Connect with us

ثقافة وفن

الحرز: معوقات جمعية الأدب لوجستية والثقافة مسؤولية الدولة والنخبة

يتجاوز الناقد الشاعر محمد الحرز كثيرين من مجايليه، باقتحام مناطق شائكة؛ بوعي المفكّر، فالناقد الحرز مساحته أوسع

يتجاوز الناقد الشاعر محمد الحرز كثيرين من مجايليه، باقتحام مناطق شائكة؛ بوعي المفكّر، فالناقد الحرز مساحته أوسع مما نرى، والحرز الشاعر عبارته أضيق مما نعتقد، يفكّر كما يعيش، ويطرح من الرؤى ما يؤكد استقلالية النخبوي، الذي لا يعنيه أكثر من قول كلمته في زمانها ومكانها، وهنا نص حوارنا معه..

• بماذا يمكن وصف المشهد الثقافي السعودي؟

•• المشهد السعودي يمكن وصفه انطلاقاً من الدور الكبير المناط به، الذي أوقعته تقاطعات اللحظة الراهنة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية في شباكها، وهو دور تاريخي مفصلي، ليس للثقافة المحلية فحسب، وإنما للثقافة العربية على وجه الخصوص.

تلك التقاطعات فرضتها أحداث كبرى زلزلت استقرار بعض الدول العربية المهمة، على مستوى الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، وفرضت حالة من الترقب والتساؤل في الأوساط العربية: مَن يعلق الجرس؟ مَن يعيد الألق إلى فكرة الثقافة بوصفها قوة ناعمة للدولة والمجتمع؟

المملكة بقيادتها الشابة صنعت هذا الألق برؤيتها المستقبلية، ورهانها على أن إنسان الوطن وثقافته المتطلعة للأمام، هو من يصنع القوة في جميع مجالات الحياة.

لذلك قدم الحراك الثقافي السعودي نموذجاً مبهراً في كيفية استثمار الطاقات التي يمتلكها أبناء البلد من شباب وشابات، في كل المجالات الثقافية والإبداعية والعلمية، استثماراً يحقق معها الغاية والهدف، وهو صناعة المستقبل.

ولا يخفى على أحد أن أهم روافع هذا الحراك جاء بفعل ذاتي داخلي أيضاً، فالإمكانات الكامنة في طبيعة المجتمع السعودي باعتبار تنوعه الثقافي، وعمقه التاريخي، ونسيجه الاجتماعي، لم تستطع معها أي قوة مضادة لا تؤمن بالتنوع، وتحاول فرض أفكارها وقناعاتها على عموم المجتمع، أن تحجب تلك الإمكانات، مهما صنعت ومهما حاولت.

ناهيك عن المكانة الكبيرة التي تحظى بها المملكة على مستوى العالم اقتصادياً، مما يجعل أي حراك أو تغيير فيها، بأي اتجاه مؤثراً كبيراً، لا يمكن تخطيه لا على مستوى الإعلام أو الثقافة أو المجتمعات.

هذا في ظني أهم المرتكزات التي من خلالها يمكن وصف المشهد السعودي من منظور الدور الذي يلعبه حالياً.

•هل الثقافة مسؤولية دولة أم نخبة؟

•• كلاهما معاً، هذا إذا كنا نعني بالمسؤولية حرية ابتكار الأساليب المطورة للعمل الثقافي، وإبداء الرغبة والطموح في تعزيز القدرات الإبداعية والمعرفية عند الإنسان. لكن ثمة درجة من المسؤولية تكون أكبر من غيرها، ولا شك أن الدولة بجميع مؤسساتها وأجهزتها الإدارية وقوتها المالية هي القادرة على توجيه القدرات والحريات، بل وحتى توجيهها من العمق.

لكن بالنظر حالياً إلى تحولات الثقافة المعاصرة في ظل الرأسمالية الجديدة وعلاقتها بالمجتمعات، فإن مفهوم النخبة لم يعد كما كان مثل السابق، كتلة واحدة، تتمايز عن بقية المجتمعات بقيمتها المعرفية والعلمية والثقافية، بل تشظى في اتجاهات عدة، ولم يعد له وجود كقيمة مؤثرة، بل صعدت بدلاً منه قوى بديلة، من أهمها تلك التي ترتكز في وجودها على فضاءات افتراضية مؤثرة، للأسف لا يملك أغلبها تأثيراً كبيراً على قضايا الرأي العام، بل يقتصر التأثير على تفاصيل شكلية تتعلق بالمظاهر فقط.

من هنا في ظني تتضاعف مسؤولية الدولة في إعادة الاعتبار للنخبة كقيمة.

• متى يمكننا إقناع المجتمعات بدعم الثقافة وتمويلها؟•• على من تقع (نون الجماعة) في يمكننا، ثم هل مسألة الإقناع مجرد آلية متى ما أراد الفرد أو أي جهة من الجهات الفاعلة بالمجتمع أن يقنع الآخرين بفكرة أو عمل ثقافي يكون باستطاعته القيام بذلك، بمجرد تحريك هذه الآلية؟

الأمر يبدو لي أكثر تعقيداً من ذلك، فوسائل الإقناع ليست سوى طرق التفاعل القائمة بين صناع الثقافة من مبدعين ومثقفين ومفكرين وعلماء وأكاديميين والقائمين عليها سواء من جهات حكومية أو جهات أهلية خاصة، وبينها وبين متلقيها من مختلف شرائح المجتمع المختلفة.

الرغبة والإرادة في تطوير هذه الطرق، يقود بالتالي إلى تحويل الثقافة من طورها الإنشائي الفوضوي إلى طورها المؤسساتي الفاعل والمنظم، وهذا وحده كفيل بالقول إن ثمة دعماً حقيقياً تتلقاه ثقافة البلد.

• أين وصلت جمعية الأدب؟•• منذ تأسيسها إلى الآن، والأمور تسير في وجهتها الصحيحة، رغم المعوقات التي كان بعضها يخص مستوى الدعم التقني واللوجستي والتنظيمي إلا أن الزملاء سواء في مجلس الإدارة برئاسة الصديق د.صالح زياد أو الزملاء في الجمعية العمومية استطاعوا أن ينسقوا جهودهم ويبذلوا من وقتهم الشيء الكثير في سبيل إخراج الجمعية بالصورة التي تليق بالمشهد الأدبي السعودي.

• ما السمة الغالبة على الملتقيات الأدبية هذه الأيام؟•• على تنوعها ونشاطاتها المتعددة الرسمية منها كالمسابقات والأمسيات والندوات والمهرجانات، سواء التي تقيمها هيئة الأدب والنشر والترجمة، أو الأندية الأدبية أو حتى النشاط الملحوظ لأكاديمية الشعر بالطائف، وسواها من الجمعيات المنشأة حديثاً، هو حراك في حد ذاته مهم، ويلبّي متطلبات المرحلة الراهنة.

لكن مسألة التنسيق ضرورية ومهمة، وما أقصده بهذه المسألة فتح قنوات تواصل فيما بين كل هذه الجهات، لتأمين أكبر قدر ممكن من مشاركة المبدعين والمثقفين والمفكرين في جميع الأنشطة التي تقام هنا أو هناك، فليس من المعقول أن يعاد تدويل أسماء بعينها في جميع المناسبات والأنشطة، وليس من المقبول أيضاً أن يتصدر المشهد من خلال تصدرهم بعض الملتقيات نجوم السوشل ميديا الذي يدّعون -وليس جميعهم- المعرفة الأدبية والفكرية بينما من أفنوا حياتهم؛ ثقافة وكتابة، يتفرجون فقط.

• كيف يمكن تعزيز التواصل بين الأجيال الثقافية؟•• بالحوار.. في ملتقى الأدباء الذي أقيم العام الماضي في أبها، كان ضيوف الملتقى مزيجاً من مختلف الأجيال الأدبية وصناع الثقافة، وهي فكرة تصب في مصلحة تعزيز التواصل، تشكر عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة. لكن تطوير هذه الفكرة ضرورة ملحة، فمثلاً لماذا لا تقام ورش عملية، يتم فيها محاورة الرعيل الأول أو الثاني من مثقفي ومبدعي الوطن من طرف مجموعة من شباب الجيل الحالي من مبدعين ومثقفين، وأشدد على أن تقام حضورياً بالدرجة الأولى، وإذا تعذر بعضها يمكن الاستعانة بالوسائط الإلكترونية، بحيث يتم من خلال هذا الحوار مناقشة أعمالهم وأهم منجزاتهم في الساحة. وأظن هذه من أهم سبل التواصل بين الأجيال.

• لماذا غدت الكتابة هاجس الجميع، فيما لا تزال القراءة شاغل القلة؟•• إذا كانت هذه الملاحظة دقيقة، وأظنها كذلك، اعتماداً على ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي من استعراض للكتب وتلخيصها، أو كثرة الدعاية والإعلان التي تروج لمؤلفين، لم يكن لهم حظ في الثقافة سوى إطلالتهم من خلال نجوميتهم في السناب شات أو تك توك أو تويتر، أو ما نراه أيضاً في المناسبات الكبرى كمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي انتهت فعالياته أخيراً، والذي صاحب فعالياته الدعاية والإعلان عن الكتب الجديدة، وهو أمر يبدو طبيعياً في مثل هذه المناسبات. لكن من فرط كثرتها يظن المتأمل أن جميع الناس تحولوا إلى كتّاب، وأن القارئ هو المفقود في هذه الظاهرة.

إذا كانت الكتابة فعلاً تراكمياً عبر الخبرة والتجربة، فإن القراءة طريقة حياة في التعامل مع الوجود والعالم، فكل الأشياء قابلة للقراءة، ومن ثم تحويلها للكتابة. وهذا يتطلب زمناً وحسّاً تاريخياً، للأسف مفقود مع انتشار مثل هذه الظاهرة.

• بين الشعر والنقد؛ أي الكفتين بمشروعك أرجح؟•• في رسائل «فلوبير» وردت العبارة التالية «الحضارة بأكملها تاريخ مستعاد للشعر» معناه بكل بساطة أن الأصل في المعرفة البشرية يبدأ من الشعر، ومن ثم يعود إليه، فلا فكاك من الشعر مهما أخذتنا دروب الحياة والمعرفة بعيداً عنه. هكذا أرى نفسي في حالتي مع الشعر، فكل ما أكتبه نقداً أو فكراً أو حتى متابعاتي السياسية، يحركه من العمق طبيعة الموقف من الشعر، وهي طبيعة ملغزة وحائرة وقلقة وتتسم بالمحاولة للوصول إلى شيء ما لا أفهمه، وهو ما يشكل بالنهاية دافعي النقدي والفكري للفهم والوصول إلى شواطئه. ناهيك بالطبع حرصي التام على إيجاد الوشائج التي تجعل أسلوبي في الكتابة يستوعب كل هذا التنوع دون نفور في العبارة أو استسهال في الموضوع أو الإكثار من صيغ وتعابير جاهزة لا تشير إلى أي معنى محدد.

• هل تراجعت طفرت الكتابة الروائية، ولماذا؟•• بالعكس ازدادت وتيرتها، مع التحولات الكبرى التي تعيشها المملكة، ولا أظن يخفى على المراقب البعيد، فضلاً عن المتابع عن قرب، كثرة الأسماء من (كتّاب وكاتبات) الذين يعلنون عن إصدارهم الأول للرواية، في وقت يكاد يكون متزامناً، بخلاف ما قبل هذه التحولات، يمكن تمر سنة أو سنتان، لا تصدر خلالهما سوى بضع روايات، ولأسماء معروفة مسبقاً.

كل فرد في هذا العالم عنده حكاية، وإذا ما قرر أن يرويها كتابة، فمن السهولة بمكان أن يقوم بتنفيذها ما دامت قيم الثقافة المعاصرة تتيح للفرد حريته في قول ما يريد قوله، تقديساً لفردانيته.

• مَن أبرز كتاب قصيدة النثر في المملكة؟•• ثمة شيئان تتسم بهما قصيدة النثر، تنتفي معهما معيار (الأبرز أو الأفضل…) إلى آخره من المعايير التي تشتمل على صيغ المفاضلة، الأول هو كل تجربة هي عالم قائم بذاته بكل أبعادها وحتى مرجعياتها، قد تقترب تجربة من أخرى في بعض عناصرها. لكن ما هو مختلف يكون أكبر وأوسع.

ثانياً من فرط تعدد الأجيال التي كتبتها منذ قصيدة فوزية بوخالد في السبعينات إلى ما بعد الألفية الثانية، أصبحنا نملك خريطة واسعة ومؤثرة داخلياً وخارجياً على امتداد الوطن لكتاب وكاتبات هذه القصيدة

لكن يمكن الحديث عن الأبرز من منظور النشاط وكثرة الإنتاج، وليس من منظور قيمة التجربة شعرياً وجمالياً، هناك: إبراهيم الحسين، أحمد الملا، غسان الخنيزي عبدالله السفر، حمد الفقيه، محمد خضر، هدى ياسر، زكي الصدير، مسفر الغامدي، محمد الدميني، صالح زمانان، زياد السالم، روان طلال.

هذه مجرد نماذج، وليعذرني من غاب عني اسمه لحظة الكتابة.

• ماذا تلحظ على حركة الحداثة في المملكة؟•• لا يمكن الاطمئنان إلى حركة كانت تتسمى بالحداثة بمجرد أن بعض النقاد الأدبيين انتصروا للقصيدة الحديثة، ودافعوا عنها جمالياً. وكأن اقتران الحداثة بالشعر هو كل ما يحمله خطاب هؤلاء النقاد، منساقين أو خاضعين دون وعيٌ منهم لشروط لعبة الصراع التي فرضها عليهم خطاب الصحوة، ما عدا اسمين يمكن استثناؤهما من هذه الشروط: محمد العلي، وغازي القصيبي. لقد ساهما في حراك فكري عميق هو من صميم حراك الحداثة. لكن للأسف لم يتوسع أو ينخرط فيه أغلب مثقفي المرحلة.

• ما موقفك من رموزها؟ ولماذا؟•• هل كل من كتب عن الحداثة كتابة توثيقية تسجيلية في المملكة أصبح أحد رموزها، هذا إذا أقررنا بوجود حركة بالأصل ترتبط بقيم الحداثة اجتماعياً وفكرياً وأدبياً، وهذا ما لم يحدث على الإطلاق.

نعم ثمة رجال تنوير في الأدب والتعليم والفكر شهدتها بلادنا منذ الرعيل الأول، وأجد بحوث الناقد حسين بافقيه بحسه التاريخي التوثيقي خير من أعطى هذا الجانب حقه من التوثيق المرتبط بمعنى التنوير وليس بمفهوم الحداثة.

• هل تبوأنا صدارة المشهد الثقافي عربياً؟•• على مستوى المؤسسات الرسمية والأهلية في رعايتها للثقافة والأدب والأدباء والمفكرين، أعتقد أن اللحظة الراهنة هي لحظة خليجية بامتياز، رغم أن الرعاية لم تقتصر في فترة من الفترات على بعض الدول العربية دون غيرها. لكن الخليج بقوته الاقتصادية، ونهوضه العمراني واستقراره الاجتماعي وفر الفرصة للجذب الثقافي الفاعل بين مدنه وأبنائه.

• ماذا تبقى من نظرية المراكز والأطراف؟•• لم يتبقَ شيء من الإرث الثقافي والسياسي التنظيمي الذي خلفه الاتحاد السوفيتي، ومن ضمنها هذه النظرية العنصرية الشوفينية، فالقيم الديمقراطية وقيم العولمة ألقت شيئاً اسمه المركز والأطراف.

• متى تموت الإيديولوجيات؟•• الإيديولوجيات لا تموت. لكنها تغير أشكالها حسب القيم الثقافية السائدة، سابقاً كانت الإيديولوجيات ترتكز على قيم التحرر، بينما الآن ترتكز على قيم حقوق الإنسان.

• ما المشروع الذي تعمل عليه؟•• حالياً مهتم بقراءة التراث الشيعي الزاخر بشتى التيارات والتوجهات والطقوس والمناجاة واليوتوبيا، ومحاولة إعادة كتابة جزء منه شعرياً وجمالياً.

• مِمَّ تخشى على ثقافتنا؟•• على أننا لا نستطيع أن نبني بقيمها مواطنة مكتملة الأركان.

• كيف يمكن بناء مؤسسات ثقافية مدنية؟•• إذا كانت الثقافة بوصفها صناعة محتوى من منظور قيم ولغة الحضارة المعاصرة، تدخل ضمن الرؤية الاستراتيجية لأي بلد، وهذا ما نراه من خلال رؤية 2030 بقيادة الأمير محمد بن سلمان.

Continue Reading

ثقافة وفن

بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع الأوركسترا السعودية» في جولتها الخامسة بمسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية طوكيو، وذلك بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، وبحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام، وحضور جماهيري كبير.

وأشار الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى باول باسيفيكو، في كلمة خلال الحفلة، إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها المشاركات السابقة لروائع الأوركسترا السعودية في العواصم العالمية، عازيًا ما تحقق خلال حفلات روائع الأوركسترا السعودية إلى دعم وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى.

وعدّ «روائع الأوركسترا السعودية» إحدى الخطوات التي تسهم في نقل التراث الغنائي السعودي وما يزخر به من تنوع إلى العالم عبر المشاركات الدولية المتعددة وبكوادر سعودية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى، مشيرًا إلى سعي الهيئة للارتقاء بالموسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني، ومد جسور التفاهم بين شعوب العالم عبر الموسيقى.

وقد بدأت «الأوركسترا الإمبراطورية اليابانية – بوغاكو ريو أو» بأداء لموسيقى البلاط الإمبراطوري الياباني، وهي موسيقى عريقة في الثقافة اليابانية، توارثتها الأجيال منذ 1300 عام وحتى اليوم.

وأنهت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الفقرة الثانية من الحفلة بأداء مُتناغم لميدلي الإنمي باللحن السعودي، كما استفتحت الفقرة التالية بعزف موسيقى افتتاحية العلا من تأليف عمر خيرت.

وبتعاون احتفى بالثقافتين ومزج موسيقى الحضارتين اختتمت الحفلة بأداء مشترك للأوركسترا السعودية مع أكاديمية أوركسترا جامعة طوكيو للموسيقى والفنان الياباني هوتاي وبقيادة المايسترو هاني فرحات، عبر عدد من الأعمال الموسيقية بتوزيع محمد عشي ورامي باصحيح.

وتعد هذه الحفلة المحطة الخامسة لروائع الأوركسترا السعودية في العاصمة اليابانية طوكيو، بعد النجاحات التي حققتها في أربع محطات سابقة، كانت تتألق في كل جولة بدايةً من باريس بقاعة دو شاتليه، وعلى المسرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعلى مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكون بمدينة نيويورك، وفي لندن بمسرح سنترل هول وستمنستر.

وتعتزم هيئة الموسيقى استمرارية تقديم عروض حفلات “روائع الأوركسترا السعودية” في عدة محطات بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى السعودية، وتعزيزًا للتبادل الثقافي الدولي والتعاون المشترك لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تتقاطع مع مستهدفات هيئة الموسيقى.

Continue Reading

ثقافة وفن

الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !

الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية،

الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية، يعتد كثيراً بتجربته، ويرى أنّه قادر على الاختلاف؛ لأنّ مفاهيمه للكتابة تتغيّر مع الوقت.

لم يولد -كما قال- وإلى جواره من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها، ما يتذكره علي أنّه في أواسط عقده الثاني وقع على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف، لا يعلم كيف وصلت إليه هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنه شُغِف بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامه في هذا المعجم.

وجد الشاعر علي عكور نفسه ينجذب كالممسوس إلى الأدب بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال، لكنّ الشعر العربي أخذه حتى من ألف ليلة وليلة؛ الذي انجذب إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب أكثر من السرد رغم عجائبيته وسحره!

الكثير من رحلة الشاعر علي عكور مع الأدب والكتابة الإبداعية في هذا الحوار:

‏ • حدّثنا عن علاقتك بالشعر والأدب بشكل عام.. كيف بدأت؟

•• بدايةً أودّ القول، أنه لم يكن في محيطي من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأتُ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها. أتذكر أنني في أواسط العقد الثاني من عمري وقعتُ على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف. لست أعرف كيف وصلت إلينا هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنني شُغِفتُ بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامي بعد الاطلاع على هذا المعجم. وشيئاً فشيئاً، وجدت أنني أنجذب كالممسوس إلى هذا العالم الرحب، بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال. وأثناء تجوالي في عوالم الأدب أُخِذْتُ بالشعرِ العربي وبإيقاعيّة الجملة الشعرية فيه. حتى عندما وقع بين يديّ كتاب (ألف ليلة وليلة)، لم أنجذب إلى السرد رغم عجائبيته وسحره، بقدر ما انجذبتُ إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب. وأتذكر أنني كنت أتجاوز الصفحات وأقلّبها بحثاً عن بيتٍ أو بيتينِ من الشعر.

• لمن تدين بالفضل في الكتابة؟

•• أودّ أن أدين بالفضل إلى أحدٍ ما، لكنني حين أمَرّر بداياتي على الذاكرة، لا أتذكّر أحداً بذاته، آمن بي أو رأى في ما أقوم به بدايات واعدة لمشروع ما. كل ما هنالك أنني كنتُ أتلقى ثناءً عابراً إذا كتبتُ شيئاً جيداً. على أنني لا أقلّل من هذا الثناء، فقد كان ذا أثرٍ كبير في دافعيتي، وديمومة شغفي بالكتابة. هذا فيما يخص البدايات، أما الآن فأنا أدين بالفضل لأسرتي ولزوجتي خاصة، فهي داعم كبير لي على طول هذا الطريق، وتتحمل عن طيب خاطر الأعباء التي يُخلّفها انشغالي بالكتابة وهمومها.

• شاعر كان تأثيره كبيراً عليك.

•• لا يمكن تتبّع الأثر بسهولة في هذا الشأن؛ لأنه غالباً يكونُ قارّاً في اللاوعي. لكن إذا كان السياب يرى أنه تأثر بأبي تمام والشاعرة الإنجليزية إديث سيتول وأنه مزيج منهما، فأنا أرى أنني تأثرت كثيراً بسعدي يوسف ومحمود درويش، وأشعر أنهما يلتقيان بطريقة ما، في الكثرة الكاثرة مما أكتب.

• كيف للشاعر أن يكتب قصيدته وفق رهان المستقبل وليس للحظة التي يعيش فيها؟

•• في الغالب لا توجد كتابة لا يمكن تجاوزها. وما يُعبّر عنك الآن قد تجد أنه لا يُعبّر عنك غداً. أعتقد أن الرهان الحقيقي هو أن نكتب شيئاً يستطيع أن يصمد أمام عجلة الزمن. ربما إحدى الحيل التي يمكن أن نمارسها هي أن نكتب نصوصاً أكثر تجريداً وانعتاقاً من قيود الزمان والمكان، وأن نتخفّف من الكتابة تحت تأثير اللحظة الراهنة والحدث المُعاش.

• الملاحظ أنّ هناك إصدارات متشابهة في الشعر والقصة لشعراء وكتاب قصّة، وإن تعددت عناوينها، لكنّ التجربة لم تختلف.. ما تأثير هذا على الإبداع والقارئ كذلك؟

•• صحيح، هذا أمر ملاحظ. هناك من يصدر عشرة دواوين، وعند قراءتها لا تجد اختلافاً بينها، لا من حيث الثيمات ولا من حيث طريقة التناول، لتفاجأ أن هذه الدواوين العشرة هي في الحقيقة ديوان واحد طويل. الكاتب أو الشاعر الذي لا يتجدد يخاطر بمقروئيته ويخسر رهانه الشخصي. إما أن تقول شيئاً جديداً أو شيئاً مألوفاً بطريقة جديدة، لكن لا تقل الشيء نفسه بالطريقة نفسها، حتى لا تعطي فكرة أنك لا تأخذ مشروعك بما يستحق من جدية واهتمام.

• تنادي بأهمية تصدّر الأدب الجاد والأصيل المنصات.. أولاً: من يحدد ماهية الأدب الجاد؟ ثانياً: هل المرحلة تساعد في أن يتصدّر الأدب أيّاً كان المنصات التي كثرت وكثر مستخدموها والمؤثرون فيها؟

•• النقّاد والقرّاء النوعيّون، هم من يحددون ماهيّة الأدب الجاد ويُعلون من قيمته. مؤسف أن يتصدر المشهد الأدبي الأقل قيمة، بينما يبقى الأدب الأصيل في الهامش. في الأخير نحن مسؤولون عن تصدير ثقافتنا، وما نتداوله ونجعل له الصدارة في منصاتنا ومشهدنا، هو ما سيُعبّر عنّا وسيكون عنواننا في النهاية. وبالتالي لنا أن نتساءل بصدق: هل ما صُدِّرَ ويُصَدّر الآن، يُعبّر عن حقيقة وواقع الأدب والثقافة في بلادنا؟

• لديك مشكلة مع المألوف والسائد، وتطالب بسيادة الأدب الفريد والمختلف.. هل لدينا اليوم ذائقة خاصة يمكنها إشباع الذائقة العامة؟

•• يمكن الاتفاق في البدء أن تغيير شروط الكتابة هو في المقابل تغيير لشروط التلقي، وأن كل كتابة أصيلة ومختلفة ستصنع قارئاً مختلفاً. كل كتابة جادّة ستصنع قارئها، وهذا هو الرهان الحقيقي. أما المألوف والسائد فإنّ القارئ مصابٌ بتخمة منه. كل كتابة في المألوف والسائد هي ابنٌ بارٌّ للذاكرة لا للمخيّلة؛ الذاكرة بوصفها مستودعاً لكل ما قرَّ واستقرّ فيها وأخذ مكانه المكين. والمخيّلة بوصفها انفتاحاً على المتجدّد واللانهائي.

• ماذا يعني لك فوزك بالمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي في مسار الشعر؟ وماذا تعني لك كتابة الشعر المسرحي؟

•• سعدت كثيراً بالفوز، سيما أن المسرحية تتحدث عن شخصية أحبها كثيراً: شخصية ابن عربي؛ تلك الشخصية التي عشت معها طيلة ثلاثة أشهر (وهي مدة كتابة العمل)، تجربة روحية وروحانية بالغة الرهافة، فقد استدعت الكتابة عن ابن عربي، العودة إلى قراءة سيرته وأجزاء من أعماله التي حملت جوهر فكره وعمق تجربته الصوفية. وبالانتقال إلى الجزء الثاني من السؤال، أقول إن كتابة الشعر المسرحي عمّقت من مفهومي للشعر وإيماني به وبقدرته على التحرك في مناطق جديدة، يمكن استثمارها على نحو جيد ومثرٍ، إذا ما تعاملنا معها بجدية.

• أما زلت تبحث عن دار نشر تطبع لك ديوانك الجديد دون مقابل مادي تدفعه؟

•• استطعت التواصل مع أكثر من دار، وقد رحبوا بالديوان والتعاون من أجله. لا ضير في كون دور النشر تبحث عن الربح، فهذا من حقها، وهذه هي طبيعة عملها. كل ما أنادي به أن تكون هناك جهة حكومية تشرف عليها وزارة الثقافة، تقوم بطبع الأعمال الجادة التي تعبّر عن حقيقة الأدب السعودي وواقعه.

• جاسم الصحيح قال عنك إنك لست شاعراً عابراً، وإنما شاعر ذو موهبة كبرى تتجاوز المألوف والسائد.. ماذا تعني لك هذه الشهادة؟•• جاسم اسم كبير في المشهد الثقافي وتجربة مرجعية في الشعرية العربية الحديثة، وأن تأتي الشهادة من قامة كقامة جاسم الصحيح لا شك أنها شهادة تدعو للابتهاج والنشوة، إضافة إلى ما تلقيه عليّ من عبء ومسؤولية كبيرة.

• كيف يكون المؤلف الجاد والرصين رأس مال لدور النشر؟

•• تمهيداً للإجابة عن السؤال، لا بد من القول إن الرساميل الرمزية أحياناً تكون أهم وأكثر مردوداً من القيمة المادية. بالنسبة لدور النشر، يُعد الكاتب الجاد رأس مال رمزياً مهمّاً؛ لأنه يبني لها سمعة في الوسط الثقافي. إذا أرادت دور النشر أن تستثمر في سمعتها، فإن أسرع طريقة هي استقطاب كتاب أصحاب مشاريع جادة، مقابل أن تطبع لهم بمبالغ رمزية على الأقل.

• كتبتَ الشعر بأشكاله الثلاثة ومع ذلك ما زلت ترى أنّ الوزن ليس شيئاً جوهرياً في القصيدة.. ما البديل من وجهة نظرك؟

•• نعم الوزن ليس شيئاً جوهريّاً في الشعر. ونحن حين نقول الوزن نقصد بطبيعة الحال الأوزان التي أقرها الخليل بن أحمد. الحقيقة أن الأوزان جزء من الإيقاع، أو بمعنى آخر، هي إحدى إمكانات الإيقاع وليس الإمكانية الوحيدة، وما دامت إحدى تجليات الإيقاع وليس التجلي الوحيد، فمعنى ذلك أن الإيقاع أعم وأشمل وأقدم. وعليه فإن الإيقاع هو الجوهري وليس الوزن. والإيقاع يمكن أن يتحقق في قصيدة النثر مثلاً، عبر حركة الأصوات داخل الجملة الشعرية. وهناك حادثة دالة وكاشفة أنهم حتى في القديم كانوا يدركون أن الشعر بما فيه من إيقاع يوجد أيضاً خارج أوزان الخليل، إذ يُروى أن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت دخل على أبيه وهو يبكي، وكان حينها طفلاً، فقال له: ما يبكيك؟ فقال: لسعني طائر، فقال: صفه، فقال: كأنه ملتف في بردي حبرة. فصاح حسان: قال ابني الشعر ورب الكعبة. هذه القصة المروية في كتب الأدب تكشف بجلاء أن الشعر أوسع من مجرد الوزن والتفاعيل.

• أنت تقول: لا شيء يسعدني ككتابة الشعر الجيّد.. ما مواصفات الشعر الجيّد؟

•• لا أملك ولا يحق لي ربما الحديث عن الشعر الجيد بإطلاق؛ لأن في هذا ادعاءً كبيراً، لكن يمكن الحديث عما أراه أنا أنه شعر جيد؛ أي في حدود رؤيتي فقط. كل شاعر يكتب الشعر بناءً على ما يعتقد أنه شعر، وعليه فإن الشعر الجيد -كما أراه- خرق لنمطية اللغة وبحث جاد عن اللامرئي في المرئي، ومن مواصفات النص الجيد أن يتقاطع فيه الفكري بالوجداني، وأن يكون نتاج الحالة البرزخية بين الوعي واللاوعي. طبعاً إضافة إلى ضرورة أن يتخلص من المقولات السابقة، وأن يعمل في تضاد مع الذاكرة والثقافة؛ لأنهما يفرضان السائد والمألوف وكل ما هو قارّ في الذهن.

• العودة الملاحظة للشذرات كتابة وطباعة.. إلام تعيدها؟

•• الشذرة في رأيي هي رأس الشعرية. حَشْد كل هذا العالم بمستوياته وتناقضاته ورؤاه في بضع كلمات أمر بالغ الصعوبة على مستوى التكنيك، لكنه مثير وممتع حين تدخله كمساحة للتجريب وتحدي إمكانياتك. أيضاً جزء من اهتمامي بالشذرة يعود إلى افتتاني بالمشهدية وتأمل الفضاءات البصرية واستنطاقها. إضافةً إلى ما في الشذرة من تداخل أجناسي يزيدها ثراءً وغنى. وعلى مستوى آخر أعتقد أن الشذرة بحجمها وبنيتها أكثر تمثيلاً لحياتنا المعاصرة التي أشبه ما تكون بلقطات متتابعة ومنفصلة في فضاء بصري، يجمعها سياق عام. وأخيراً لا أنسى أن منصة (إكس) بما كانت تفرضه من قيود تقنية قد أسست لتجربتي في الكتابة الشذرية وصقلتها.

• الشاعر أحمد السيد عطيف اختلف معك في شكل القصيدة، ورأى أنّ الشكل لا يجعل الكلام جميلاً ومؤثراً.. فيما ترى أنت أنّ الكتابة على نمط القصيدة القديمة تقليد وليس إبداعاً.. هل المشكلة في الشّكل أم في أشياء أخرى؟

•• نعم، كان الحديث في هذه الجزئية عن القصيدة العمودية، وعن كتابتها بصياغة تقليدية مغرقة في القدامة. النقد الحديث على عكس القديم، لا يفصل بين الشكل والمضمون، ولكتابة نص حديث لا بد من تحديث الشكل؛ لأننا لا يمكن أن نتحدث عن مضمون ما بمعزل عن الشكل، إذ إن الشكل يخلق مضمونه أيضاً. طبعاً لا أقصد بتحديث الشكل استبدال القصيدة العمودية بشكل آخر، بل أقصد التحديث من داخل الشكل نفسه. تجديد الصياغة وتحديث الجملة الشعرية ذاتها لتكون قادرة على التعبير عن الرؤى الجديدة.

• لماذا ترى أنّ كتابة قصيدة النثر أصعب من كتابة قصيدة عمودية أو تفعيلة؟

•• السبب في رأيي أن النص العمودي والنص التفعيلي لديهما قوالب إيقاعية جاهزة تجعل من مهمة الخلق الشعري مهمة أقل صعوبة. بينما في قصيدة النثر أنت تعمل في منطقة أقرب ما تكون إلى الشكل الهلامي. قصيدة النثر ملامحها أقل حدة ووضوحاً من الشكلين السابقين، وعليه فإن كتابتها تحمل صعوبة أكبر؛ لأن لكل نصٍّ قالبه الخاص الذي عليك أن تخلقه من العدم.

• كيف يمكن للشاعر أن يكون رائعاً؟

•• يكون كذلك إذا كان أصيلاً؛ أي معبراً عن صوته الخاص، ولحظته الراهنة، ومنغمساً بالكامل في تفاصيل عالمه، طبعاً دون أن يفقد قدرته على الاتصال بالوجود والكون.

• النصوص القصيرة التفعيلية التي كتبتها وترغب في نشرها مرفقة برسوم إبداعية.. ماذا عنها؟

•• هي أربعون نصّاً، تحمل خلاصة تجربتي في كتابة الشذرة الشعرية، وهو تنويعٌ على تجربتي الشعرية عموماً. تعاونت في هذا المشروع مع الرسامة السورية القديرة راما الدقاق. والعمل الآن في مرحلته الأخيرة، وسيُنشر خلال الشهرين القادمين.

Continue Reading

ثقافة وفن

رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «بـراغ»

أصدر رئيس مركز الجواهري الثقافي، رواء الجصاني، كتاباً توثيقياً عن (شخصيات وشؤون ثقافية عراقية في ذاكرة وتاريخ

أصدر رئيس مركز الجواهري الثقافي، رواء الجصاني، كتاباً توثيقياً عن (شخصيات وشؤون ثقافية عراقية في ذاكرة وتاريخ براغ) طيلة 65 عاماً، وتضمن التوثيق 22 عنواناً فرعياً.

وسلّط المصدر الببلوغرافي الضوء على إقامة خال الجصاني الشاعر العربي محمد مهدي الجواهري، في التشيك قرابة 30 عاماً (1961-1991)؛ منها سبعة متصلة (1961-1968)، و كتب الجواهري خلال إقامته في (براغ) نحو 30 قصيدة ومقطوعة؛ عشر منها، وفيها، عن التشيك وجمال وعطاء بلدهم الذي أطال من عمر الجواهري كما يثبت ذلك في قصيدته:

أطلتِ الشوطَ من عمري، اطالَ الله من عمركْ

ولا بلّغتُ بالشرّ، ولا بالسوءِ من خبـركْ..

ألا يا مزهرَ الخلدِ تغنى الدهرُ في وتركْ.

واحتفظ المثقفون التشيك، باعتزاز بذكرى إقامة الجواهري معهم، وهم يدركون تميّزه الشعري، إضافة لكونه رمزاً عراقياً وعربياً، وإنسانياً، وجسراً وطيداً بين ثقافتي البلدين، وتم وضع نصب (معلم) تذكاري له جوار شقته التي عاش فيها أزيد من ربع قرن بمنطقة براغ السادسة.

كما تناول الكتاب، الفنان والمفكر الرائد محمود صبري، ذو العطاءات التشكيلية وصاحب نظرية (واقعية الكم) الذي أقام في براغ فناناً ومفكراً وطنياً، وباحثاً إنسانياً نصف قرن (1963-2013).. وكذلك الباحث والكاتب والمترجم القدير مصطفى عبود الذي أقام بها من أواخر السبعينيات إلى 1985. والكاتب والصحفي شمران الياسري (أبو كاطع) منذ النصف الثاني من السبعينيات إلى عام 1981.. والكاتب والروائي يحيى بابان – جيان، من منتصف الستينيات إلى عام 2023. والفنان الكردي العراقي البارز قادر ديلان؛ الذي أقام وعمل في براغ لنحو عقدين إلى وفاته عام 1999. والباحث الجدير فالح عبد الجبار من عام 1979 إلى 1981.. وبشرى برتو، وذنون أيوب، وفاروق رضاعة، وفيصل السامر، ونوري عبد الرزاق، ومجيد الونداوي، ومهدي الحافظ..

واستعاد الجصاني مسيرة إذاعة براغ العربية، ومن أسهموا فيها، ومنهم: أحمد كريم، وأناهيد بوغوصيان، وحسين العامل، وزاهد محمد، وصادق الصايغ، وعادل مصري، وفائزة حلمي، ومفيد الجزائري، وموسى أسـد، ونضال وصفي طاهر.

كما تناول الجصاني المجلات الثقافية التي صدرت، وكذلك المتخصصة في شؤون سياسية واقتصادية، والسفراء، والدبلوماسيين، وأمسيات شعرية، وندوات أدبية وفكرية، ومعارض فنيّة، وحفلات موسيقية، ومؤلفات وتراجم، وأفلام ومخرجين، ومترجمين ومحررين، وكتب ومكتبات، ومحطات إعلامية، ومركز الجواهري، الذي أطلقه رواء الجصاني والدكتور محمد حسين الأعرجي، والمستعرب التشيكي (يارومير هايسكي)، وبدأ نشاطاته في منتصف عام 2002: و(بابيلون للإعلام والنشر)، كما تناول الكتاب باحثين وأكاديميين وعلماء.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .