Connect with us

ثقافة وفن

أخلاقيَّات ناقِد ما بعدَ الحدَاثة

‏ سُهولة النَّشر والظُّهور الإعلامِي، وانفِتاح المشهَد على أشكَال عديدَة من اللقاءاتِ والحِوارات، عبرَ المقاهِي

‏ سُهولة النَّشر والظُّهور الإعلامِي، وانفِتاح المشهَد على أشكَال عديدَة من اللقاءاتِ والحِوارات، عبرَ المقاهِي والملتقيَات؛ أنتج سُيولة كتابيَّة، خصوصاً في الجوانبِ الإبداعيَّة، التي احتاجَت مُقاربات مكثَّفة لدراستِها واستيعابِها، ضمنَ الحركَة الثقافيَّة؛ من أجلِ توجِيهها، والأخذِ بيدِها، وهُو أمرٌ ليسَ باليسِير، في ظلِّ نقصِ النُّقاد القادِرين على أداءِ هذهِ المهمَّة؛ ما أدَّى لظُهور ناقِد مختلِف.

اُستُبدِلت صُورة النَّاقد المتأمِّل، الباحِث، المنكبِّ على الدِّراسة، الغارقِ في مكتبتِه؛ بصُورة القَارئ المتصفِّح، الذي يُعطي أحكاماً وقتيَّة، تملأُ فراغَ اللحظةِ الرَّاهنة، ولا تتجاوزُها إلى الماضِي أو المستقبَل، فما يهمُّ هُو الآن، لا ما قبلُ، ولا ما بعدُ، مدفوعاً بتنوُّعات الكتابةِ والكَاتب، حيثُ الكتابةُ تشظَّت، وانقسمَت شعراً ونثراً إلى أنوَاع؛ اِستَبدَلت القوانِين الصَّارمة، بأُخرى مرِنة، وأكثَر سُهولة، مهَّدت الطَّريق؛ لإضافةِ عددٍ كَبير من الكُتَّاب.

تكَاثرت الكتاباتُ وفاقَت الحدُود، حتَّى لم يعُد باستطاعةِ النَّقد مُجاراة الإبدَاع، إذ امتلأَ المشهدُ بسَيَلان كِتابي وانكِماش نقدِي؛ أدَّى إلى ترسيخِها كثنائيَّة تحكُم الفضَاء الثَّقافي، وتضعُ قوانينَه المنظِّمة، حيث انكماش النُّقاد، قابلَه زيادةُ الكُتَّاب؛ ما دفعَ العديدَ منهم إلى الشَّكوى من عدمِ وجُود ناقِد متابعٍ للحركَة الإبداعيَّة؛ يقرأُ، ويُقيِّم، ويُبدِي الملاحَظات، فيُعيِّن الخطَأ، ويُصوِّبه، لكنَّ هذهِ الشَّكوى سُرعان ما اصطَدمت ببُروز النُّقاد الجُدُد.

‏ ليسَ المطلُوب ناقداً جالساً إلى مكتبِه، يتأمَّل في كتاباتِه وكتاباتِ المبدعِين، بل المطلوبُ ناقدٌ يفهمُ عصرَه، ويُواكبه، قادرٌ على مُجاراة سُرعته، وتشظِّيه؛ لهذا تمَّ استبدالُ ناقدٍ بآخر، حمَل مهمَّة الاطِّلاع على النُّصوص والتَّجارب، وتقديمِ قراءاتٍ سَريعة وجُزئيَّة، بما يمتلكُ من خِبرة وثقافَة، يساعدُه عددٌ لا محدُود من القُرَّاء، الذينَ سيتعاونُون في تقديمِ قراءاتِهم.

نُقاد ما بعدَ الحداثَة، النُّقاد الجُدُد، القُرَّاء؛ مصطلحاتٌ متعدِّدة تُشير إلى هؤلاءِ الذينَ عمدُوا إلى تقديمِ قراءاتٍ نصيَّة، حتَّى وإنْ لم يمتلكُوا الحدَّ الأدنَى من المعرفةِ النقديَّة؛ لعدمِ شُعورهم بالحاجَة إليها، حيثُ لا يطلب المبدعُون أكثرَ من إلقاءِ الضَّوء والتَّعريف بكتاباتِهم، أمَّا الجِديَّة، والصَّرامة، والتعمُّق في القِراءة، فأصبحَت أموراً غيرَ مرغُوبة، ولا يتمُّ التَّرحيب بها، وهُو ما أدخلَ أَخلاقيَّات جَديدة، ليسَت من صِفات النَّاقد، الذي ينبغِي أن يتَّسِم بالحِياد، والموضُوعية، والصِّدق.

الناقدُ المحايدُ لا يُبدي تعاطفاً معَ الكَاتب وكتاباتِه، بل يستغرقُ في أداءِ مهمَّته دُون النَّظر إلى تأثيرِها عليه، وهُو ما يرفضُه النُّقاد الجدُد، إذ يروُن فيه حدَّة غيرَ مُستساغة؛ ستُفضي إلى قتلِ الإبدَاع، فتأثَّرت أحكامُهم، وأصبحَت تُراعي حالةَ الكاتِب النفسيَّة والمزاجيَّة؛ لهذا باتَ من المألُوف تعبيرُهم عن حبِّ هذا الكَاتب أو تلكَ الكَاتبة، وإشادتُهم المستمرَّة بما يكتُبون، وهُو أمرٌ فتحَ البَاب لخرُوج الموضوعيَّة والصِّدق؛ حيثُ لا معنَى لبقائِهما، طَالما اقتصرَ النَّقد على المدحِ والتَّبجِيل.

‏مديحُ الكاتبِ من أخلاقيَّات النُّقاد الجدُد، الذينَ اندفعُوا إلى ذلِك بسببِ امتلاءِ الفضَاء بالكُتَّاب المبتدئِين، فالجلساتُ الحواريَّة والقرائيَّة المباشِرة، لا تُمكِّنهم من وضعِ حواجزَ فاصِلة، بينَهم وبينَ المبدعِين، لهذا اضطرُّوا لمراعاةِ حالتِهم النفسيَّة والمزاجيَّة؛ ما أثَّر سلباً على أحكَامهم، التي ابتعدَت عن المصداقيَّة، واكتفَت بالتَّصفيق والإشادَة، لتتحوَّل القِراءة إلى اِحتيَال وخِدَاع؛ قادَ إلى تقدِيس الكتابَات، وعدَم القُدرة على المسَاس بها، كَما أدَّى إلى تكرِيس أخلاقيَّات جديدَة، واعتبارِها عرفاً ثقافيّاً.

خِداعُ المتلقِّي، والاحتيالُ عليه؛ باتَت ممارسَة شائِعة بينَ النُّقاد الجدُد، الذينَ أمسكُوا بالمشهَد الثَّقافي، فأخذُوا يضعُون قوانينَهم الخاصَّة، متجاهلِين المعاييرَ النقديَّة الصَّارمة، الأمرُ الذي أدَّى لظهُور أخلاقيَّات نقديَّة جديدَة؛ هدفُها تبجِيلُ الكاتِب، والإشادةُ به، ولا شيءَ آخر.

Continue Reading

ثقافة وفن

ابنة حلا شيحة ترتدي الحجاب وتقدم فيديوهات دينية.. ما تعليق والدتها؟

فاجأت الفنانة المصرية حلا شيحة، جمهورها بظهور ابنتها خديجة من زوجها الكندي يوسف هاريسون، مرتدية الحجاب، وسط تفاعل

فاجأت الفنانة المصرية حلا شيحة، جمهورها بظهور ابنتها خديجة من زوجها الكندي يوسف هاريسون، مرتدية الحجاب، وسط تفاعل كبير من متابعيها مهنئين ابنتها بتلك الخطوة.

وحرصت حلا شيحة على تشجيع ابنتها بإطلاقها قناة عبر موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب» تقدم من خلالها فيديوهات دينية إسلامية عن أهمية الصلاة، بجانب الحديث عن تجربتها مع الحجاب.

ونشرت حلا شيحة، على حسابها الشخصي بموقع «إنستغرام»، صورة لابنتها بالحجاب، وكتبت: «حبيبتي خدوجة ربنا يحفظك».

ولاقت مبادرة ابنة حلا شيحة تفاعلاً كبيراً من الجمهور، وأعاد كثيرون نشر «ستوري» حلا شيحة دعماً لابنتها في طريقتها لنصح الفتيات بارتداء الحجاب.

أخبار ذات صلة

وعلى جانب آخر، أثارت حلا شيحة جدلاً واسعاً خلال الفترة الماضية بعد نشرها صور بالحجاب أكثر من مرة عبر حسابها الشخصي على موقع «إنستغرام»، وحذفت أيضاً جميع صورها التي تظهر فيها بشعرها من حسابها، ولكن لم تكشف حلا عن قرارها النهائي حتى الآن.

يُذكر أن يعد مسلسل «إمبراطورية ميم»، آخر أعمال حلا شيحة الدرامية، وعرض في موسم دراما رمضان 2024، وجمع العمل كلاً من خالد النبوي، نشوى مصطفى، نور النبوي، مايان السيد وغيرهم، والعمل مأخوذ عن قصة لإحسان عبدالقدوس، وسيناريو وحوار محمد سليمان عبدالمالك، وإخراج محمد سلامة.

Continue Reading

ثقافة وفن

أحمد داود يتعاقد على تحويل رواية «إذما» إلى فيلم سينمائي

أعلن الفنان المصري أحمد داود، تعاقده على تحويل راوية «إذما»، للكاتب المصري محمد صادق، إلى فيلم سينمائي جديد، والمقرر

أعلن الفنان المصري أحمد داود، تعاقده على تحويل راوية «إذما»، للكاتب المصري محمد صادق، إلى فيلم سينمائي جديد، والمقرر طرح العمل في 2025.

ونشر أحمد داود، صورة تجمعه مع الكاتب محمد صادق والفنان الشاب المصري أحمد داش، عبر حسابه الشخصي بموقع «إنستغرام»، وعلق قائلاً: «فيلم إذما 2025 إن شاء الله».

وعلى جانب آخر، نافس أحمد داود في موسم دراما رمضان الماضي بمسلسل الشرنقة، وشارك بجانبه عدد من الفنانين أبرزهم: مريم الخشت، سارة أبي كنعان، صبري فواز، علي الطيب، محمد عبدة، ياسر عزت وغيرهم من النجوم، والعمل من تأليف عمرو سمير عاطف ومن إخراج محمود عبدالتواب.

أخبار ذات صلة

وحصد مسلسل الشرنقة لأحمد داود إشادات واسعة من الجمهور وقت عرضه، ويتكون العمل من 15 حلقة وتدور أحداثه في إطار درامي حول شاب يدعى حازم إبراهيم ويجسد دوره الفنان أحمد داود، وهو يعمل محاسباً عبقرياً في شركة كبرى، يجد نفسه في مواجهة مصيرية بين المبادئ والخطر بعد اكتشافه أسراراً حول أعمال غير قانونية داخل الشركة، ما يدفعه لاتخاذ قرار يغير مسار حياته بالكامل، ومن ثم تتوالى الأحداث.

وفي السينما، يعد فيلم فيلم الهوى سلطان آخر الأعمال السينمائية التي جمعته بجانب منة شلبي وعدد من الفنانين أبرزهم: أحمد خالد صالح، وسوسن بدر، وجيهان الشماشرجي وغيرهم، والعمل من تأليف وإخراج هبة يسري.

Continue Reading

ثقافة وفن

لؤي محمد حمزة.. مسيرة كُتبت بأصابع الزمن واقتنصت «الهدف الضائع»

في مساءات جدة، حيث يلتقي البحر بالضوء، يعلو صوت المسرح بين الأبنية القديمة والحديثة، ويبرز اسم لؤي محمد حمزة بتاريخه

في مساءات جدة، حيث يلتقي البحر بالضوء، يعلو صوت المسرح بين الأبنية القديمة والحديثة، ويبرز اسم لؤي محمد حمزة بتاريخه العريق، لا كممثل عابر على الخشبة، بل كوجهٍ مبدع ومألوف للمسرح، وملامح لا تخطئها ذاكرة الفن في المملكة.

من جديد، يعود لؤي إلى الخشبة عبر مسرحية الهدف الضائع التي تُعرض على مسرح الغرفة التجارية بجدة، مؤكدًا أن المسرح ليس محطة من ماضيه فحسب، بل شغف متجدد لا يشيخ، ولا يفقد لونه مع تقادم الأيام. هناك، وسط الإضاءة والديكور والصمت المترقب، يقف لؤي كما عرفه جمهوره، بوقار الفن، واتزان الفنان الذي لا يساوم على حرفيته.

ولأنه ابن الراحل القدير محمد حمزة، الممثل والكاتب الذي كان قلمه مرآة للوجدان السعودي، لم يكن لؤي نسخةً كربونية، بل انعكاسًا مغايرًا، أخذ من والده النُبل والاتزان، وأضاف عليه هدوءًا مشبعًا بالحس، وميلًا للابتعاد عن بهرجة المشهد، دون أن يبتعد عن جوهره.

لكن لؤي ليس فنانًا فوق الخشبة فقط، بل هو أحد من حملوا على عاتقهم مسؤولية النهوض بالفن السابع أيضًا، من خلال موقعه كمشرف على لجنة الأفلام بجمعية الثقافة والفنون في جدة، وهي مهمة تتطلب حسًّا فنيًا عاليًا، وإيمانًا بأن الصورة يمكن أن تُحاكي الواقع وتحرض الحلم معًا. وفي هذا الدور، لم يكن لؤي مجرد إداري، بل كان شريكًا حقيقيًا في تحريك عجلة الفن، حارسًا للجودة، ومؤمنًا بأن الموهبة تحتاج إلى أرض تنبت فيها لا مجرد تصفيق مؤقت.

وعلى مدار سنوات، ظل لؤي محمد حمزة ينسج اسمه بخيوط صبر، في مشهد لم يكن سهلًا، وسط نجوم كبار ووجوه براقة في الوطن العربي. لكنه لم يركض، بل سار بخطى ثابتة، ومشى بين الكبار بثقة، حتى أصبح من أولئك الذين يُحترمون قبل أن يُصفق لهم.

من مشاركاته الأولى، إلى سهراته التلفزيونية، إلى مسلسلاته التي حملت بصمته الهادئة، ظل لؤي يمثّل التيار النقي في الفن؛ الذي لا يساوم على الجمال، ولا يختزل الفن في دور، أو وهج عابر. والمسرح، كما يعرف، ليس مكانًا لقول الكلمات فقط، بل مكانٌ لتعرية الذات، ومواجهة الأسئلة، وملامسة الجمهور دون حواجز.

في الهدف الضائع، لا يبحث لؤي عن هدف شخصي، بل يضع فنه في خدمة القصة، وموهبته في خدمة الجمهور. هو ممثل حين يقف، ومثقف حين يتحدث، ومؤمن حين يُبدع.

لؤي محمد حمزة ليس فنانًا يملأ الشاشة أو يضيء المسرح فقط… بل هو واحد من أولئك الذين يسكنون في عمق الفن، حيث لا مكان إلا للصدق، والحب، والدهشة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .