قتل قاضيان إيرانيان، ونجا الثالث من الاغتيال، في حادثة مروعة أمام المحكمة العليا في العاصمة طهران، اليوم (السبت). ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.

وأفادت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، بأن ثلاثة قضاة من المحكمة العليا تعرضوا لهجوم مسلح بالرصاص الحي في طهران، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة الثالث بجروح، مؤكدة أن الجاني أقدم على الانتحار بعد إطلاق النار على القضاة بشكل مباشر. وفتحت السلطات الإيرانية تحقيقاً في الحادثة لمعرفة دوافع المهاجم وخلفياته. وكشفت المعلومات هوية أحد القتيلين وهو القاضي محمد مقيسه، الذي كان رئيس الفرع 28 من المحكمة الثورية.

استبقت قوات الاحتلال الإسرائيلي ساعة الصفر وبدء سريان الهدنة المقرر يوم غدٍ (الأحد)، وشنت الطائرات الحربية هجمات مكثفة على قطاع غزة. وقال مسعفون في القطاع المنكوب إن غارة جوية إسرائيلية شنت في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، أدت إلى مقتل 5 أشخاص في خيمة بمنطقة المواصي غربي خان يونس جنوباً، ما رفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار (الأربعاء) الماضي إلى 119 شخصاً.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن طائرات الاحتلال قصفت مناطق وسط وشمال مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية منذ أكثر من 15 شهراً.

وأفاد شهود عيان بارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الأخيرة في كامل أنحاء القطاع، مؤكدين أن زوارق حربية إسرائيلية أطلقت نيرانها باتجاه ساحل مدينة غزة، ونحو مخيم النصيرات وسط القطاع. واستهدف القصف المدفعي منازل المواطنين في حي الصبرة بمدينة غزة والمناطق الشمالية. ونسف الجيش الإسرائيلي عدداً من منازل المواطنين في بيت حانون ومحيط مخيم جباليا ومنطقة الصفطاوي شمال القطاع.

ومنذ إعلان الاتفاق، لم تتوقف الغارات على غزة التي تحولت معظم أبنيتها خصوصاً في الشمال إلى ركام. وأكد الدفاع المدني أن أكثر من 100 قتيل سقطوا حتى أمس الجمعة جراء القصف الإسرائيلي.

وأدت الحرب الدامية في غزة إلى مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال. ونزح نحو مليوني فلسطيني أكثر من مرة خلال 15 شهراً، وسط شح في المساعدات الطبية والغذائية؛ بسبب القيود التي فرضتها إسرائيل، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وانتشار الجوع والمرض ونقص الرعاية الطبية.

فيما يترقب الفلسطينيون دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بعد نحو 15 شهراً من الدمار والخراب، أعلنت قطر أن الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية سيبدأ سريانها اعتباراً من الساعة 8:30 بالتوقيت المحلي (06:30 بتوقيت غرينتش) من صباح غدٍ (الأحد).

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في منشور على منصة إكس، اليوم (السبت)، سكان غزة إلى أخذ الحيطة وممارسة أقصى درجات الحذر وانتظار التوجيهات من المصادر الرسمية.

وصادقت الحكومة الإسرائيلية، مساء أمس (الجمعة)، على الهدنة وتبادل الأسرى بين الجانبين، بأغلبية 24 صوتاً مقابل رفض 8، بعد عراقيل طفت إلى السطح خلال اليومين الماضيين وهددت بانهيارها.

ويتضمن اتفاق وقف النار 3 مراحل، تبدأ الأولى غداً وتشمل إطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً مقابل 737 أسيراً فلسطينياً، جلهم من النساء. في حين تشمل المرحل الثانية إطلاق دفعة أخرى من المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية التدريجي من القطاع. أما المرحلة الثالثة فنصت على التمهيد إلى إعادة إعمار القطاع المدمر وتسليم رفات الأسرى الإسرائيليين المتبقين.

في غضون ذلك، بدأت الاستعدادات لاستقبال الأسرى، إذ حضرت إسرائيل نقاط تسلّم عند معبر كرم أبو سالم أقصى جنوب شرقي قطاع غزة، وقاعدة رعيم خارج قطاع غزة شرق دير البلح، ومعبر بيت حانون شمال القطاع، وسيعاين أطباء وأخصائيون نفسيون الإسرائيليين المفرج عنهم قبل نقلهم بالمروحية أو السيارة إلى مستشفيات في إسرائيل.

ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاحتفال بإطلاق الأسرى الفلسطينيين. واتخذت خطوات لمنع أي مظاهر عامة للفرح بحسب بيان رسمي صدر الجمعة.

ومن المنتظر أن يطلق في اليوم الأول غداً الأحد 3 مجندات إسرائيليات محتجزات، فيما سيفرج عن 3 آخرين في اليوم السابع. وفي اليوم الـ14 سيطلق سراح 4، وفي اليوم الـ21، سيفرج عن 3 محتجزين، في اليوم الـ 28 والـ35 عن (3).

وفي الأسبوع الأخير سيتم إطلاق سراح 12 أسيراً إسرائيلياً، إضافة إلى هشام السيد واڤرا منغستو المحتجزين منذ حوالى 10 سنوات.

ونشرت إسرائيل قائمة بأسماء أكثر من 737 أسيراً فلسطينياً سيطلق سراحهم خلال المرحلة الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب وزارة العدل الإسرائيلية.

وقالت الوزارة إنهم لن يطلقوا قبل الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي يوم غدٍ الأحد، وهو اليوم الذي من المقرر أن تبدأ فيه عملية التبادل.

وشملت القائمة أعضاء من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بعضهم يقضي أحكاماً بالسجن مدى الحياة وأدينوا بجرائم مثل القتل، بحسب الوزارة.

إلا أن القائمة لم تشمل القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، البالغ من العمر 64 عاماً، الذي يعد أبرز سجين تحتجزه إسرائيل.