Connect with us

ثقافة وفن

سامي الزهراني: قاومنا الصحوة فأقامت مسرحها

ليس لأن للمسرحي سامي صالح الزهراني، نصيبًا من اسمه، بل لأكثر من سبب بينها التفاعل الكيميائي؛ جاءت ردود هذا الحوار

ليس لأن للمسرحي سامي صالح الزهراني، نصيبًا من اسمه، بل لأكثر من سبب بينها التفاعل الكيميائي؛ جاءت ردود هذا الحوار متسامية على الجراح والعقبات والصعوبات، ومتطلعة للأبهج والأنضج، فـ«أبو صالح» المفتون بـ«أبو الفنون»، يمثّل «الصندوق الأبيض» لورشة العمل المسرحي في محافظة الطائف، وهو منذ 30 عامًا، ممن زخرف ونقش ولوّن مع الرفاق لوحة نافذة الحلم الذي رعته مدينة الورد، ونما في أحضانها.. هنا نص الحوار:

• من عرّاب المرحلة؟

•• هو عراب رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان، الذي قدّم للوطن وللحياة وللمسرح الكثير من خلال الرؤية ومن خلال برنامج جودة الحياة.

• كيف بلغت ورشة الطائف المسرحية هذا المستوى اللافت (مجموعة وأفرادًا)؟

•• بلغت فرقة الطائف المسرحية هذا المستوى بسبب امتلاكها مهارات العمل الجماعي التي تتحكم في الذات وتنبذ الأنا، لا نستغني في فرقة مسرح الطائف أبدًا عن التواصل الفعال بين الأعضاء، فنحن ملتزمون لتحقيق استراتيجيات وأهداف الورشة والمضي قدما لتحقيقها، هذا على المستوى الجماعي، أما على المستوى الفردي للأعضاء فكان التطوير الذاتي والحرص على أن نتعلم كل ما يستجد في عالم المسرح، عقد الورش والدورات التدريبية، خوض التجارب الداخلية، لتفعيل كل ما هو جديد في المسرح، لإضافة الإبداع والجمال على عروضنا المسرحية في العموم؛ كل هذا أدى بالتالي إلى أن يصبح المؤلف في فرقة مسرح الطائف مسؤولًا عن قلمه حيال ما سوف يقدمه للمجتمع من قضايا على مستوى الإنسان، الزمان والمكان، القضايا المجتمعية، والمخرج من جهة أخرى له مهمات عليه إتقانها من تجويد العرض المسرحي وتقديمه للجمهور، من خلال قالب إخراجي مميز ومحترم، والممثل حريص على تقديم الشخصية بعد أن يدرس جيدًا تأريخها، ويحاول أن يضيف ما يساعده على تقديم المتعة للجمهور، وكل ما يتعلق بعناصر العرض المسرحي تطور ذاتيًا في الفرقة، هذا بالتالي ينتج، من وجهة نظري، جودة ونوعية مختلفة في العرض المسرحي ويظهره في أبهى صورة له، كل هذا دفع الفرقة لمواصلة الإنتاج المسرحي على مدى 30 عامًا، وما زال الطريق أمام الفرقة طويلًا لتحقيق ما نصبو له.

• من أين بدأت الورشة؟

•• بدأت الورشة من تراكمات مسرحية قدمت في جمعية الثقافة والفنون بالطائف، سبقت الإعلان الرسمي للورشة، ومن العروض المسرحية الرصينة مثل؛ (مين يكمل الثاني، محمد رجب، ومحمد الشامي 1403هـ)، و(صفعة في المرآة، عبدالعزيز الصقعبي، وعبدالعزيز الرشيد 1404هـ)، ثم (مع الخيل يا عربان، الدكتور راشد الشمراني، وعامر الحمود 1405هـ)، ثم (اللعبة، تأليف وإخراج عبدالعزيز الصقعبي 1406هـ)، وفي 1410هـ قدمت الفرقة مسرحية (الأوراق الثلاث، يا رايح الوادي، بيت العز)، وجميعها من تأليف الكاتب فهد ردة الحارثي، وإخراج عثمان أحمد حمد.

ومن رحم مسرح جمعية الطائف ولدت ورشة العمل المسرحي عام ١٤١٣هـ، تحت مظلة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف، مشروع مسرحي بني على خطط واستراتيجية واضحة المعالم، كان الممثل شريكًا في اللعبة المسرحية ومتداخلًا معها، الثقافة المسرحية وتطوير الذات هما رهان السبق في أهدافها، الحرص على تقديم المسرح بأشكال مسرحية جديدة تناسب ذوق الجمهور الكريم، والعمل على خوض التجارب المعملية المسرحية الداخلية حسب مناهج تدريب مسرحية مقننة سبيلنا لتحقيق ذلك.

• من صاحب الفضل في تأسيسها؟•• الفضل يعود بعد الله للأستاذ فهد ردة الحارثي، هذا الفهد الذي كان له كبير أثر على جُلّ المسرحيين السعوديين، خصوصًا نحن أعضاء ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف، فنحن استمتعنا بالمسرح معه، واجهنا الصعوبات معه، نجحنا معه، فكرنا معه، نفذنا مسرحنا معه.

كما يعود الفضل أيضًا للأستاذ أحمد الأحمري، المعلم الملهم الذي سكب عصارة خبرته المسرحية في عقولنا، أجسادنا، أرواحنا، وساهم بشكل رئيس في تكوين أعضاء فرقة مسرح الطائف مسرحيًا، وامتد أثر هذا المبدع إلى خارج نطاق مدينة الطائف من خلال دوراته التدريبية، محاضراته، ندواته التي عقدت في مختلف أنحاء السعودية.

ويجب أن أشير هنا لدور الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون من خلال دعمها ماديًا ولوجستيًا ورشة العمل وفرقة مسرح الطائف وجعلتنا أقوى لمواجهة كل التحديات والصعوبات.

أخيرًا، لا يمكن أن أغفل دور الجمهور الكريم الذي له كبير الفضل في استمرارية ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف، هو الدافع الحقيقي لنا لممارسة المسرح، والطائف مدينة مُلهِمة ومسرح مفتوح.

• هل دفعت الغيرة من نجاح ورشتكم البعض للانتقاص منها؟

•• الأهم من الغيرة هي «الغبطة» التي ساهمت في تسابق العديد من الأصدقاء لتأسيس ورش مسرحية أخرى في مدن وأنحاء السعودية؛ مثل ورشة الرياض التي كان يشرف عليها الأستاذ محمد العثيم، وورشة العمل بالرس التي يرأسها الفنان صالح الحناكي، هذا التفاعل نسعد به دومًا في ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف، وندعمه بكل قوة، ونشعر بالفخر من استنساخ تجربتنا في المدن المختلفة.

بالنسبة للغيرة نحن نؤمن في فرقتنا بالمثل القائل «الشجرةُ المثمرةُ دائمًا تُرمى بالحجارةِ».

• كيف تناغم أحمد الأحمري، ومساعد الزهراني، وفهد ردة، وسامي الزهراني، برغم أن المعروف عن الفنان (حِدّية المزاج)؟•• التناغم بين كل هذه القامات المسرحية سببه الإيمان بالمشروع المسرحي الحقيقي، المسرح علّمنا أن العروض المسرحية إذا أردت لها النجاح فيجب أن تعمل من خلال فريق واحد مؤمن بما سوف يقدمه للجمهور، هذا ما حدث معنا في ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف. كنا نعي منذ البدايات أن هذا المشروع لن ينجح إلا بالعمل الجماعي الذي يساهم في تحقيق الأهداف وإنجاز الأعمال، كان لتبادل المعارف والخبرات، تنمية روح المجموعة، تنمية المهارات في الفريق الواحد، بناء وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين هذه المجموعة؛ كل هذا ساهم في خلق تجانس بيننا على المستوى الفكري والعملي على صعيد المسرح، أصبحنا نتحدث لغة مسرحية واحدة وبالمستوى نفسه، فأنتج هذا التناغم المسرحي المطلوب.

• ما سبب أزمة المسرح اليوم؟•• العديد من الأسباب، من أهمها البنية التحتية، وأقصد هنا المسارح التي سوف يقدم فيها المسرحي عروضه، الدعم المالي واللوجستي للفرق المسرحية لتقديم عروض مسرحية ذات جودة عالية، فتمكين المسرحي السعودي من المشاريع المسرحية، والدعم الإعلامي والإعلاني للعروض المسرحية السعودية، هذه بعض الأسباب الرئيسية، وهناك العديد من الأسباب الفرعية أسهمت في أزمة المسرح إثر الأرقام الصادمة لقلة العروض المسرحية؛ خصوصًا تلك التي تنتجها جمعية الثقافة والفنون من 125 عرضًا مسرحيًا في 2019 إلى 30 عرضًا في 2021، حسب تقرير الحالة الثقافية الصادر عن وزارة الثقافة.

• هل اتخذت الجمعية السعودية للفنون موقفًا منكم؛ كونها ليست مظلتكم؟

•• لا يمكن قول ذلك، فورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف أحد المشاريع الناجحة التي ولدت وترعرعت في أحضان جمعية الثقافة والفنون بالطائف، وندين بالفضل بعد الله لكافة منسوبي الجمعية في دعمنا لمواصلة مسيرة النجاح معًا، فنحن والجمعية شركاء نجاح، والعديد من الأنشطة والفعاليات المسرحية التي تقيمها الجمعية وورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف ننفذها بمبدأ التعاون والشراكة الفاعلة لإنجاحها، وهناك العديد من الشواهد؛ مهرجان الشباب، ثلاث دورات من نشاط الجنادرية المسرحي، إقامة معرضين مسرحيين، الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، الاشتراك في إنتاج بعض العروض المسرحية، العديد من المشاريع المسرحية بين الطرفين ترشحت بالحب والتعاون المثمر.

• ماذا فعلت الصحوة بالمسرح؟ هل أسلمته؟•• في اعتقادي أن المسرح هو من قاوم وحارب بشتى الطرق للبقاء وفي مختلف العصور، مسرحنا السعودي قدم أفضل العروض وأجمل المهرجانات والفعاليات المسرحية، لم يهتم بالصحوة ولم يتأثر بها، بل دخل معها في صراعات عدة، ومعارض الكتاب تشهد بذلك، تهجموا على عروض مسرحية وصمدنا، أوقفوا العديد من العروض فكان دافعًا لنا للاستمرار وتقديم المزيد، وعندما لم يجدوا إلينا سبيلًا أسسوا مسرحهم الخاص بهم الذي انتهى بنهايتهم، والحمد لله.

• كيف تعود الروح للمسرح؟•• الروح في المسرح موجودة، تتقدم هذه الروح أحيانًا، وتتراجع كذلك، ولإبقاء هذه الروح متقدمة، يجب علينا تغذيتها بالشغف والحب للسيد النبيل المسرح، والإيمان بمشاريعنا الخاصة التنويرية، والإصرار على أن المسرح له رسالة، وليس مجرد ترفيه وتهريج، تجويد عروضنا المسرحية فهي منتجاتنا التي سوف نسوّقها للجمهور، ويجب أن تكون ذات جودة عالية.

• ما أبرز إسهامات وزارة الثقافة لإعادة إحياء المسرح؟ وهل تأسيس هيئة كافٍ؟•• العديد من الإسهامات لوزارة الثقافة في دعم المسرح، من أهمها من وجهة نظري الابتعاث الثقافي، صندوق نمو الثقافي، إدراج العديد من المهن المسرحية في التصنيف السعودي للمهن، منصة إبداع، برنامج البنى التحتية الذي يعد ببناء ١٥٠ بيت ثقافة بها مسرح وقاعات تدريب، المعهد الملكي للفنون الذي يضم أكاديمية المسرح، الحوائج الثقافية، ولا نزال نطمع في المزيد، وهذا ما نعول عليه، كون الوزارة لن تبخل وستبذل الجهد في دعم المسرح السعودي.

وتأسيس هيئة المسرح والفنون الأدائية، بذرة أولى في أرضية المسرح الخصبة، ومع مرور الوقت أتوقع نرى الهيئات التي تعنى بالممثل والمؤلف والمخرجين والهواة، وهذا ما نتمناه، والمحفّز هو المسرحي السعودي الذي عليه العمل لإنتاج عروض مسرحية مميزة.

• من أين يمكننا البدء ببناء مسرح في كل منطقة؟•• يجب أن نبدأ أولًا بالتعريف بالمسرح بشكل جيد في المنطقة، من خلال استضافة عروض مسرحية متنوعة، وإقامة الندوات والمحاضرات عن المسرح، ثم تكوين الكادر البشري في مختلف عناصر العرض المسرحي، من خلال التدريب والورش المسرحية، ثم يأتي بعد ذلك تأسيس فرق مسرحية واعية، ذات ترتيب إداري منظِّم لها، لتستطيع إنتاج أعمال مسرحية مختلفة ونوعية على مدار السنة، فالفرق المسرحية هي أجنحة النجاح بالنسبة للعمل المسرحي.

• هل غياب العنصر النسائي عن الظهور على الخشبة مؤثّر في الحضور الجماهيري للمسرحيات؟

•• بالطبع الأدوار النسائية مؤثرة جدًا على خشبة المسرح، وللأسف التاريخ مجحف تمامًا بحق المرأة في المسرح، فمنذ عهد اليونان كان لا يمكن للمرأة الصعود على خشبة المسرح، لأن دور المرأة في المجتمع كان مقيدًا تمامًا من عدة نواحٍ، كانت المرأة في مرتبة دونية عن الرجل، كما اعتُبر وجود المرأة على خشبة المسرح أمرًا خطيرًا جدًا، اعتقدوا أن أداء المرأة علنًا أمام الناس سوف يحدث أضرارًا كثيرة في تركيبة المجتمع، ما أجبر الرجال على أداء الأدوار النسائية، هكذا كان الحال عند الرومان أيضًا، كما استند اليابانيون في «مسرح النو»، والهنود في «مسرح الكاتاكالي» على مثل هذه العادات والتقاليد، وأسندوا أدوار المرأة لرجال، مع مرور الوقت وظهور اتجاهات مختلفة في المسرح تحررت المرأة وأخذت وضعها الطبيعي في المسرح.

ليس هناك شك في أن النساء يمثلن عنصرًا فاعلًا في المسرح اليوم، ويشاركن في المسرح بكل الفرص وفي مختلف المهمات، هناك الكثير من النساء اللاتي أحببن المسرح لدرجة أنهن دخلن في تحدٍ لكل العوائق الاجتماعية والثقافية للمشاركة في المسرح.

حضرت المرأة في المسرح السعودي سابقًا من خلال الإخراج، الكتابة، الديكور، الأزياء.. وفي الأعوام القليلة الماضية حدث الحدث الأهم وهو أن المرأة السعودية استطاعت أن تشارك الرجل خشبة المسرح في العديد من العروض المسرحية، وأصبح ذلك نقطة تحول كبيرة في المسرح السعودي، أتمنى بشكل شخصي أن يعود هذا الحدث بالأثر الإيجابي على المسرح السعودي.

• ماذا يعني استحواذكم على الجوائز والتكريمات، رغم محدودية الإمكانات؟ •• أهم الجوائز بالنسبة لأعضاء ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف، هي الانطباعات الإيجابية التي تركتها عروضنا المسرحية في نفوس جمهورنا الكريم، فالجوائز في نظرنا لا تعد سوى أنها عبارة عن الخروج من عالم الغربة إلى عالم الألفة، الجوائز والتكريمات زادت الضغط علينا لتقديم الأفضل دومًا، فهي حافز للمجموعة لتقديم كل ما يدهش على خشبة المسرح.

• ما أثر تقاعدكم على عطائكم ومخرجات ورشتكم؟•• الشعور بالحرية جميل، ويزداد الجمال في أن تمارس عملًا كنت تشعر بعدم المقدرة على تقديم كل إمكاناتك به وله، تقريبًا بعد التقاعد أصبحت متفرغًا للعمل المسرحي، وزادت المهمات المسرحية التي يتوجب إنجازها في ما يتعلق بالفرقة، خصوصًا بعد أن تسلمت رئاستها، نعدّ بعد عقد العديد من المشاورات مع مجلس إدارة الفرقة العديد من البرامج، الورش، تجهيز الفرقة للمشاركات المحلية والدولية، الإعداد للعروض الجديدة على مدار العام كاملًا، ناهيك عن وجودي كعضو إدارة محلي في جمعية المسرح والفنون الأدائية التي تأسست حديثًا، وأمين عام مكتب الهيئة الدولية للمسرح بالسعودية، فالمسرح يلتهم أيامنا وليالينا ونحن سعداء بذلك طالما نخدم المسرح والمسرحيين السعوديين.

• أين ستذهبون بالمسرح؟ وأين ستذهبون بدونه؟

•• ذهبنا وسنذهب بالمسرح السعودي إلى أعلى قمة نستطيع الوصول إليها؛ لأنه يستحق ذلك. المسرحي السعودي واجه العديد من العقبات وتغلب عليها، وحارب من أجل أن يجعل المسرح السعودي يأخذ مكانًا مميزًا بين المسارح العربية، في ظل عدم اعتراف بالمسرح وعدم وجود مظلة رسمية، ونجح وتفوق في ذلك بشهادة المسرحيين العرب أنفسهم، وبدون المسرح لا معنى للحياة، فهو الهواء والماء بالنسبة لنا.

• هل راكمتم الخبرات عبر استيلاد مجموعات تواصل مشواركم؟•• التواصل والعلاقات العامة كانت أحد الأسباب في تراكم خبراتنا المسرحية، خصوصًا في مراحل تأسيس ورشة العمل المسرحي. العديد من النشرات لأهم مهرجانات العالم العربي وشرائط الفيديو للعديد من التجارب المسرحية تحصّلنا عليها من خلال بناء جسر تواصل ما بين الفرقة وهذه المهرجانات، كنا نجلس ساعات طوالًا في ورشة العمل المسرحي؛ نناقش ونحلل هذه النشرات التي كانت تزخر بالعديد من المقالات والمواضيع المسرحية الثرية، ثم ندخل للمسرح لنطبق ما شاهدناه في أشرطة الفيديو ونعيد تركيبها وفلترتها من جديد، كل هذا ساهم في زيادة الخصيب المعرفي والثقافي لدى أعضاء ورشة العمل المسرحي.

• ما نصيب الثقافة في مساحة مسرحكم؟•• نفذنا عملًا مستوحىً من أعمال سيّد البيد، الشاعر محمد الثبيتي، بعنوان (كنا صديقين) وأهديناه، لروح أبي يوسف.

Continue Reading

ثقافة وفن

بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع الأوركسترا السعودية» في جولتها الخامسة بمسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية طوكيو، وذلك بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، وبحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام، وحضور جماهيري كبير.

وأشار الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى باول باسيفيكو، في كلمة خلال الحفلة، إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها المشاركات السابقة لروائع الأوركسترا السعودية في العواصم العالمية، عازيًا ما تحقق خلال حفلات روائع الأوركسترا السعودية إلى دعم وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى.

وعدّ «روائع الأوركسترا السعودية» إحدى الخطوات التي تسهم في نقل التراث الغنائي السعودي وما يزخر به من تنوع إلى العالم عبر المشاركات الدولية المتعددة وبكوادر سعودية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى، مشيرًا إلى سعي الهيئة للارتقاء بالموسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني، ومد جسور التفاهم بين شعوب العالم عبر الموسيقى.

وقد بدأت «الأوركسترا الإمبراطورية اليابانية – بوغاكو ريو أو» بأداء لموسيقى البلاط الإمبراطوري الياباني، وهي موسيقى عريقة في الثقافة اليابانية، توارثتها الأجيال منذ 1300 عام وحتى اليوم.

وأنهت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الفقرة الثانية من الحفلة بأداء مُتناغم لميدلي الإنمي باللحن السعودي، كما استفتحت الفقرة التالية بعزف موسيقى افتتاحية العلا من تأليف عمر خيرت.

وبتعاون احتفى بالثقافتين ومزج موسيقى الحضارتين اختتمت الحفلة بأداء مشترك للأوركسترا السعودية مع أكاديمية أوركسترا جامعة طوكيو للموسيقى والفنان الياباني هوتاي وبقيادة المايسترو هاني فرحات، عبر عدد من الأعمال الموسيقية بتوزيع محمد عشي ورامي باصحيح.

وتعد هذه الحفلة المحطة الخامسة لروائع الأوركسترا السعودية في العاصمة اليابانية طوكيو، بعد النجاحات التي حققتها في أربع محطات سابقة، كانت تتألق في كل جولة بدايةً من باريس بقاعة دو شاتليه، وعلى المسرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعلى مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكون بمدينة نيويورك، وفي لندن بمسرح سنترل هول وستمنستر.

وتعتزم هيئة الموسيقى استمرارية تقديم عروض حفلات “روائع الأوركسترا السعودية” في عدة محطات بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى السعودية، وتعزيزًا للتبادل الثقافي الدولي والتعاون المشترك لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تتقاطع مع مستهدفات هيئة الموسيقى.

Continue Reading

ثقافة وفن

الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !

الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية،

الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية، يعتد كثيراً بتجربته، ويرى أنّه قادر على الاختلاف؛ لأنّ مفاهيمه للكتابة تتغيّر مع الوقت.

لم يولد -كما قال- وإلى جواره من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها، ما يتذكره علي أنّه في أواسط عقده الثاني وقع على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف، لا يعلم كيف وصلت إليه هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنه شُغِف بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامه في هذا المعجم.

وجد الشاعر علي عكور نفسه ينجذب كالممسوس إلى الأدب بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال، لكنّ الشعر العربي أخذه حتى من ألف ليلة وليلة؛ الذي انجذب إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب أكثر من السرد رغم عجائبيته وسحره!

الكثير من رحلة الشاعر علي عكور مع الأدب والكتابة الإبداعية في هذا الحوار:

‏ • حدّثنا عن علاقتك بالشعر والأدب بشكل عام.. كيف بدأت؟

•• بدايةً أودّ القول، أنه لم يكن في محيطي من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأتُ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها. أتذكر أنني في أواسط العقد الثاني من عمري وقعتُ على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف. لست أعرف كيف وصلت إلينا هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنني شُغِفتُ بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامي بعد الاطلاع على هذا المعجم. وشيئاً فشيئاً، وجدت أنني أنجذب كالممسوس إلى هذا العالم الرحب، بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال. وأثناء تجوالي في عوالم الأدب أُخِذْتُ بالشعرِ العربي وبإيقاعيّة الجملة الشعرية فيه. حتى عندما وقع بين يديّ كتاب (ألف ليلة وليلة)، لم أنجذب إلى السرد رغم عجائبيته وسحره، بقدر ما انجذبتُ إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب. وأتذكر أنني كنت أتجاوز الصفحات وأقلّبها بحثاً عن بيتٍ أو بيتينِ من الشعر.

• لمن تدين بالفضل في الكتابة؟

•• أودّ أن أدين بالفضل إلى أحدٍ ما، لكنني حين أمَرّر بداياتي على الذاكرة، لا أتذكّر أحداً بذاته، آمن بي أو رأى في ما أقوم به بدايات واعدة لمشروع ما. كل ما هنالك أنني كنتُ أتلقى ثناءً عابراً إذا كتبتُ شيئاً جيداً. على أنني لا أقلّل من هذا الثناء، فقد كان ذا أثرٍ كبير في دافعيتي، وديمومة شغفي بالكتابة. هذا فيما يخص البدايات، أما الآن فأنا أدين بالفضل لأسرتي ولزوجتي خاصة، فهي داعم كبير لي على طول هذا الطريق، وتتحمل عن طيب خاطر الأعباء التي يُخلّفها انشغالي بالكتابة وهمومها.

• شاعر كان تأثيره كبيراً عليك.

•• لا يمكن تتبّع الأثر بسهولة في هذا الشأن؛ لأنه غالباً يكونُ قارّاً في اللاوعي. لكن إذا كان السياب يرى أنه تأثر بأبي تمام والشاعرة الإنجليزية إديث سيتول وأنه مزيج منهما، فأنا أرى أنني تأثرت كثيراً بسعدي يوسف ومحمود درويش، وأشعر أنهما يلتقيان بطريقة ما، في الكثرة الكاثرة مما أكتب.

• كيف للشاعر أن يكتب قصيدته وفق رهان المستقبل وليس للحظة التي يعيش فيها؟

•• في الغالب لا توجد كتابة لا يمكن تجاوزها. وما يُعبّر عنك الآن قد تجد أنه لا يُعبّر عنك غداً. أعتقد أن الرهان الحقيقي هو أن نكتب شيئاً يستطيع أن يصمد أمام عجلة الزمن. ربما إحدى الحيل التي يمكن أن نمارسها هي أن نكتب نصوصاً أكثر تجريداً وانعتاقاً من قيود الزمان والمكان، وأن نتخفّف من الكتابة تحت تأثير اللحظة الراهنة والحدث المُعاش.

• الملاحظ أنّ هناك إصدارات متشابهة في الشعر والقصة لشعراء وكتاب قصّة، وإن تعددت عناوينها، لكنّ التجربة لم تختلف.. ما تأثير هذا على الإبداع والقارئ كذلك؟

•• صحيح، هذا أمر ملاحظ. هناك من يصدر عشرة دواوين، وعند قراءتها لا تجد اختلافاً بينها، لا من حيث الثيمات ولا من حيث طريقة التناول، لتفاجأ أن هذه الدواوين العشرة هي في الحقيقة ديوان واحد طويل. الكاتب أو الشاعر الذي لا يتجدد يخاطر بمقروئيته ويخسر رهانه الشخصي. إما أن تقول شيئاً جديداً أو شيئاً مألوفاً بطريقة جديدة، لكن لا تقل الشيء نفسه بالطريقة نفسها، حتى لا تعطي فكرة أنك لا تأخذ مشروعك بما يستحق من جدية واهتمام.

• تنادي بأهمية تصدّر الأدب الجاد والأصيل المنصات.. أولاً: من يحدد ماهية الأدب الجاد؟ ثانياً: هل المرحلة تساعد في أن يتصدّر الأدب أيّاً كان المنصات التي كثرت وكثر مستخدموها والمؤثرون فيها؟

•• النقّاد والقرّاء النوعيّون، هم من يحددون ماهيّة الأدب الجاد ويُعلون من قيمته. مؤسف أن يتصدر المشهد الأدبي الأقل قيمة، بينما يبقى الأدب الأصيل في الهامش. في الأخير نحن مسؤولون عن تصدير ثقافتنا، وما نتداوله ونجعل له الصدارة في منصاتنا ومشهدنا، هو ما سيُعبّر عنّا وسيكون عنواننا في النهاية. وبالتالي لنا أن نتساءل بصدق: هل ما صُدِّرَ ويُصَدّر الآن، يُعبّر عن حقيقة وواقع الأدب والثقافة في بلادنا؟

• لديك مشكلة مع المألوف والسائد، وتطالب بسيادة الأدب الفريد والمختلف.. هل لدينا اليوم ذائقة خاصة يمكنها إشباع الذائقة العامة؟

•• يمكن الاتفاق في البدء أن تغيير شروط الكتابة هو في المقابل تغيير لشروط التلقي، وأن كل كتابة أصيلة ومختلفة ستصنع قارئاً مختلفاً. كل كتابة جادّة ستصنع قارئها، وهذا هو الرهان الحقيقي. أما المألوف والسائد فإنّ القارئ مصابٌ بتخمة منه. كل كتابة في المألوف والسائد هي ابنٌ بارٌّ للذاكرة لا للمخيّلة؛ الذاكرة بوصفها مستودعاً لكل ما قرَّ واستقرّ فيها وأخذ مكانه المكين. والمخيّلة بوصفها انفتاحاً على المتجدّد واللانهائي.

• ماذا يعني لك فوزك بالمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي في مسار الشعر؟ وماذا تعني لك كتابة الشعر المسرحي؟

•• سعدت كثيراً بالفوز، سيما أن المسرحية تتحدث عن شخصية أحبها كثيراً: شخصية ابن عربي؛ تلك الشخصية التي عشت معها طيلة ثلاثة أشهر (وهي مدة كتابة العمل)، تجربة روحية وروحانية بالغة الرهافة، فقد استدعت الكتابة عن ابن عربي، العودة إلى قراءة سيرته وأجزاء من أعماله التي حملت جوهر فكره وعمق تجربته الصوفية. وبالانتقال إلى الجزء الثاني من السؤال، أقول إن كتابة الشعر المسرحي عمّقت من مفهومي للشعر وإيماني به وبقدرته على التحرك في مناطق جديدة، يمكن استثمارها على نحو جيد ومثرٍ، إذا ما تعاملنا معها بجدية.

• أما زلت تبحث عن دار نشر تطبع لك ديوانك الجديد دون مقابل مادي تدفعه؟

•• استطعت التواصل مع أكثر من دار، وقد رحبوا بالديوان والتعاون من أجله. لا ضير في كون دور النشر تبحث عن الربح، فهذا من حقها، وهذه هي طبيعة عملها. كل ما أنادي به أن تكون هناك جهة حكومية تشرف عليها وزارة الثقافة، تقوم بطبع الأعمال الجادة التي تعبّر عن حقيقة الأدب السعودي وواقعه.

• جاسم الصحيح قال عنك إنك لست شاعراً عابراً، وإنما شاعر ذو موهبة كبرى تتجاوز المألوف والسائد.. ماذا تعني لك هذه الشهادة؟•• جاسم اسم كبير في المشهد الثقافي وتجربة مرجعية في الشعرية العربية الحديثة، وأن تأتي الشهادة من قامة كقامة جاسم الصحيح لا شك أنها شهادة تدعو للابتهاج والنشوة، إضافة إلى ما تلقيه عليّ من عبء ومسؤولية كبيرة.

• كيف يكون المؤلف الجاد والرصين رأس مال لدور النشر؟

•• تمهيداً للإجابة عن السؤال، لا بد من القول إن الرساميل الرمزية أحياناً تكون أهم وأكثر مردوداً من القيمة المادية. بالنسبة لدور النشر، يُعد الكاتب الجاد رأس مال رمزياً مهمّاً؛ لأنه يبني لها سمعة في الوسط الثقافي. إذا أرادت دور النشر أن تستثمر في سمعتها، فإن أسرع طريقة هي استقطاب كتاب أصحاب مشاريع جادة، مقابل أن تطبع لهم بمبالغ رمزية على الأقل.

• كتبتَ الشعر بأشكاله الثلاثة ومع ذلك ما زلت ترى أنّ الوزن ليس شيئاً جوهرياً في القصيدة.. ما البديل من وجهة نظرك؟

•• نعم الوزن ليس شيئاً جوهريّاً في الشعر. ونحن حين نقول الوزن نقصد بطبيعة الحال الأوزان التي أقرها الخليل بن أحمد. الحقيقة أن الأوزان جزء من الإيقاع، أو بمعنى آخر، هي إحدى إمكانات الإيقاع وليس الإمكانية الوحيدة، وما دامت إحدى تجليات الإيقاع وليس التجلي الوحيد، فمعنى ذلك أن الإيقاع أعم وأشمل وأقدم. وعليه فإن الإيقاع هو الجوهري وليس الوزن. والإيقاع يمكن أن يتحقق في قصيدة النثر مثلاً، عبر حركة الأصوات داخل الجملة الشعرية. وهناك حادثة دالة وكاشفة أنهم حتى في القديم كانوا يدركون أن الشعر بما فيه من إيقاع يوجد أيضاً خارج أوزان الخليل، إذ يُروى أن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت دخل على أبيه وهو يبكي، وكان حينها طفلاً، فقال له: ما يبكيك؟ فقال: لسعني طائر، فقال: صفه، فقال: كأنه ملتف في بردي حبرة. فصاح حسان: قال ابني الشعر ورب الكعبة. هذه القصة المروية في كتب الأدب تكشف بجلاء أن الشعر أوسع من مجرد الوزن والتفاعيل.

• أنت تقول: لا شيء يسعدني ككتابة الشعر الجيّد.. ما مواصفات الشعر الجيّد؟

•• لا أملك ولا يحق لي ربما الحديث عن الشعر الجيد بإطلاق؛ لأن في هذا ادعاءً كبيراً، لكن يمكن الحديث عما أراه أنا أنه شعر جيد؛ أي في حدود رؤيتي فقط. كل شاعر يكتب الشعر بناءً على ما يعتقد أنه شعر، وعليه فإن الشعر الجيد -كما أراه- خرق لنمطية اللغة وبحث جاد عن اللامرئي في المرئي، ومن مواصفات النص الجيد أن يتقاطع فيه الفكري بالوجداني، وأن يكون نتاج الحالة البرزخية بين الوعي واللاوعي. طبعاً إضافة إلى ضرورة أن يتخلص من المقولات السابقة، وأن يعمل في تضاد مع الذاكرة والثقافة؛ لأنهما يفرضان السائد والمألوف وكل ما هو قارّ في الذهن.

• العودة الملاحظة للشذرات كتابة وطباعة.. إلام تعيدها؟

•• الشذرة في رأيي هي رأس الشعرية. حَشْد كل هذا العالم بمستوياته وتناقضاته ورؤاه في بضع كلمات أمر بالغ الصعوبة على مستوى التكنيك، لكنه مثير وممتع حين تدخله كمساحة للتجريب وتحدي إمكانياتك. أيضاً جزء من اهتمامي بالشذرة يعود إلى افتتاني بالمشهدية وتأمل الفضاءات البصرية واستنطاقها. إضافةً إلى ما في الشذرة من تداخل أجناسي يزيدها ثراءً وغنى. وعلى مستوى آخر أعتقد أن الشذرة بحجمها وبنيتها أكثر تمثيلاً لحياتنا المعاصرة التي أشبه ما تكون بلقطات متتابعة ومنفصلة في فضاء بصري، يجمعها سياق عام. وأخيراً لا أنسى أن منصة (إكس) بما كانت تفرضه من قيود تقنية قد أسست لتجربتي في الكتابة الشذرية وصقلتها.

• الشاعر أحمد السيد عطيف اختلف معك في شكل القصيدة، ورأى أنّ الشكل لا يجعل الكلام جميلاً ومؤثراً.. فيما ترى أنت أنّ الكتابة على نمط القصيدة القديمة تقليد وليس إبداعاً.. هل المشكلة في الشّكل أم في أشياء أخرى؟

•• نعم، كان الحديث في هذه الجزئية عن القصيدة العمودية، وعن كتابتها بصياغة تقليدية مغرقة في القدامة. النقد الحديث على عكس القديم، لا يفصل بين الشكل والمضمون، ولكتابة نص حديث لا بد من تحديث الشكل؛ لأننا لا يمكن أن نتحدث عن مضمون ما بمعزل عن الشكل، إذ إن الشكل يخلق مضمونه أيضاً. طبعاً لا أقصد بتحديث الشكل استبدال القصيدة العمودية بشكل آخر، بل أقصد التحديث من داخل الشكل نفسه. تجديد الصياغة وتحديث الجملة الشعرية ذاتها لتكون قادرة على التعبير عن الرؤى الجديدة.

• لماذا ترى أنّ كتابة قصيدة النثر أصعب من كتابة قصيدة عمودية أو تفعيلة؟

•• السبب في رأيي أن النص العمودي والنص التفعيلي لديهما قوالب إيقاعية جاهزة تجعل من مهمة الخلق الشعري مهمة أقل صعوبة. بينما في قصيدة النثر أنت تعمل في منطقة أقرب ما تكون إلى الشكل الهلامي. قصيدة النثر ملامحها أقل حدة ووضوحاً من الشكلين السابقين، وعليه فإن كتابتها تحمل صعوبة أكبر؛ لأن لكل نصٍّ قالبه الخاص الذي عليك أن تخلقه من العدم.

• كيف يمكن للشاعر أن يكون رائعاً؟

•• يكون كذلك إذا كان أصيلاً؛ أي معبراً عن صوته الخاص، ولحظته الراهنة، ومنغمساً بالكامل في تفاصيل عالمه، طبعاً دون أن يفقد قدرته على الاتصال بالوجود والكون.

• النصوص القصيرة التفعيلية التي كتبتها وترغب في نشرها مرفقة برسوم إبداعية.. ماذا عنها؟

•• هي أربعون نصّاً، تحمل خلاصة تجربتي في كتابة الشذرة الشعرية، وهو تنويعٌ على تجربتي الشعرية عموماً. تعاونت في هذا المشروع مع الرسامة السورية القديرة راما الدقاق. والعمل الآن في مرحلته الأخيرة، وسيُنشر خلال الشهرين القادمين.

Continue Reading

ثقافة وفن

رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «بـراغ»

أصدر رئيس مركز الجواهري الثقافي، رواء الجصاني، كتاباً توثيقياً عن (شخصيات وشؤون ثقافية عراقية في ذاكرة وتاريخ

أصدر رئيس مركز الجواهري الثقافي، رواء الجصاني، كتاباً توثيقياً عن (شخصيات وشؤون ثقافية عراقية في ذاكرة وتاريخ براغ) طيلة 65 عاماً، وتضمن التوثيق 22 عنواناً فرعياً.

وسلّط المصدر الببلوغرافي الضوء على إقامة خال الجصاني الشاعر العربي محمد مهدي الجواهري، في التشيك قرابة 30 عاماً (1961-1991)؛ منها سبعة متصلة (1961-1968)، و كتب الجواهري خلال إقامته في (براغ) نحو 30 قصيدة ومقطوعة؛ عشر منها، وفيها، عن التشيك وجمال وعطاء بلدهم الذي أطال من عمر الجواهري كما يثبت ذلك في قصيدته:

أطلتِ الشوطَ من عمري، اطالَ الله من عمركْ

ولا بلّغتُ بالشرّ، ولا بالسوءِ من خبـركْ..

ألا يا مزهرَ الخلدِ تغنى الدهرُ في وتركْ.

واحتفظ المثقفون التشيك، باعتزاز بذكرى إقامة الجواهري معهم، وهم يدركون تميّزه الشعري، إضافة لكونه رمزاً عراقياً وعربياً، وإنسانياً، وجسراً وطيداً بين ثقافتي البلدين، وتم وضع نصب (معلم) تذكاري له جوار شقته التي عاش فيها أزيد من ربع قرن بمنطقة براغ السادسة.

كما تناول الكتاب، الفنان والمفكر الرائد محمود صبري، ذو العطاءات التشكيلية وصاحب نظرية (واقعية الكم) الذي أقام في براغ فناناً ومفكراً وطنياً، وباحثاً إنسانياً نصف قرن (1963-2013).. وكذلك الباحث والكاتب والمترجم القدير مصطفى عبود الذي أقام بها من أواخر السبعينيات إلى 1985. والكاتب والصحفي شمران الياسري (أبو كاطع) منذ النصف الثاني من السبعينيات إلى عام 1981.. والكاتب والروائي يحيى بابان – جيان، من منتصف الستينيات إلى عام 2023. والفنان الكردي العراقي البارز قادر ديلان؛ الذي أقام وعمل في براغ لنحو عقدين إلى وفاته عام 1999. والباحث الجدير فالح عبد الجبار من عام 1979 إلى 1981.. وبشرى برتو، وذنون أيوب، وفاروق رضاعة، وفيصل السامر، ونوري عبد الرزاق، ومجيد الونداوي، ومهدي الحافظ..

واستعاد الجصاني مسيرة إذاعة براغ العربية، ومن أسهموا فيها، ومنهم: أحمد كريم، وأناهيد بوغوصيان، وحسين العامل، وزاهد محمد، وصادق الصايغ، وعادل مصري، وفائزة حلمي، ومفيد الجزائري، وموسى أسـد، ونضال وصفي طاهر.

كما تناول الجصاني المجلات الثقافية التي صدرت، وكذلك المتخصصة في شؤون سياسية واقتصادية، والسفراء، والدبلوماسيين، وأمسيات شعرية، وندوات أدبية وفكرية، ومعارض فنيّة، وحفلات موسيقية، ومؤلفات وتراجم، وأفلام ومخرجين، ومترجمين ومحررين، وكتب ومكتبات، ومحطات إعلامية، ومركز الجواهري، الذي أطلقه رواء الجصاني والدكتور محمد حسين الأعرجي، والمستعرب التشيكي (يارومير هايسكي)، وبدأ نشاطاته في منتصف عام 2002: و(بابيلون للإعلام والنشر)، كما تناول الكتاب باحثين وأكاديميين وعلماء.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .