Connect with us

ثقافة وفن

الفارس الذي فتح أحواش المدينة

ما بين التاسعة عشر أو العشرين من عمره خرج من مسقط رأسه المدينة المنورة إلى الرياض العاصمة، يحمل في كف يده اليمنى

ما بين التاسعة عشر أو العشرين من عمره خرج من مسقط رأسه المدينة المنورة إلى الرياض العاصمة، يحمل في كف يده اليمنى الأحلام وفي كف يده اليسرى طموحات، فضرب بعضهما ببعض فكانت بداية الرحلة.

لم ينظر وراءه، فالفارس لا ينظر للخلف حتى وإن عانقت جسده قبلات الرماح أو دغدغة السهام أو حتى مست أحجار صدره، وصل للعاصمة لربما امتلكته حيرة السكن الدراسة العمل، التوفير الاقتصادي إذ كان يخطو مسافات حتى يوفر قليلاً من القروش.

وهنا كانت بداية قصة كسر العزلة، وإثبات الذات وموجهات الأحداث والتجارب والحديث الجانبي لأصحاب الغيوم السوداء التي لا ظل فيها ولا ماء.

لم يأخذ معه من المدينة إلا قميصه الذي فيه رائحة المدينة وأهلها وناسها وذكريات الطفولة والألعاب مع أبناء الجيران وأشياء أخرى، اغرورق قلبه بالدموع وكان يرفض أن ترقص الدمعات بين العين والعين فهو فارس، والفارس لا ينزل من صهوة الفرس الا منتصراً أو شهيداً.

كان يمتلك خاصرة أقوى من خاصرة البحر الذي كان يمتص الملح في كل لحظة، وسيقاناً أقوى من سيقان الأرض التي تحملت خطوات كل أنواع واللون البشر والحيوانات، كانت بداية حكاية «اسم، وإنسان» حفر وما زال بقايا وسيبقى الكاتب والصحفي والقاص والروائي حسين علي حسين.

القاص السعودي العربي حسين علي حسين، يمثل تجربة قصصية مثيرة للاهتمام، الإنسان الذي عاش في ستينيات وسبعينات القرن الماضي في المدينة المنورة، راسماً تفاصيل المشهد المدني وصورته القديمة، كانت البداية مبكرة على الأدب العربي والعالمي، مشكلاً هويته الأدبية فاكتشف مبكراً الأدب العالمي، ومن الطبيعي أن يتوقف أمام روايات عالمية.

كانت له علاقة خاصة مع الكتاب العربي مثل، إحسان عبدالقدوس، وحنا مينا، والطيب الصالح وغيرهم.

قدم حسين علي حسين، عدداً من المجموعات القصصية وعن «الرحيل» كتب ما يوجع، وعن موسيقى «الرجل الخائف المطارد» أبدع، ولم ينسَ «طوابير المياه الحديدية»، وعن النماذج المليئة بالحرارة والرطوبة ورعشة الأيام المقبلة والماضية والحاضرة في «كبير المقام»، وعن النهايات الحائرة في «رائحة المدينة» وعن الأولاد والزوجة في «المقهى».

وفي روايته «وجوه الحوش» كشف الكثير من الأسرار والألم والجروح، شيء لربما يسمى المسكوت عنه.

حسين علي حسين يشبه نجيب محفوظ في حبه للبيئة، ويتعالق مع زكريا تامر في الوجع والبحث عن الهوية والأحلام التي ما زالت معلقة بين السماء والأرض، ويتقابل مع الروائي أمين معلوف في أخذ القطعة التاريخية ودمجها بين الحاضر والماضي والإسقاطات الموجعة.

رأى النقاد أن أعماله القصصية تشي بنضج فني، وسياق قصصي منفتح على أفق واسع. بالإضافة إلى كونها تقدم مقاربات مهمة في سياق الانكسار والحزن والاغتراب.

يقول في إجابة عن سؤال في إحدى اللقاءات الصحفية عن أجيال القصة القصيرة في المملكة:

– الجيل الأول من وجهه نظري يمثله أحمد السباعي، وبعده يأتي جيل عبدالله الجفري وإبراهيم الناصر، وجيلنا أعتبره الجيل الثالث، وفيه الكثير من الأسماء اللافتة، ولكن أغلبهم -للأسف- توقفوا. ومن هؤلاء سليمان سندي وعبدالله السالمي. بقي هناك الآن محمد علوان وعبدالله باخشوين، بيد أن الجيل الذي بدأ بعدنا لديه همّة أكبر وعزم لا يلين، وهذا ما يجعلني أطمئن إلى أن القصة القصيرة ما زالت قادرة على خوض سباق المسافات الطويلة.

القاص حسين علي حسين يعترف أنه من جيل الهزيمة، فعندما سئل عن أن غالباً ما يلف شخصيات قصصه القلق المأساوي، والعزلة، والإحباط.. ولماذا تتداخل عناصر القمع والانكسار في حكاياته القصصية؟

– قال وهو يمسك قلمه كفارس ما زال يقف على فرسه وسط صحراء.. أو كطائر بين السماء والأرض تعلو رأسه أحجيه كتبتها جدته فيها صورة لامرأة ورسمة لفتاة تحاول أن تكور جسدها لتخبئ كنزاً ما.

يقول في الإجابة: أنا من جيل الهزيمة التي سموها نكسة، هذه الهزيمة مع الجهل والقمع والافتقاد للحريات أفرزت جيلاً من الكتاب. هذا الجيل سوف يظل على حاله؛ لأن الضوء في شرقنا العربي ما زال شحيحاً، والمطرقة ما زالت على الرأس. مهمة الكتّاب الإشارة إلى ذلك للوصول إلى مجتمع يشبه مجتمع العالم الراقي، حيث لكل فرد كيانه واستقلاله وحصته في الماء والهواء والجامعة والمصنع والأرض. ما يطلبه المواطن العربي ليس ترفاً إنه حاجة، ومهمتنا أن ندل على هذه الحاجة.

يقول القاص فهد الخليوي عن الفارس حسين علي حسين: الصديق العزيز تربطني معه صداقة قديمة بدأت منذ منتصف السبعينيات الميلادية تقريباً، جمعتني بأبي شادي هموم الكتابة وخاصة الكتابة الإبداعية، إذ شهدت تلك المرحلة الأدبية حضور القصة القصيرة كإبداع أدبي تجاوز الحكايات التقليدية المسرودة بغرض التسلية إلى صياغة تلك الحكايات بأبعادها الاجتماعية والإنسانية لتصبح قصصاً قصيرة ذات تقنيات فنية حديثة وإيقاعات معبرة عن روح العصر الجديد الذي كنا نعيش على أطرافه كمتفرجين سلبيين بسبب هيمنة تيار الفكر الإقصائي في بلادنا الذي نجح في تلك الفترة بتحجيم كل الأفكار التنويرية على كافة الأصعدة وليس على صعيد الأدب المحلي الحديث فحسب.

فيما قال عنه الدكتور منصور الحازمي «يبدو أن أبطال حسين علي حسين مغرمون بالتسكع لا تراهم إلا على الأرصفة وفي الحواري القديمة والأحياء الشعبية الصميمة»، وأجده في كوكبة الجيل الذهبي للقصة القصيرة الذي قال عنهم شاكر النابلسي «استطاعت من خلال جهدها الفني القصصي الكبير أن تؤسس للقصة العربية الحديثة في السعودية».

عن رواية وجوه الحوش؛ التي هي قطعة فنياً وتاريخياً مهمة جدّاً للباحثين والدراسين، فهي كهدية لأبناء الوطن أن هناك حدث شيء بل أشياء لا بد من التوقف عندها.

– تبدأ الرواية بفصل يحمل عنوان «وجوه الحوش» يوضح بشكل عام حال المدينة في فترة حكم الأتراك، داخل أحواش المدينة وبالأخص حوش الآغا. يليه خمسة عشر فصلاً معنونة بأسماء شخصيات سكنت الحوش أو مرت به وتركت أثراً على أصحابه.

عمل توثيقي مهم للمدينة قديماً فيه شرح لحواري وشوارع المدينة واتجاهها عن الحرم وساكنيها، العادات والألعاب الشعبية المتداولة حينها، أطياف الناس وصنعتهم.

يقول الدكتور محمد الدبيس عن رواية (وجوه الحوش):

أجاد الكاتب في إضاءة خفايا تلك المرحلة وانعطافاتها، والمجهول والمسكوت عنه فيها، وانحاز إلى معجمها التداولي في شؤون الحياة بتفاصيلها وجزئياتها الدقيقة، ومزاجها النفسي والفكري، فصوَّر البنية المعمارية لمجتمع الأحواش وتقسيماتها الهندسية وأحيزتها، وأشكال البيوت والدور والحمامات وتقسيماتها، وعناصر الحياة المادية وضروراتها، ورسم بدقة صورة بانورامية لبيئة شخصياته، ومسارات التوتر فيها، وأنماط العلاقات الاجتماعية ومستوياتها وما يعتريها من منغصات.

كما تناول الجوانب المشرقة في تلك البيئة؛ علمياً وثقافياً وإنسانياً، في السياق النصي للأحداث، الذي اعتمد جانب الوصف السردي في جلِّ الرواية، التي تخلَّل فصولها وسياقاتها النصية حوارات محدودة بين الشخصيات.

ويختم الدكتور الدبيس حديثه عن الرواية.. حكاية الأحواش الطويلة التي صاغتها رؤية حسين علي حسين، وهو ينقب في الذاكرة والتاريخ والموروث الاجتماعي، ليعيد الأحواش للحياة، ويعيد الحياة إليها، ويتتبع بمنظوره الفني والإنساني حياة الأحواش وحياة الناس في الأحواش، كما لم يفعل ذلك روائيٌ قبله.

في الختام أقول إن من مميزات القاص حسين علي حسين وعناصر قوته في نصوصه القصصية هي الكاميرة التصويرية الرائعة التي تجدها في تصوير شخصيات أعماله يمتلك حالة يجعل القارئ متابعاً بشكل مستمر وبلهفة للشخصيات وحركاتها وحواراتها ونهايتها وكأنه مخرج سينمائي يجعل المشاهد مستسلماً للقطة السينمائية حتى النهاية.

استطاع القاص حسين علي حسين في نصوصه القصصية أن يطبق السرد القصصي بطريقة ممتعة للمتلقي، بل وقام بتطبيق تعريف السرد القصصي كما يعرف وهو الحكي الذي يقوم على أساسين: المحتوى الذي يضم الأحداث، والطريقة التي تحكى بها القصة «الطريقة هي السرد»، فهو الكيفية التي تروى بها القصة عن طريق السارد للمسرود له، بما تخضع له من مؤثرات تتعلق بكل من السارد والمسرود له، وهو الحالة التي ينقل فيها موضوع القصة من صورته الواقعية إلى الصورة اللغوية.

وقد كان بارز استخدام القاص الفن التفاعلي، إذ تُستخدم فيه الكلمات والأفعال بطريقة تكشف عن عناصر وصور النص الأدبي، لتشجيع عقل المستمع أو القارئ وإثارته، وهو شكل من أشكال الفن التعبيري القديم.

وكان مميزاً أيضاً في الإثارة وتفاعل القارئ مع الشخصيات، وهو السحر السردي الذي يقوم به القاص في نصوصه القصصية.

وقد استخدم القاص أيضاً التفاعل الثنائي الاتجاه بين السارد والمسرود له من خلال الربط المباشر المحكم بين الطرفين.

وأيضاً كان بارعاً في استخدام اللغة التعبيرية التصويرية لإيصال الفكرة والهدف والمعنى.

وقد أتقن القاص باستخدام الإجراءات مثل النطق والحركة والإيماءات، من خلال النص، عندما يستطيع القاص أن يجعل من القارئ شريكاً في النص وتكون أنت كقارئ من ضمن الشخصيات في النص، وأقصد هنا أنك تعيش الحالة وكأنك داخل النص تراقب تنتظر تتوقع تتفاجأ، وهو ما يفعله القاص في نصوصه.

نجح القاص باستخدام الأشكال الفنية مثل العاطفة المختبئ أو العاطفة الواضحة، إسقاطات لكثير من الماضي على الحاضر والتعامل والتعايش بين البشر وكأنه يهدف إلى إيصال رسائل لعالم سلخ نفسه من الأخلاقيات والتعامل مع الآخر المختلف معك في بعض الأمور ونسى أن الإنسانية والخلق تجمعانا.

وقد قام القاص ببراعة تصوير الحالة الإنسانية والحالة القروية وشيء من العلاقات التي تربط الناس والتداخل فيما بينهم بالمحبة والسلام دون أي عوائق، وكأن القاص يريد أن يقول كنا هكذا نعيش دون حروب مباشرة أو غير مباشرة.

وأتصور كقارئ عادي أن قصص حسين علي حسين ما بين الخيال الخصب الذي لعب دوراً أساسياً في أن يكون النص واقعاً حياتياً عاشه البعض ولربما عاشه القاص.

تشعر أن القاص في نصوصه يتحمل أن تتكسر أضلاعه ولكنه لا يتحمل أن يسمع صوت أضلاعه تتكسر، فهو لا يتحمل أينما يولي يجد التخلف والجهل والبحث عن الإنسانية والهوية الضائعة بين الأجيال.

من يطلع على النصوص يكتشف أن الشخصيات لم تكن حقيقية، هي رموز حتى يكسر من خلالها الزمن ويفقد الزمن التراكم، وقد استطاع القاص أن يريني كقارئ عادي تناقض الإنسان في حياته وعمله وأحلامه.

القاص يمتلك فلسفة خاصة في خلق نصوص يغلب عليها الفكر في مناخ يلف العالم، بل وتتخطى اللحظة الراهنة وتنتقل إلى عالم آخر، في بعض النصوص تستشعر أنه كاد أن ينسى أنه في هذه اللحظة قاص، وفي لحظات يكاد يكون ناقداً ولكنه يعود إلى سيرة القاص بطريقة فلسفية فكرية إلى مجتمعات غاصت من قدميه حتى الرأس في فساد يجر فساداً في مجتمع يعاني من التناقضات.

أستاذ حسين ما زالت تلك النجمة التي كانت تضيء لك طريق الخروج من مسقط رأسك إلى مسقط أحلامك هل تعلم أنها النجمة العشرين الذي كان جدك يريد الإمساك بها؟!

أو كما يقول ابن تاروت الشاعر الأستاذ مهدي بن حسين في نصه الشعري «الكادحون»..

«يحكى أن جدّي انسلّ من فراشه ليلاً، ليكلّم النجمةَ العشرين..

لقد اعتاد ذلك، إنه يحدّث النجوم نجمةً نجمةً كلّ مساء حتى تظنّه يعرفهنّ»..

Continue Reading

ثقافة وفن

سعوديتان.. ومصري وصومالي في معرض الاتجاهات الأربعة

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية

تنطلق غدا (الاثنين) فعاليات معرض الاتجاهات الأربعة الذي ينظمه أتيليه جدة للفنون التشكيلية لأربعة فنانين من السعودية ومصر والصومال، وهم: حنان الحازمي، وجواهر السيد من السعودية، وعاطف أحمد من مصر، وعبدالعزيز بوبي من الصومال.

ووفقاً لمدير الاتيليه هشام قنديل، سيقدم كل فنان تجربته الخاصة واتجاهه الخاص الذي يميزه عن أقرانه من الفنانين.

وتقدم الفنانة جواهر السيد 10 لوحات تمثل آخر تجاربها، التي يقول عنها الناقد تحسين يقين: «إن ما يميزها هذا التواصل اللافت بين النساء والأطفال، فضلا عن تعبير الألوان عن المشاعر بذكاء واحتراف».

وأضاف: «على شاطئ جدة الجميلة، أطالت الفنانة تأملاتها النفسية والاجتماعية، لتعبر عن ذلك خطوطا وألوانا، تتجاوز بها مكانها، لتعبر عن حال الإنسان اليوم في هذا العالم ذي النزعة الفردية».

وتقدم الفنانة حنان الحازمي 10 لوحات بأحجام مختلفة تجمع بين التعبيرية والتجريدية، وستضع في هذا المعرض أقدامها بقوة في المشهد التشكيلي السعودي. وحول تجربتها، قال الناقد المصري الدكتور حسان صبحي: «اعتمدت الفنانة حنان الحازمي على طرق تحليلية خاصة في إبداع التركيبات الفنية واستخدام أقل عدد ممكن من المفردات والوسائط التعبيرية ذات الكثافة والثقل في تعبيراتها البصرية لطرح نموذج طليعي يضيف إلى الفنون البصرية ويعلي عادات الرؤية لدى المشاهد، وهو أحد الاتجاهات المهمة التي تم التأكيد عليها في الفنون البصرية». ولفت إلى أن تلك الأعمال امتلكت طاقة مسالمة تكتنزها عناصرها وبناؤها التصميمي المشبع بطاقات التعبير والتفكير المفاهيمي.

أما الفنان المصري عاطف أحمد فيقدم 10 لوحات بأسلوبه الخاص المتمرد (ميكس ميديا) تمثل أحدث إبداعاته.

وعن أعماله قال الناقد صلاح بيصار: «أعمال عاطف تنحاز إلى الجموع من الفلاحين الذين يشكلون ملحمة الأمل والعمل، يتتبعهم في خُطاهم بعمق الدلتا من الحقل والحرث والحصاد».

أما الصومالي عبدالعزيز بوبي فهو عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وتتميز تجربته كما يقول الناقد الدكتور عصام عبدالله العسيري بالنضج اللوني التجريدي الثقافي البصري العام.

وبملاحظة مفردات لوحاته سنجد استعارة رسوم وكتابات أرقام وحروف وخطوط ورموز وألوان وإشارات بصرية، يقدمها في تكوينات جميلة وجريئة وبديعة، لها قيم جمالية ثقافية، كالجداريات والمصغرات بألوان جذابة.

Continue Reading

ثقافة وفن

بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع الأوركسترا السعودية» في جولتها الخامسة بمسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية طوكيو، وذلك بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، وبحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام، وحضور جماهيري كبير.

وأشار الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى باول باسيفيكو، في كلمة خلال الحفلة، إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها المشاركات السابقة لروائع الأوركسترا السعودية في العواصم العالمية، عازيًا ما تحقق خلال حفلات روائع الأوركسترا السعودية إلى دعم وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى.

وعدّ «روائع الأوركسترا السعودية» إحدى الخطوات التي تسهم في نقل التراث الغنائي السعودي وما يزخر به من تنوع إلى العالم عبر المشاركات الدولية المتعددة وبكوادر سعودية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى، مشيرًا إلى سعي الهيئة للارتقاء بالموسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني، ومد جسور التفاهم بين شعوب العالم عبر الموسيقى.

وقد بدأت «الأوركسترا الإمبراطورية اليابانية – بوغاكو ريو أو» بأداء لموسيقى البلاط الإمبراطوري الياباني، وهي موسيقى عريقة في الثقافة اليابانية، توارثتها الأجيال منذ 1300 عام وحتى اليوم.

وأنهت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الفقرة الثانية من الحفلة بأداء مُتناغم لميدلي الإنمي باللحن السعودي، كما استفتحت الفقرة التالية بعزف موسيقى افتتاحية العلا من تأليف عمر خيرت.

وبتعاون احتفى بالثقافتين ومزج موسيقى الحضارتين اختتمت الحفلة بأداء مشترك للأوركسترا السعودية مع أكاديمية أوركسترا جامعة طوكيو للموسيقى والفنان الياباني هوتاي وبقيادة المايسترو هاني فرحات، عبر عدد من الأعمال الموسيقية بتوزيع محمد عشي ورامي باصحيح.

وتعد هذه الحفلة المحطة الخامسة لروائع الأوركسترا السعودية في العاصمة اليابانية طوكيو، بعد النجاحات التي حققتها في أربع محطات سابقة، كانت تتألق في كل جولة بدايةً من باريس بقاعة دو شاتليه، وعلى المسرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعلى مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكون بمدينة نيويورك، وفي لندن بمسرح سنترل هول وستمنستر.

وتعتزم هيئة الموسيقى استمرارية تقديم عروض حفلات “روائع الأوركسترا السعودية” في عدة محطات بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى السعودية، وتعزيزًا للتبادل الثقافي الدولي والتعاون المشترك لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تتقاطع مع مستهدفات هيئة الموسيقى.

Continue Reading

ثقافة وفن

الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !

الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية،

الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية، يعتد كثيراً بتجربته، ويرى أنّه قادر على الاختلاف؛ لأنّ مفاهيمه للكتابة تتغيّر مع الوقت.

لم يولد -كما قال- وإلى جواره من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها، ما يتذكره علي أنّه في أواسط عقده الثاني وقع على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف، لا يعلم كيف وصلت إليه هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنه شُغِف بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامه في هذا المعجم.

وجد الشاعر علي عكور نفسه ينجذب كالممسوس إلى الأدب بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال، لكنّ الشعر العربي أخذه حتى من ألف ليلة وليلة؛ الذي انجذب إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب أكثر من السرد رغم عجائبيته وسحره!

الكثير من رحلة الشاعر علي عكور مع الأدب والكتابة الإبداعية في هذا الحوار:

‏ • حدّثنا عن علاقتك بالشعر والأدب بشكل عام.. كيف بدأت؟

•• بدايةً أودّ القول، أنه لم يكن في محيطي من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأتُ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها. أتذكر أنني في أواسط العقد الثاني من عمري وقعتُ على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف. لست أعرف كيف وصلت إلينا هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنني شُغِفتُ بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامي بعد الاطلاع على هذا المعجم. وشيئاً فشيئاً، وجدت أنني أنجذب كالممسوس إلى هذا العالم الرحب، بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال. وأثناء تجوالي في عوالم الأدب أُخِذْتُ بالشعرِ العربي وبإيقاعيّة الجملة الشعرية فيه. حتى عندما وقع بين يديّ كتاب (ألف ليلة وليلة)، لم أنجذب إلى السرد رغم عجائبيته وسحره، بقدر ما انجذبتُ إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب. وأتذكر أنني كنت أتجاوز الصفحات وأقلّبها بحثاً عن بيتٍ أو بيتينِ من الشعر.

• لمن تدين بالفضل في الكتابة؟

•• أودّ أن أدين بالفضل إلى أحدٍ ما، لكنني حين أمَرّر بداياتي على الذاكرة، لا أتذكّر أحداً بذاته، آمن بي أو رأى في ما أقوم به بدايات واعدة لمشروع ما. كل ما هنالك أنني كنتُ أتلقى ثناءً عابراً إذا كتبتُ شيئاً جيداً. على أنني لا أقلّل من هذا الثناء، فقد كان ذا أثرٍ كبير في دافعيتي، وديمومة شغفي بالكتابة. هذا فيما يخص البدايات، أما الآن فأنا أدين بالفضل لأسرتي ولزوجتي خاصة، فهي داعم كبير لي على طول هذا الطريق، وتتحمل عن طيب خاطر الأعباء التي يُخلّفها انشغالي بالكتابة وهمومها.

• شاعر كان تأثيره كبيراً عليك.

•• لا يمكن تتبّع الأثر بسهولة في هذا الشأن؛ لأنه غالباً يكونُ قارّاً في اللاوعي. لكن إذا كان السياب يرى أنه تأثر بأبي تمام والشاعرة الإنجليزية إديث سيتول وأنه مزيج منهما، فأنا أرى أنني تأثرت كثيراً بسعدي يوسف ومحمود درويش، وأشعر أنهما يلتقيان بطريقة ما، في الكثرة الكاثرة مما أكتب.

• كيف للشاعر أن يكتب قصيدته وفق رهان المستقبل وليس للحظة التي يعيش فيها؟

•• في الغالب لا توجد كتابة لا يمكن تجاوزها. وما يُعبّر عنك الآن قد تجد أنه لا يُعبّر عنك غداً. أعتقد أن الرهان الحقيقي هو أن نكتب شيئاً يستطيع أن يصمد أمام عجلة الزمن. ربما إحدى الحيل التي يمكن أن نمارسها هي أن نكتب نصوصاً أكثر تجريداً وانعتاقاً من قيود الزمان والمكان، وأن نتخفّف من الكتابة تحت تأثير اللحظة الراهنة والحدث المُعاش.

• الملاحظ أنّ هناك إصدارات متشابهة في الشعر والقصة لشعراء وكتاب قصّة، وإن تعددت عناوينها، لكنّ التجربة لم تختلف.. ما تأثير هذا على الإبداع والقارئ كذلك؟

•• صحيح، هذا أمر ملاحظ. هناك من يصدر عشرة دواوين، وعند قراءتها لا تجد اختلافاً بينها، لا من حيث الثيمات ولا من حيث طريقة التناول، لتفاجأ أن هذه الدواوين العشرة هي في الحقيقة ديوان واحد طويل. الكاتب أو الشاعر الذي لا يتجدد يخاطر بمقروئيته ويخسر رهانه الشخصي. إما أن تقول شيئاً جديداً أو شيئاً مألوفاً بطريقة جديدة، لكن لا تقل الشيء نفسه بالطريقة نفسها، حتى لا تعطي فكرة أنك لا تأخذ مشروعك بما يستحق من جدية واهتمام.

• تنادي بأهمية تصدّر الأدب الجاد والأصيل المنصات.. أولاً: من يحدد ماهية الأدب الجاد؟ ثانياً: هل المرحلة تساعد في أن يتصدّر الأدب أيّاً كان المنصات التي كثرت وكثر مستخدموها والمؤثرون فيها؟

•• النقّاد والقرّاء النوعيّون، هم من يحددون ماهيّة الأدب الجاد ويُعلون من قيمته. مؤسف أن يتصدر المشهد الأدبي الأقل قيمة، بينما يبقى الأدب الأصيل في الهامش. في الأخير نحن مسؤولون عن تصدير ثقافتنا، وما نتداوله ونجعل له الصدارة في منصاتنا ومشهدنا، هو ما سيُعبّر عنّا وسيكون عنواننا في النهاية. وبالتالي لنا أن نتساءل بصدق: هل ما صُدِّرَ ويُصَدّر الآن، يُعبّر عن حقيقة وواقع الأدب والثقافة في بلادنا؟

• لديك مشكلة مع المألوف والسائد، وتطالب بسيادة الأدب الفريد والمختلف.. هل لدينا اليوم ذائقة خاصة يمكنها إشباع الذائقة العامة؟

•• يمكن الاتفاق في البدء أن تغيير شروط الكتابة هو في المقابل تغيير لشروط التلقي، وأن كل كتابة أصيلة ومختلفة ستصنع قارئاً مختلفاً. كل كتابة جادّة ستصنع قارئها، وهذا هو الرهان الحقيقي. أما المألوف والسائد فإنّ القارئ مصابٌ بتخمة منه. كل كتابة في المألوف والسائد هي ابنٌ بارٌّ للذاكرة لا للمخيّلة؛ الذاكرة بوصفها مستودعاً لكل ما قرَّ واستقرّ فيها وأخذ مكانه المكين. والمخيّلة بوصفها انفتاحاً على المتجدّد واللانهائي.

• ماذا يعني لك فوزك بالمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي في مسار الشعر؟ وماذا تعني لك كتابة الشعر المسرحي؟

•• سعدت كثيراً بالفوز، سيما أن المسرحية تتحدث عن شخصية أحبها كثيراً: شخصية ابن عربي؛ تلك الشخصية التي عشت معها طيلة ثلاثة أشهر (وهي مدة كتابة العمل)، تجربة روحية وروحانية بالغة الرهافة، فقد استدعت الكتابة عن ابن عربي، العودة إلى قراءة سيرته وأجزاء من أعماله التي حملت جوهر فكره وعمق تجربته الصوفية. وبالانتقال إلى الجزء الثاني من السؤال، أقول إن كتابة الشعر المسرحي عمّقت من مفهومي للشعر وإيماني به وبقدرته على التحرك في مناطق جديدة، يمكن استثمارها على نحو جيد ومثرٍ، إذا ما تعاملنا معها بجدية.

• أما زلت تبحث عن دار نشر تطبع لك ديوانك الجديد دون مقابل مادي تدفعه؟

•• استطعت التواصل مع أكثر من دار، وقد رحبوا بالديوان والتعاون من أجله. لا ضير في كون دور النشر تبحث عن الربح، فهذا من حقها، وهذه هي طبيعة عملها. كل ما أنادي به أن تكون هناك جهة حكومية تشرف عليها وزارة الثقافة، تقوم بطبع الأعمال الجادة التي تعبّر عن حقيقة الأدب السعودي وواقعه.

• جاسم الصحيح قال عنك إنك لست شاعراً عابراً، وإنما شاعر ذو موهبة كبرى تتجاوز المألوف والسائد.. ماذا تعني لك هذه الشهادة؟•• جاسم اسم كبير في المشهد الثقافي وتجربة مرجعية في الشعرية العربية الحديثة، وأن تأتي الشهادة من قامة كقامة جاسم الصحيح لا شك أنها شهادة تدعو للابتهاج والنشوة، إضافة إلى ما تلقيه عليّ من عبء ومسؤولية كبيرة.

• كيف يكون المؤلف الجاد والرصين رأس مال لدور النشر؟

•• تمهيداً للإجابة عن السؤال، لا بد من القول إن الرساميل الرمزية أحياناً تكون أهم وأكثر مردوداً من القيمة المادية. بالنسبة لدور النشر، يُعد الكاتب الجاد رأس مال رمزياً مهمّاً؛ لأنه يبني لها سمعة في الوسط الثقافي. إذا أرادت دور النشر أن تستثمر في سمعتها، فإن أسرع طريقة هي استقطاب كتاب أصحاب مشاريع جادة، مقابل أن تطبع لهم بمبالغ رمزية على الأقل.

• كتبتَ الشعر بأشكاله الثلاثة ومع ذلك ما زلت ترى أنّ الوزن ليس شيئاً جوهرياً في القصيدة.. ما البديل من وجهة نظرك؟

•• نعم الوزن ليس شيئاً جوهريّاً في الشعر. ونحن حين نقول الوزن نقصد بطبيعة الحال الأوزان التي أقرها الخليل بن أحمد. الحقيقة أن الأوزان جزء من الإيقاع، أو بمعنى آخر، هي إحدى إمكانات الإيقاع وليس الإمكانية الوحيدة، وما دامت إحدى تجليات الإيقاع وليس التجلي الوحيد، فمعنى ذلك أن الإيقاع أعم وأشمل وأقدم. وعليه فإن الإيقاع هو الجوهري وليس الوزن. والإيقاع يمكن أن يتحقق في قصيدة النثر مثلاً، عبر حركة الأصوات داخل الجملة الشعرية. وهناك حادثة دالة وكاشفة أنهم حتى في القديم كانوا يدركون أن الشعر بما فيه من إيقاع يوجد أيضاً خارج أوزان الخليل، إذ يُروى أن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت دخل على أبيه وهو يبكي، وكان حينها طفلاً، فقال له: ما يبكيك؟ فقال: لسعني طائر، فقال: صفه، فقال: كأنه ملتف في بردي حبرة. فصاح حسان: قال ابني الشعر ورب الكعبة. هذه القصة المروية في كتب الأدب تكشف بجلاء أن الشعر أوسع من مجرد الوزن والتفاعيل.

• أنت تقول: لا شيء يسعدني ككتابة الشعر الجيّد.. ما مواصفات الشعر الجيّد؟

•• لا أملك ولا يحق لي ربما الحديث عن الشعر الجيد بإطلاق؛ لأن في هذا ادعاءً كبيراً، لكن يمكن الحديث عما أراه أنا أنه شعر جيد؛ أي في حدود رؤيتي فقط. كل شاعر يكتب الشعر بناءً على ما يعتقد أنه شعر، وعليه فإن الشعر الجيد -كما أراه- خرق لنمطية اللغة وبحث جاد عن اللامرئي في المرئي، ومن مواصفات النص الجيد أن يتقاطع فيه الفكري بالوجداني، وأن يكون نتاج الحالة البرزخية بين الوعي واللاوعي. طبعاً إضافة إلى ضرورة أن يتخلص من المقولات السابقة، وأن يعمل في تضاد مع الذاكرة والثقافة؛ لأنهما يفرضان السائد والمألوف وكل ما هو قارّ في الذهن.

• العودة الملاحظة للشذرات كتابة وطباعة.. إلام تعيدها؟

•• الشذرة في رأيي هي رأس الشعرية. حَشْد كل هذا العالم بمستوياته وتناقضاته ورؤاه في بضع كلمات أمر بالغ الصعوبة على مستوى التكنيك، لكنه مثير وممتع حين تدخله كمساحة للتجريب وتحدي إمكانياتك. أيضاً جزء من اهتمامي بالشذرة يعود إلى افتتاني بالمشهدية وتأمل الفضاءات البصرية واستنطاقها. إضافةً إلى ما في الشذرة من تداخل أجناسي يزيدها ثراءً وغنى. وعلى مستوى آخر أعتقد أن الشذرة بحجمها وبنيتها أكثر تمثيلاً لحياتنا المعاصرة التي أشبه ما تكون بلقطات متتابعة ومنفصلة في فضاء بصري، يجمعها سياق عام. وأخيراً لا أنسى أن منصة (إكس) بما كانت تفرضه من قيود تقنية قد أسست لتجربتي في الكتابة الشذرية وصقلتها.

• الشاعر أحمد السيد عطيف اختلف معك في شكل القصيدة، ورأى أنّ الشكل لا يجعل الكلام جميلاً ومؤثراً.. فيما ترى أنت أنّ الكتابة على نمط القصيدة القديمة تقليد وليس إبداعاً.. هل المشكلة في الشّكل أم في أشياء أخرى؟

•• نعم، كان الحديث في هذه الجزئية عن القصيدة العمودية، وعن كتابتها بصياغة تقليدية مغرقة في القدامة. النقد الحديث على عكس القديم، لا يفصل بين الشكل والمضمون، ولكتابة نص حديث لا بد من تحديث الشكل؛ لأننا لا يمكن أن نتحدث عن مضمون ما بمعزل عن الشكل، إذ إن الشكل يخلق مضمونه أيضاً. طبعاً لا أقصد بتحديث الشكل استبدال القصيدة العمودية بشكل آخر، بل أقصد التحديث من داخل الشكل نفسه. تجديد الصياغة وتحديث الجملة الشعرية ذاتها لتكون قادرة على التعبير عن الرؤى الجديدة.

• لماذا ترى أنّ كتابة قصيدة النثر أصعب من كتابة قصيدة عمودية أو تفعيلة؟

•• السبب في رأيي أن النص العمودي والنص التفعيلي لديهما قوالب إيقاعية جاهزة تجعل من مهمة الخلق الشعري مهمة أقل صعوبة. بينما في قصيدة النثر أنت تعمل في منطقة أقرب ما تكون إلى الشكل الهلامي. قصيدة النثر ملامحها أقل حدة ووضوحاً من الشكلين السابقين، وعليه فإن كتابتها تحمل صعوبة أكبر؛ لأن لكل نصٍّ قالبه الخاص الذي عليك أن تخلقه من العدم.

• كيف يمكن للشاعر أن يكون رائعاً؟

•• يكون كذلك إذا كان أصيلاً؛ أي معبراً عن صوته الخاص، ولحظته الراهنة، ومنغمساً بالكامل في تفاصيل عالمه، طبعاً دون أن يفقد قدرته على الاتصال بالوجود والكون.

• النصوص القصيرة التفعيلية التي كتبتها وترغب في نشرها مرفقة برسوم إبداعية.. ماذا عنها؟

•• هي أربعون نصّاً، تحمل خلاصة تجربتي في كتابة الشذرة الشعرية، وهو تنويعٌ على تجربتي الشعرية عموماً. تعاونت في هذا المشروع مع الرسامة السورية القديرة راما الدقاق. والعمل الآن في مرحلته الأخيرة، وسيُنشر خلال الشهرين القادمين.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .