Connect with us

السياسة

زبيدة تروي عطش الحجاج بعينها منذ 1200 عام

اعتمد سكان مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرون قديماً على الآبار لتوفير احتياجاتهم من المياه،

اعتمد سكان مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرون قديماً على الآبار لتوفير احتياجاتهم من المياه، وكان الحجاج يحملون الماء إلى عرفات من الأمكنة البعيدة، وأصبح الواقفون بعرفة لا يطلبون شيئاً غير الماء، لقلته وعزّته.

ولما علمت الأميرة زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد التي ولدت عام 145 هجري؛ وهي المعروفة بالذكاء، والحكمة، والكرم، والنبل، والفصاحة، وحبها لخدمة الناس خصوصاً الفقراء، وكانت سيدةً مصونةً سخيّةً، تقدّر العلماء وتجلّهم، وتعطف على المحتاجين والمساكين، فانصبّ اهتمامها الأكثر على العمران، فبنت المساكن والمساجد، وبرك الماء والآبار على طول طريق الحج من بغداد إلى مكة المكرمة وجعلته للنفع العام (الحجاج وعابري السبيل).

وأمرت زبيدة بحفر قنوات مائية تتصل بمساقط المطر، واشترت جميع الأراضي في وادي نعمان، ونزعت ملكية المزارع والنخيل، وأمرت بأن تُشقّ للمياه قناة في الجبال، كما استطاعت زبيدة برجالها العاملين المخلصين أن يبدأوا في تصميم هذا المشروع العملاق بطرق فنية متطورة تتساوى مع ما توصل إليه اليوم علم الهندسة من تطور وتقدم، لاسيما في قدرة العاملين آنذاك على سحب المياه عبر تلك المسافة الطويلة وعبر مرتفعات ومنخفضات جبلية وأودية وصحار فعملوا المناسيب المنسابة لمجرى العين والقنوات بالحجر والجص، حتى استطاعت المياه الانسياب عبر هذه القنوات والمضخات البدائية بكل سهولة ويسر حتى وصلت إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة مروراً بمناطق المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة، ولا تزال آثار القنوات المائية والخرازات قائمة إلى يومنا هذا فـي سفوح الجبال وكأنه قد تم عملها بالأمس رغم مرور مئات السنين عليها.

وروعي أثناء تنفيذها وضع فتحات لقنوات فرعية أقامتها في المواضع التي يكون من المتوقع اجتماع مياه السيول فيها؛ لتكون هذه المياه روافد تزيد في كمية المياه المنقولة إلى مكة المكرمة عبر القناة الرئيسية، ومن هذه القنوات الفرعية التي خصّصتها للمياه الإضافية السيلية فـي الطريق: عين «مشاش» وعين «ميمون» وعين «الزعفران» وعين «البرود» وعين «الطارقي» و«عين تقبة» وعين «الجرنيات»؛ وكل مياه هذه القنوات الفرعية تصبّ فـي القناة الرئيسية، وبعضها يزيد سنوياً، وبعضها ينقص بحسب الأمطار الواقعة على جهاتها من وادي نعمان إلى عرفة. ويعد المشروع من أعظم المشاريع التاريخية التي لا تزال آثارها قائمة منذ مئات الأعوام حتى يومنا هذا، وخلد معه تاريخ هذه المرأة العظيمة التي كان هدفها سقاية الحجاج.

ويؤكد مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس، أنه لم تكن في مكة المكرمة قبل زمزم موارد للمياه تجذب القبائل التي تموج بها الجزيرة العربية، وكانت مكة بلدة قاحلة ليس لأحد فيها قرار فاشترت السيدة زبيدة الحائط الذي كان يسمى حائط حنين واشترت الزروع، وشقت القناة في الجبال، ثم أمرت ببناء البرك وتحسينها بهدف تجمع المياه عقب الأمطار، وأجريت في قناة إلى مجرى العين تغذيها وتقويها، فصارت كل بركة تمدها بالماء، ومن ذلك عين المشاش وهي عين الشرائع، وعين ميمون، وعين الزعفران وعين البرود وعين الطارقي، وكل مياه هذه العيون تندفع في (دبل) مجرى عين حنين، وعندما تم الانتهاء من المشاريع اجتمع المباشرون والعمال لديها وأحضروا دفاترهم، المدونة بها تكلفة المشروع وبنود الصرف. وكانت السيدة زبيدة في قصر عالٍ مطل على نهر دجلة فأمرت برمي الدفاتر في النهر، وقالت: تركنا الحساب ليوم الحساب، فمن بقي عنده شيء من بقية المال فهو له، ومن بقي له عندنا شيء منه أعطيناه إياه.

مضيفاً أنه في عهد الملك عبدالعزيز أُنشئت إدارة خاصة لإدارة العين سُمّيت (عين زبيدة)، تشرف إشرافاً كاملاً على العين والآبار الخاصة بها وترميمها. وقام عبدالله الدهلوي بأمر من الملك عبدالعزيز سنة 1346هـ بعمارة عين زبيدة لأعوام عدة. ثم بدأ توزيعها في مجارٍ صغيرة إلى أحياء مكة المكرمة، وكانت تُسمّى بالدبول (أي مجرى صغير للمياه)، وكانت هنالك أماكن مخصصة تصبّ فيها هذه الدبول تُسمّى البازان (وهي بئر عميقة تصبّ فيها عين زبيدة يسحب منها السقايا المياه عن طريق الدلو)، ومن ثمَ يقوم السقايا بتوزيعها على البيوت في الحي في أوانٍ خاصة تُسمّى (الزفا) يحملها الرجل على كتفه إلى البيوت. واستمرت هذه العين إلى أن استُعيض عنها بمياه البحار الناتجة عن محطات التحلية الضخمة، وذلك بسبب شحّ المياه فيها وتدمير أغلب قنواتها بسبب التطوّر العمراني في مكة المكرمة. وما زالت الأبحاث والدراسات مستمرة لإنهاض عين زبيدة؛ فـ«دارة الملك عبدالعزيز» تنسق في دراساتها مع جهات عدة ذات علاقة بالثروة المائية في منطقة مكة المكرمة، وذلك بغرض الحصول على نسخ من الوثائق وكافة المعلومات الخاصة بعين زبيدة ومشاريع ترميمها وصيانتها.

ولا تزال قنوات عين زبيدة قائمة يشاهدها القادم إلى مكة المكرمة.

Continue Reading

السياسة

حرب لا تريدها المنطقة.. ولا العالم

على رغم تزايد الأدلة والإشارات إلى وقوع حرب تشنها إسرائيل على إيران، بغية تدمير برنامجها النووي؛ لم يكن أحد يتوقع

على رغم تزايد الأدلة والإشارات إلى وقوع حرب تشنها إسرائيل على إيران، بغية تدمير برنامجها النووي؛ لم يكن أحد يتوقع أن تندلع بهذه السرعة والمفاجأة. وكان طبيعياً أن تؤدي الضربة الإسرائيلية إلى ضربة انتقامية إيرانية. وتقود بالتالي إلى رد إسرائيلي، فيما ينذر بحرب طويلة، تحمل معها تطاير الإشعاع النووي. وفي غياب حزم دولي صارم مع القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط – وهي إسرائيل – من الطبيعي والمنطقي أن تفكر دول المنطقة في إنشاء برنامج نووي خاص بكل منها، حتى لا تظل إسرائيل تهديداً دائماً، تعربد بلا قيد، آمنة من العقاب. كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مقبول بين الولايات المتحدة وإيران والقوى الأوروبية بشأن ضمان عدم السماح لإيران بامتلاك قنبلة نووية. فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مراراً أنه يفضل تحقيق ذلك الهدف من خلال التفاوض. وبدا أن إيران أبدت قدراً من المرونة، حتى يعتقد أن التوصل إلى الاتفاق المنشود أضحى قريباً جداً. لكن إسرائيل، ولحسابات شخصية خاصة برئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، قررت استباق تلك المساعي المضنية بضرب إيران، ووضع الشرق الأوسط على حافة انفجار. وباتت واشنطن تخشى على استهداف قواعدها ومصالحها في المنطقة. ولذلك اكتسب الاتصال الهاتفي أمس الأول بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي أهمية كبيرة، لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. إن نتنياهو يستمتع بالقتل، والتدمير، والإبادة، والتطهير العرقي، والتدمير في لبنان، وغزة، وسورية، وإيران. لكنه لا يتحمل أن يوصف بأي من تلك الجرائم البشعة، بل يسارع إلى وصفها بأنها معاداة للسامية، وتهديد وجودي لإسرائيل. لقد غيّرت حربه على إيران قواعد اللعبة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

مطار المدينة يطالب المسافرين بالتنسيق مع شركات الطيران

تودع المدينة المنورة، خلال هذه الأيام، ضيوف الرحمن عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، بعد أدائهم مناسك الحج هذا

تودع المدينة المنورة، خلال هذه الأيام، ضيوف الرحمن عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، بعد أدائهم مناسك الحج هذا العام وزيارة مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.. بيُسر وأمان.

وأعلنت وزارة الحج والعمرة انطلاق موسم العمرة للعام الهجري 1447هـ، مع فتح باب إصدار تأشيرات العمرة للراغبين من خارج المملكة؛ إيذاناً ببدء موسم جديد يستكمل رحلة التيسير على ضيوف الرحمن وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأكدت الوزارة أن إصدار تصاريح العمرة للمعتمرين من خارج المملكة يتم عبر تطبيق (نسك)، وتباشر الجهات المعنية تنفيذ برنامج يهدف إلى ضمان انسيابية تفويج ضيوف الرحمن من مساكنهم إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، بمتابعة وإشراف لجنة الحج والزيارة بالمنطقة، والجهات ذات العلاقة، فيما أكد مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز عبر بيان ضرورة تواصل المسافرين المباشر مع شركات الطيران المعنية قبل التوجه إلى المطار؛ لمعرفة الدول المتأثرة بإغلاق المجالات الجوية. ويشكّل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي البوابة الجوية للوصول إلى الحرم النبوي الشريف، ويعد منفذاً جوياً رئيسياً لاستقبال الزوار، وتبلغ طاقته الاستيعابية الحالية ثمانية ملايين مسافر سنوياً، وشهد المطار في مارس الماضي تدشين الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة المرحلة الثانية لمشروع تطوير وتوسعة المطار؛ التي تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمطار بنهاية 2027م، إلى 17 مليون مسافر بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار ريال. وكانت أعمال المشروع شملت توسعة صالة المسافرين وتخصيصها للرحلات الدولية ورفع الطاقة الاستيعابية إلى 12 مليون مسافر سنوياً، بالإضافة إلى إنشاء صالة مسافرين جديدة للرحلات الداخلية بطاقة استيعابية 3.5 مليون مسافر سنوياً، وإعادة تهيئة صالة المسافرين القديمة لتوفير طاقة استيعابية احتياطية للرحلات الدولية تقدر بـ1.5 مليون مسافر سنوياً، بالإضافة إلى إنشاء مبنى مكاتب إدارية للجهات العاملة بالمطار.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

جادة قباء .. تجربة تاريخية بملامح عصرية

يشهد مسجد قباء بالمدينة المنورة توافد أعداد كثيفة من ضيوف الرحمن والمعتمرين بعد فتح موسم العمرة. ويمثل مسجد قباء،

يشهد مسجد قباء بالمدينة المنورة توافد أعداد كثيفة من ضيوف الرحمن والمعتمرين بعد فتح موسم العمرة. ويمثل مسجد قباء، إحدى أبرز الواجهات للزوار خلال زيارتهم المدينة المنورة؛ كونه أول مسجدٍ شُيّد بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وشارك بنفسه في بنائه.

وشهد مسجد قباء جملة من التحسينات، وتم تطوير الساحات المحيطه به التي تبلغ أكثر من 14 ألف متر مربع، مع توفر خدمات النقل بست مركبات تعمل على مدار الساعة لنقل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، ويفرش المسجد وساحاته بثمانية آلاف متر مربع من السجاد الجديد، كما تبلغ الطاقة التخزينية لسقيا زمزم 98 ألف لتر، و1.5 ألف وحدة ترقية أنظمة الإضاءة والهوية البصرية. ويشهد مسجد قباء وساحاته حالياً توسعة كبرى في إطار مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به.

ويُعد المشروع الذي يجري العمل به حالياً، أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء مُنذ إنشائه في السنة الأولى من الهجرة، حيث من المنتظر أن تصل الطاقة الاستيعابية للمسجد إلى نحو 66 ألف مُصلٍ، بمساحة 50 ألف متر مُربع، بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية.

وتمثل جادة قباء تجربة تاريخية بملامح عصرية، فهو ممشى مستقيم يربط بين مسجد رسول الله ﷺ ومسجد قباء، بطول 30 كيلومتراً طولاً، و300 متر عرضاً.

ويتيح ممشى جادة قباء مساراً للمشي والدراجات الهوائية، ومساحات خضراء، ومرافق متكاملة، وكذلك معالم نبوية وتاريخية متنوعة، ومحلات تجارية، ومطاعم ومقاهي.

ويتيح الممشى للزوار التوجّه بين المسجدين بشكل مباشر دون أي عوائق عبر مسار مخصص للمشاة، وتمت تهيئته بأحدث المواصفات الفنية، والخدمات التي تستهدف عابري الطريق بمن فيهم ذوو الإعاقة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .