لقراءاتي الفكرية.

• هل الحارة أثرى وأدفأ من الحي ؟ ‏

•• نعم الحارة أثرى وأدفأ بكثير من الحي، فالحارة تشبه بيت العائلة الكبير، الكل يعرف ساكنيه، يتعايشون في نمط متشابه متقاربين محبين، منظومة عائلة كبيرة في بيوت متفرقة وقلوب متقاربة، بخلاف الحي الذي يجمع بين الناس مكانياً فقط.

• ما الذي تحتفظ به ذاكرتك من طفولة الأطراف وحارة المركز ؟ ‏

•• لم أحظَ بطفولة في الأطراف التي هي القرى والضواحي بالنسبة للمدينة المركز حيث كانت الحارة مستقراً وهي نمط من حياة الأطراف كالقرى وما زلت أتذكرها تماماً مثل لوحة فنية لبول سيزان، حيث سنابل القمح والمراعي الممتدة، الأبقار والأغنام، وجمال جدتي وهي ترتدي قبعة من القش وملابس ذات ألوان بوهيمية فاقعة، أما في الحارة فهناك الكثير من الذكريات أعمقها احتفالات ليالي الحناء في البيوت القديمة، حيث رائحة الحناء والأهازيج ورقص الفتيات ونحن الصغار نراقب بكل بهجة لا تنسى.

• على ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس ؟ ‏

•• استيقظ وعيي المبكر على الطبيعة الأرض، السماء، الجبال، والمطر، كانت مثار تساؤلات وجودية كبرى بالنسبة لي، أما من المواقف الراسخة أتذكر أن معلمة اللغة العربية في المرحلة المتوسطة استبعدتني من الترشح للمشاركة في كتابة قصة قصيرة في النشاط المدرسي لأسباب شخصية ورفضت مشاركتي، وقالت مشاركتك فاشلة ورمت بأوراقي على الطاولة، ولكن بعد وقت فازت مشاركتي بالمركز الأول وكذلك نشرتها في إحدى الصحف، هذا الموقف جعلني أقرأ مئات الكتب وأكتب في كل الصحف ولدي مؤلفات ودراسات.

اقرئي النص يا سالمة

• كيف كان أول يوم صيام في حياتك، وهل كان موسم صيف ؟ ‏

•• أتذكر أنه كان يوماً طويلاً وكأنه الدهر، وكان تحدياً كبيراً أنا من أقدمت عليه دون ضغط من والدي، كان موسم الربيع وكان الصيام مثار تساؤلات كثيرة في عقلي في تلك السن المبكرة حول معنى أن نمتنع عن الطعام والشراب.

• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر، وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق ؟ ‏

•• والدي (حفظه الله) كان يقول لا تصومين، الصغار غير مكلفين بالصيام، ووالدتي كانت تقول إن الجوع سيهزمني، ولكني انتصرت في ذلك اليوم.

• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت ؟ ‏

•• كانت والدتي (حفظها الله) تعد لنا خبز البر أو الدخن مع اللبن والشوربة والتمر والماء فقط. وكان من أعذب الطعام وأطيبه.

• أي فرق أو ميزة كنت تشعرين أنك تتميزين بها عن قريناتك ؟ ‏

•• تميزت عن قريناتي بأني كنت البنت الكبرى بين أخواتي البنات، وكنت مسؤولة عن حياة أكبر من سني، وفي المدرسة كنت «عرابة» في الصف، أنا من يقرأ النص والطالبات يستمعن لي ليقمن بالمثل، كانت المعلمة تكلفني بالقراءة فتقول «سالمة اقرئي النص»، فأشعر بامتنان لتشريفها لي.

• مَن تتذكرين من زميلات الطفولة ؟ ‏

•• أتذكر البعض منهن، والبعض الآخر غبن عن الذاكرة، وأتحفظ على ذكر أسمائهن.

• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة ؟

•• إنه الحنين للماضي وهي نوستالجيا بشرية بحتة، وربما حتمية في حياتنا جميعاً وهي حالة جيدة لاستعادة الماضي، فالماضي لا يمضي ويمكن أن نستحضره بإيجابية، فسعادة الإنسان الحالية تعتمد على قدرته على العيش مع ماضيه وفهمه بشكل جيد وسوي. فالحنين للأيام الأولى هو حنين لحالة وليس لزمن.

• ما أبرز ما يسكن الذاكرة عن رمضان ؟ ‏

•• لرمضان رائحة وصوت مختلف في ذاكرتي، أصوات المساجد، ورائحة طعام الإفطار، والتوت الأحمر الذي تعده والدتي، ولمة العائلة على سفرة الإفطار.• كيف تقضين يومك الرمضاني ؟ ‏•• في السنوات البعيدة كنت أقضي يومي في إعداد الإفطار، اليوم أقضي يومي في العمل والمسافة بين البيت والمنزل ووقت قصير نهاية اليوم لإعداد وجبة إفطار خفيفة وقهوة.

• لمن تقولين، سامحك الله في رمضان ؟ ‏

•• البعض فقط يعرفون أنفسهم أستطيع أن أقول لهم «سامحك الله»، ولكن هناك أشخاص لا يمكن مسامحتهم.

• ما المواقف العالقة بالذهن وعصية على النسيان ؟ ‏

•• مواقف الظلم غير المبرر ومواقف من خذلوني بقوة، كل مواقفهم عصية على النسيان.

سعار في حشو الوقت

• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور ؟ ‏

•• أستيقظ فجراً، حيث أنام مبكراً، أقرأ وأتصفح بعض المواقع ثم أذهب للعمل ومن ثم العودة للمنزل والاستمتاع بليل رمضان المميز.

• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرصين على أن تكون على مائدتك الرمضانية ؟ ‏

•• أطباق الطعام النباتي، الشوربة، والطبق الرئيسي الفول.

• هل تتابعين برامج إذاعية أو تلفزيونية، وما هي ؟ ‏

•• لا أتابع الإذاعة ولكن أستمع للبودكاست، أنتقيه بعناية مثل «بودكاست امش مع ثمانية»، ولا أحب مشاهدة البرامج التلفزيونية في رمضان باستثناء مسلسل فقط يتم اختياره، حيث تعاني القنوات العربية من سعار حقيقي في حشو الوقت ببرامج متشابهة.

• ما حكمتك الأثيرة، وبيت الشعر، واللون الذي تعشقين ؟ ‏

•• عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم، «وهل من الحكمة أن أعض كلباً عضني».

وبيت الشعر «في سحابه..على متن التمني.. شفت عمري.. خيال في سحابه» للأمير خالد الفيصل. ولوني المفضل هو الأخضر والأبيض.

• هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل ؟ ‏

•• نعم هلالية بامتياز.

• من هو مطربك أو مطربتك، وما أغنيتك المفضلة ؟ ‏

•• لا أستمع للأغاني بشكل ما، لكن أحب أسمع الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الروحية فقط، وهذا لا يمنع محبتي لأغاني فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ.

الإغراق في الشللية

• لماذا انقطعت عن المشهد الثقافي لأعوام ؟ ‏

•• المشهد الثقافي كان رائعاً وفي مجده ولم أستطع مجاراة إغراقه في الشللية، وانقسامه المريع بين الليبرالية والتقليدية، لهذا انعزلت لأنجو بقيمي التي أؤمن بها ولأنضج روحياً وفكرياً على طريقتي وبشكل مختلف بعيداً عن التنميط، وها أنا اليوم عدت بعد أن اتسعت مساحة الحوار والحياة معاً في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عراب المرحلة الذهبية التي نعيشها.

• هل زهدت في الكتابة أم زهدت فيك ؟ ‏•• أنا من زهد فيها، وما زالت تطرق بابي مع كل إشراقة شمس.

• من تدعين للفطور معك ؟ ‏

•• المقربون من العائلة، إضافة لعائلتي الصغيرة والجميلة.

• هل يتراجع عدد الأصدقاء والصديقات بتقدم العمر ؟ ‏•• لمْ يكنْ لي أصدقاءٌ كثر، ولكن نعم يتراجع ليس لتقدم العمر بل لأنهم لم يكونوا أصدقاء حقيقيين بل كانوا عابري مرحلة وربما صدفة جغرافية فقط هي من جمعتنا، حي، قبيلة، مدرسة، واعتقدنا أنهم أصدقاء.. الصديق الحقيقي لا يغيره الزمن ولا تغيره تقلبات الحياة.

• أي زمن أو عصر كنت تتمنين لو أنك عشت فيه ؟

•• عصر ملوك الفراعنة النترو العصر الذي عاش فيه تحوت وكان يسمى إله الحكمة عند قدماء المصريين.

Continue Reading

ثقافة وفن

المملكة تتسلم رئاسة المؤتمر العام لمنظمة «الألكسو» حتى العام 2026

انطلقت اليوم أعمال اجتماع المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في دورته الـ27 برئاسة

انطلقت اليوم أعمال اجتماع المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في دورته الـ27 برئاسة المملكة العربية السعودية التي تستضيف المؤتمر في جدة.

ورحب وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التعليم نائب رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم يوسف بن عبدالله البنيان، بالوزراء رؤساء اللجان الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في الدول العربية، والوفود العربية المشاركة.

وخلال الاجتماع جرت مراسم تسليم جمهورية العراق رئاسة المؤتمر العام في دورته الجديدة 27 للمملكة العربية السعودية، التي تستمر حتى مايو 2026، بعد انتهاء فترة الدورة 26 التي استمرت عامين برئاسة جمهورية العراق.

وألقى يوسف البنيان كلمة قال فيها: «من مدينة التاريخ والتراث والفنون والحضارة الإسلامية، نسعد باستضافة المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في مدينة جدة، الذي يأتي تتويجاً للجهود الكبيرة التي تقودها المملكة العربية السعودية مع شركائها في المنظمة، في ظل دعم غير محدود من قيادتنا الرشيدة، وانعكاساً للتعاون المثمر الذي يترجم التزامنا جميعاً بتحقيق الأهداف والغايات الإنسانية والتنموية المشتركة».

وأكد دعم المملكة الكامل والثابت للموقف الإنساني والأخوي لقطاع غزة، وذلك ضمن إطار التعاون والتضامن العربي، مشيراً إلى أن هذا الدعم من أولويات المملكة الإنسانية والتنموية، لتعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية، كما يعد جزءاً من رؤية المملكة الراسخة في دعم القضايا الإنسانية والإسلامية.

ولفت البنيان النظر إلى أن المنظمة منذ تشرفت المملكة بثقة الدول العربية برئاستها للمجلس التنفيذي نجحت في إنجاز مشاريع وشراكات تفخر بها، مبيناً أنه امتدادا للشراكات المثمرة مع المنظمة يتم تدشين المرصد العربي للترجمة اليوم، ومنظومة بيانات السياسات اللغوية للدول العربية، بشراكة وثيقة بين وزارة الثقافة ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية و«الألكسو».

كما أكد البنيان دعم المملكة العربية السعودية لترشيح الدكتور خالد عنان مرشح مصر لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، وهو المرشح العربي الوحيد لهذا المنصب، حيث تعد المملكة هذا الترشيح فرصة مهمة لتعزيز الدور العربي في خدمة القطاعات الثقافية والتعليمية والعلمية على المستوى الدولي، كما حث بقية الدول الأعضاء في المنظمة على دعم مرشح مصر لهذا المنصب المهم، مؤملاً أن يكون هذا الدعم جماعياً ومتبادلاً لتعزيز الحضور العربي في المشهد الدولي.

واختتم البنيان الكلمة بتثمين جهود الدول العربية في دعم الألكسو، ومد جسور التواصل لتحقيق الأهداف الإقليمية المشتركة، كما أعاد الترحيب مجدداً بضيوف المملكة في عروس البحر الأحمر، وتمنى لهم تحقيق الأهداف المرجوة في هذه الاستضافة.

وخلال أعمال المؤتمر ألقى وزير التربية العراقي -رئيس الدورة الـ26- الدكتور إبراهيم الجبوري كلمة سلط فيها الضوء على المنجزات المتحققة في الدورة السابقة، والبرامج المتنوعة الرامية إلى مد جسور الحوار والتعاون بين الثقافة العربية ومثيلاتها الأخريات من جميع أنحاء العالم.

من جهته، استهل مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور محمد ولد أعمر كلمته بشكر خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين على استضافة المؤتمر العام في مدينة جدة، مؤملاً أن تكون هذه الدورة محطة بارزة للعمل الذي يعزز دور ومكانة المنظمة لتواصل رسالتها بكل كفاءة واقتدار.

وقدم الشكر لوزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم على ترؤسه الدورة السابعة والعشرين للمؤتمر العام، وتوفير الظروف الملائمة لعقدها، كما عرض أبرز البرامج والمبادرات والمشاريع التي نفذتها المنظمة بين الدورتين 26 – 27 للمؤتمر العام مع المنظمات العالمية مثل منظمة اليونسكو، وأعمال القمة العربية في جمهورية الجزائر، والقمة الفرنكفونية، والمؤتمر الثالث عشر لوزراء التربية والتعليم العرب في الرباط، والمؤتمر الدولي لتعليم الكبار أيضاً في المغرب.

وأشار الدكتور محمد ولد أعمر إلى أن «الألكسو» تعاونت مع وزارة التربية التونسية واليونسكو واليونسيف، ومجلس أوروبا، والبنك الدولي، بحضور أعضاء السلك الدبلوماسي، ومشاركة نحو 250 شخصية ذات خبرة في المجال لعقد المؤتمر الأول حول الفاقد التعليمي الذي يهدف لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية للبحث في القضايا التربوية ذات الاهتمام المشترك، ومواصلة جهود المنظمة في معالجة قضايا الهدر المدرسي والتسرب من التعليم.

وفي كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التي ألقتها المشرفة على قسم المنظمات العربية في جامعة الدول العربية الدكتورة علا البدر، أكدت أهمية التعاون العربي في الارتقاء بالثقافة والتراث والعلوم، ودعم الجهود الرامية إلى دعم قضايا الثقافة والتنسيق المشترك بين الدول العربية الأعضاء لرفع مستوى الموارد البشرية في البلاد العربية، والنهوض بأسباب التطوير التربوي والثقافي والعلمي والبيئي والاتصالي فيها.

في حين أكد رئيس وفد المملكة العربية السعودية نائب وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد السديري أن عقد اجتماعي «الألكسو» في مدينة جدة يتزامن مع ازدياد في دور المؤسسات الوطنية السعودية لدعم أعمال «الألكسو»، حيث تجاوز عدد المبادرات السعودية 45 مبادرة، في مشهد يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية وإيمانها بأهمية العمل مع المنظمات الدولية ومحيطها الإقليمي.

وأشار إلى أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية ومنظمة «الألكسو» تمتد إلى 54 عاماً من تأسيس المنظمة، مؤكداً أنها شهدت أخيراً نشاطاً ملحوظاً بعدد من الأنشطة ذات العلاقة بعمل المنظمة، في حين تعمل المنظمة في نطاق جامعة الدول العربية، ومع اللجان الوطنية في الدول العربية كافة، في كل ما يخدم مجتمعاتها على المستويين المحلي والإقليمي والوصول إلى العمل التشاركي والتكاملي في مجالات التربية والثقافة والعلوم من خلال تقديم المبادرات النوعية والشراكات القيمة مع مختلف القطاعات والجهات ذات العلاقة لرفع المستوى الثقافي بين أجزاء الوطن العربي.

وحملت كلمات رؤساء الوفود العربية عدة مضامين في أهمية دعم القضية الفلسطينية، وإدانة واستنكار ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تهجير، وما تشهده الآثار الفلسطينية من تدمير، كما تناول المؤتمر أهمية دعم الثقافة والتربية والابتكار والعلوم في الوطن العربي، كما شهدت مداخلات ورؤى عددٍ كبيرٍ من مسؤولي الثقافة في العالم العربي، سواء حضوريًا أو عن بُعد، في إطار تعزيز حوار عالمي حول دور الثقافة والتربية والعلوم في التنمية المستدامة بالوطن العربي.

Continue Reading

ثقافة وفن

احذر أن ينكسر قلبك

«أصبحت أتحدث عن (فلسفة الحياة) فيستمع لي الساهرون بإعجاب.. كنت متأكداً أني أقول أي كلام.. ولكن الشهرة تحول الغباء

«أصبحت أتحدث عن (فلسفة الحياة) فيستمع لي الساهرون بإعجاب.. كنت متأكداً أني أقول أي كلام.. ولكن الشهرة تحول الغباء إلى ذكاء.. والجهل إلى علم.. والسخف إلى حكمة.. وقلة الأدب إلى ظرف وخفة دم».

(عبدالله باجبير)

العنوان هو لأحد كتب الكاتب السعودي عبدالله باجبير الذي كتب لسنوات طويلة عبر زاويته (قهوة الصباح) في صحيفة الشرق الأوسط، وله عدة مؤلفات منها: (قل لي.. من أنت)، (احذر أن ينكسر قلبك)، (صداع كوني اسمه الحب)، (من أجل عينيك)، (حوار مع امرأة مجهولة)، (خلف الأبواب الموصدة)، (الفلوس والحب)، و(قلت وقالوا).

تتميز مؤلفاته بأنها مجموعة مقالات قصيرة عن الحياة تبدو في ظاهرها وكأنها كتبت للمرأة وعن المرأة، لكنها في حقيقتها كتبت لنا جميعاً.

جمع عبدالله باجبير في كتاباته بين الفلسفة والأدب وعلم النفس والسخرية أحياناً.

تتميز تلك الكتب بأنها صديق مذهل للقراءة البسيطة غير المرهقة للذهن، لكنها وجبة مشبعة لقضاء وقت ممتع في عالم القراءة، كذلك هي رفيق أكثر من رائع في أوقات الانتظار والسفر والمقاهي.

قضيت بصحبة تلك الكتب أوقاتاً لا تنسى مبحراً معها وفيها، ومستمتعاً بتلك اللغة البسيطة العميقة التي كتبت بها.

لم ينل عبدالله باجبير ما يستحق، ولم تنل كتبه ما تستحق من الانتشار، ولا أدري هل يعود السبب للكاتب نفسه أم لدار النشر أم للقارئ نفسه، لكنها حقاً لم تنل مكانتها المستحقة.

أكتب عن عبدالله باجبير وعن كتبه من باب الوفاء لكل تلك الأوقات الجميلة التي قضيتها بصحبة ما كتب، وأجد أنني أحد القراء الذين استمتعوا واستفادوا ومضوا دون تدوين كلمة شكر تليق بالكاتب وكتبه.

أتمنى أن تجد هذه الإضاءة البسيطة الطريق إلى قارئ يبحث عن كتب خفيفة لطيفة يبدأ بها في عالم القراءة أو يعود بها إلى عالم القراءة إذا كان منقطعاً عنها أو إلى قارئ محترف يبحث عن وجبات خفيفة يستمتع بها بين الوجبات الدسمة التي ترهق العقل والفكر.

Continue Reading

ثقافة وفن

المَعَرِّي بين التاريخ ورواية الشايجي

هل تظن أنك تعرف شخص أبي العلاء المعري أو المتنبي أو غيرهما من أعلام التاريخ الثقافي حق المعرفة بعد أن قرأت سيرهم

هل تظن أنك تعرف شخص أبي العلاء المعري أو المتنبي أو غيرهما من أعلام التاريخ الثقافي حق المعرفة بعد أن قرأت سيرهم وما كتبوا وما كُتب عنهم أو معظمه؟ أحسب ذلك وهماً كبيراً! فنحن غالباً نشترك مع كتاب التاريخ في اختراع شخصياته. يقول طه حسين واصفا هذه الإشكالية: «وإنه لمن الغرور أن يقرأ أحدنا شعر الشاعر أو نثر الناثر، حتى إذا امتلأت نفسه بما قرأ أو بالعواطف والخواطر التي يثيرها فيها ما قرأ، فأملى ذلك أو سجله في كتاب، ظن أنه صور الشاعر كما كان، أو درسه كما ينبغي أن يدرس، على حين أنه لم يصور إلا نفسه، ولم يعرض على الناس إلا ما اضطرب فيها من الخواطر والآراء».

بحسب طه حسين، نحن نشترك جميعا في صنع صورة الشخصية التاريخية بما نكتب عنها ونتأول من إنتاجها وأخبارها، عاكسين أنفسنا بأكثر مما نقتنص من الشخصية التاريخية، وفي العمل الروائي الذي يتوسل بالتاريخ أو يتخذ بعض أحداثه قناعاً، يقع الكاتب في إشكالية صعبة يلخصها السؤال التالي: من منكما يستخدم الآخر؟ هل بإمكانك استخدام التاريخ بتحكم كامل في عمل فني، سواء أكان رواية أو فيلماً سينمائياً أو مسلسلاً تلفزيونياً؟ هل تثق بأن التاريخ ليس هو من يستخدم قدراتك وطاقاتك الفنية ليعيد إنتاج نسخته الشائعة؟ أم أن الأمر منزلة بين المنزلتين؟

الخيارات في الرواية المعاصرة واضحة، أكثرها شيوعاً هو السقوط في حبائل أيديولوجيا عميقة الوجود في وعي الكاتب، ما يجعل المهيمن على نصه هو إعادة إنتاج رواية التاريخ طبقاً لمنظور تلك الأيديولوجيا ومصالحها. في هذا الخيار تختلف قدرات الكتَّاب بين مجتهد في فهم نسخة التاريخ التي يعرف، وتوظيف زواياها لإنتاج نص مشوق ممتع، وبين مكتفٍ باستعادة وقائع تاريخية من فترات يغلفها السحر، بسبب غرائبية الأحداث واختلاف معادلات الواقع الثقافي ساعتها عما نعيش اليوم. في الحالتين السابقتين لا يبدو الكاتب مستخدِماً للتاريخ بقدر ما يبدو أن التاريخ يستخدم الكاتب ليعيد إنتاج نفسه. الخيار الثاني هو استخدام التاريخ وعدم السماح لبنياته السردية وشخصياته المبجلة ذات الغلاف الأسطوري بأن تملك عليك إرادتك السردية لتعيد إنتاج عوالمها التي يكسوها عبق سحري، فارضة ظلالها على رؤاك وتصوراتك وتخييلاتك للشخوص والأحداث جميعاً إلا في حدود ضيقة تخدم ما تريد. الخيار الأخير متعب جداً؛ إذ يعني أولاً أن تكون روائياً موهوباً صاحب مشروع ينتمي لك وللحظتك التاريخية، ما يتضمن أن تجهد نفسك طوال الوقت لكي تفهم انحيازاتك الشخصية، ثم لتحلل توجهات الروايات التاريخية التي استقرت في ثقافتك، قبل أن تبدأ في المحاولة الخطرة لاستخدام مادة التاريخ في صنع نص إبداعي، وهذا تحديداً ما أحسب أن رواية (فتنة الغفران) للروائي الكويتي حمود الشايجي تقوم به.

لنعد إلى أبي العلاء المعري، الذي يمثل هو ومحيطه الثقافي الإشكالي مادة لرواية حمود، حيث يظهر فيها المتنبي وسيف الدولة وآل الوزير المغربي وغيرهم. وسوف أتجنب تمامًا أية محاولة لتلخيص الرواية؛ احتراماً لجهد الكاتب في صناعة المكونات السردية المختلفة لروايته من حبكة زمنية، وشخصيات، وأماكن رسمت بدقة، وتقسيم بنائي يقوم على شذرات حكيٍ تكتمل بالتدريج، كلوحة كبيرة يتم رسمها من الأطراف وصولاً إلى المركز، إضافة إلى إدراك جلي بخطورة تناول المادة التاريخية والسيطرة عليها، كل ذلك يمنع من محاولة التلخيص التي ستمثل جرماً في حق «فتنة الغفران» المنسوجة على مهل.

الهدف من هذا المقال إذن هو موضعة (فتنة الغفران) بوضوح ضمن الروايات التي تستخدم التاريخ لتطرح رؤيتها للعالم، لكن من المهم، أيضاً، توضيح بعض الفنيات التي تتميز بها الرواية وتبرر هذا الحكم. تكسر رواية الشايجي حاجز الرهبة في مواجهة التاريخي المبجل والمخيف، رغم أن الشخصيات التي تدور عنها وحولها الرواية هي من أعلام التاريخ العربي في فترة ملتهبة بالأحداث؛ وهي تفعل ذلك، بدايةً، عبر تقسيم الرواية إلى مقاطع قصيرة، يحمل كل منها اسم الشخصية التي ربما تظهر أكثر من مرة؛ فيتكرر الاسم مضيفاً المزيد عن الشخصية حسب حاجة السرد. الأهم هو الإصرار على استخدام الراوي الداخلي في فصول الرواية كلها؛ ليصبح اللقاء مع الشخصية التاريخية مباشراً عبر نطقها هي، لا عبر وسيط الراوي الخارجي العليم الذي يحافظ على مساحة التخييل والتبجيل في ذهن القارئ. يضعك الراوي الداخلي مباشرة أمام ما يشعره أبو العلاء المعري، مثلاً، بصورة مباشرة وعلى لسانه، وهو ما يمثل اللعبة الرئيسة للرواية التي تحول هؤلاء الأعلام إلى كائنات روائية/‏ إنسانية تقترب من القارئ، بقدر ما تبتعد عن التنميط الأسطوري الذي اكتسبته عبر قرون من التأويل وإعادة التأويل لأعمالها الأدبية وسيرها الذاتية. بعبارة أخرى يخطو حمود بجرأة يحسد عليها نحو اكتشاف ما لم يرد في كتب التاريخ عن المعري، مقرباً إياه للقارئ كإنسان لا كشاعر فيلسوف ابتعدت به روايات المؤرخين وتأويلات نقاد الأدب عن الطبيعة، مقربة إياه إلى النموذج الأسطوري إن سلباً أو إيجاباً، وهو ما تفعله الرواية مع باقي الشخصيات التي تم رسمها بوعي عميق، عبر نسج متأنٍ لأحداث ستمنحك رائحة الزمن الذي تدور فيه، وملمس أشيائه دونما تعدٍّ على أهداف الكاتب أو سيطرته على عالمه.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .