ليس لأن للمسرحي سامي صالح الزهراني، نصيبًا من اسمه، بل لأكثر من سبب بينها التفاعل الكيميائي؛ جاءت ردود هذا الحوار متسامية على الجراح والعقبات والصعوبات، ومتطلعة للأبهج والأنضج، فـ«أبو صالح» المفتون بـ«أبو الفنون»، يمثّل «الصندوق الأبيض» لورشة العمل المسرحي في محافظة الطائف، وهو منذ 30 عامًا، ممن زخرف ونقش ولوّن مع الرفاق لوحة نافذة الحلم الذي رعته مدينة الورد، ونما في أحضانها.. هنا نص الحوار:
• من عرّاب المرحلة؟
•• هو عراب رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان، الذي قدّم للوطن وللحياة وللمسرح الكثير من خلال الرؤية ومن خلال برنامج جودة الحياة.
• كيف بلغت ورشة الطائف المسرحية هذا المستوى اللافت (مجموعة وأفرادًا)؟
•• بلغت فرقة الطائف المسرحية هذا المستوى بسبب امتلاكها مهارات العمل الجماعي التي تتحكم في الذات وتنبذ الأنا، لا نستغني في فرقة مسرح الطائف أبدًا عن التواصل الفعال بين الأعضاء، فنحن ملتزمون لتحقيق استراتيجيات وأهداف الورشة والمضي قدما لتحقيقها، هذا على المستوى الجماعي، أما على المستوى الفردي للأعضاء فكان التطوير الذاتي والحرص على أن نتعلم كل ما يستجد في عالم المسرح، عقد الورش والدورات التدريبية، خوض التجارب الداخلية، لتفعيل كل ما هو جديد في المسرح، لإضافة الإبداع والجمال على عروضنا المسرحية في العموم؛ كل هذا أدى بالتالي إلى أن يصبح المؤلف في فرقة مسرح الطائف مسؤولًا عن قلمه حيال ما سوف يقدمه للمجتمع من قضايا على مستوى الإنسان، الزمان والمكان، القضايا المجتمعية، والمخرج من جهة أخرى له مهمات عليه إتقانها من تجويد العرض المسرحي وتقديمه للجمهور، من خلال قالب إخراجي مميز ومحترم، والممثل حريص على تقديم الشخصية بعد أن يدرس جيدًا تأريخها، ويحاول أن يضيف ما يساعده على تقديم المتعة للجمهور، وكل ما يتعلق بعناصر العرض المسرحي تطور ذاتيًا في الفرقة، هذا بالتالي ينتج، من وجهة نظري، جودة ونوعية مختلفة في العرض المسرحي ويظهره في أبهى صورة له، كل هذا دفع الفرقة لمواصلة الإنتاج المسرحي على مدى 30 عامًا، وما زال الطريق أمام الفرقة طويلًا لتحقيق ما نصبو له.
• من أين بدأت الورشة؟
•• بدأت الورشة من تراكمات مسرحية قدمت في جمعية الثقافة والفنون بالطائف، سبقت الإعلان الرسمي للورشة، ومن العروض المسرحية الرصينة مثل؛ (مين يكمل الثاني، محمد رجب، ومحمد الشامي 1403هـ)، و(صفعة في المرآة، عبدالعزيز الصقعبي، وعبدالعزيز الرشيد 1404هـ)، ثم (مع الخيل يا عربان، الدكتور راشد الشمراني، وعامر الحمود 1405هـ)، ثم (اللعبة، تأليف وإخراج عبدالعزيز الصقعبي 1406هـ)، وفي 1410هـ قدمت الفرقة مسرحية (الأوراق الثلاث، يا رايح الوادي، بيت العز)، وجميعها من تأليف الكاتب فهد ردة الحارثي، وإخراج عثمان أحمد حمد.
ومن رحم مسرح جمعية الطائف ولدت ورشة العمل المسرحي عام ١٤١٣هـ، تحت مظلة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف، مشروع مسرحي بني على خطط واستراتيجية واضحة المعالم، كان الممثل شريكًا في اللعبة المسرحية ومتداخلًا معها، الثقافة المسرحية وتطوير الذات هما رهان السبق في أهدافها، الحرص على تقديم المسرح بأشكال مسرحية جديدة تناسب ذوق الجمهور الكريم، والعمل على خوض التجارب المعملية المسرحية الداخلية حسب مناهج تدريب مسرحية مقننة سبيلنا لتحقيق ذلك.
• من صاحب الفضل في تأسيسها؟•• الفضل يعود بعد الله للأستاذ فهد ردة الحارثي، هذا الفهد الذي كان له كبير أثر على جُلّ المسرحيين السعوديين، خصوصًا نحن أعضاء ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف، فنحن استمتعنا بالمسرح معه، واجهنا الصعوبات معه، نجحنا معه، فكرنا معه، نفذنا مسرحنا معه.
كما يعود الفضل أيضًا للأستاذ أحمد الأحمري، المعلم الملهم الذي سكب عصارة خبرته المسرحية في عقولنا، أجسادنا، أرواحنا، وساهم بشكل رئيس في تكوين أعضاء فرقة مسرح الطائف مسرحيًا، وامتد أثر هذا المبدع إلى خارج نطاق مدينة الطائف من خلال دوراته التدريبية، محاضراته، ندواته التي عقدت في مختلف أنحاء السعودية.
ويجب أن أشير هنا لدور الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون من خلال دعمها ماديًا ولوجستيًا ورشة العمل وفرقة مسرح الطائف وجعلتنا أقوى لمواجهة كل التحديات والصعوبات.
أخيرًا، لا يمكن أن أغفل دور الجمهور الكريم الذي له كبير الفضل في استمرارية ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف، هو الدافع الحقيقي لنا لممارسة المسرح، والطائف مدينة مُلهِمة ومسرح مفتوح.
• هل دفعت الغيرة من نجاح ورشتكم البعض للانتقاص منها؟
•• الأهم من الغيرة هي «الغبطة» التي ساهمت في تسابق العديد من الأصدقاء لتأسيس ورش مسرحية أخرى في مدن وأنحاء السعودية؛ مثل ورشة الرياض التي كان يشرف عليها الأستاذ محمد العثيم، وورشة العمل بالرس التي يرأسها الفنان صالح الحناكي، هذا التفاعل نسعد به دومًا في ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف، وندعمه بكل قوة، ونشعر بالفخر من استنساخ تجربتنا في المدن المختلفة.
بالنسبة للغيرة نحن نؤمن في فرقتنا بالمثل القائل «الشجرةُ المثمرةُ دائمًا تُرمى بالحجارةِ».
• كيف تناغم أحمد الأحمري، ومساعد الزهراني، وفهد ردة، وسامي الزهراني، برغم أن المعروف عن الفنان (حِدّية المزاج)؟•• التناغم بين كل هذه القامات المسرحية سببه الإيمان بالمشروع المسرحي الحقيقي، المسرح علّمنا أن العروض المسرحية إذا أردت لها النجاح فيجب أن تعمل من خلال فريق واحد مؤمن بما سوف يقدمه للجمهور، هذا ما حدث معنا في ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف. كنا نعي منذ البدايات أن هذا المشروع لن ينجح إلا بالعمل الجماعي الذي يساهم في تحقيق الأهداف وإنجاز الأعمال، كان لتبادل المعارف والخبرات، تنمية روح المجموعة، تنمية المهارات في الفريق الواحد، بناء وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين هذه المجموعة؛ كل هذا ساهم في خلق تجانس بيننا على المستوى الفكري والعملي على صعيد المسرح، أصبحنا نتحدث لغة مسرحية واحدة وبالمستوى نفسه، فأنتج هذا التناغم المسرحي المطلوب.
• ما سبب أزمة المسرح اليوم؟•• العديد من الأسباب، من أهمها البنية التحتية، وأقصد هنا المسارح التي سوف يقدم فيها المسرحي عروضه، الدعم المالي واللوجستي للفرق المسرحية لتقديم عروض مسرحية ذات جودة عالية، فتمكين المسرحي السعودي من المشاريع المسرحية، والدعم الإعلامي والإعلاني للعروض المسرحية السعودية، هذه بعض الأسباب الرئيسية، وهناك العديد من الأسباب الفرعية أسهمت في أزمة المسرح إثر الأرقام الصادمة لقلة العروض المسرحية؛ خصوصًا تلك التي تنتجها جمعية الثقافة والفنون من 125 عرضًا مسرحيًا في 2019 إلى 30 عرضًا في 2021، حسب تقرير الحالة الثقافية الصادر عن وزارة الثقافة.
• هل اتخذت الجمعية السعودية للفنون موقفًا منكم؛ كونها ليست مظلتكم؟
•• لا يمكن قول ذلك، فورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف أحد المشاريع الناجحة التي ولدت وترعرعت في أحضان جمعية الثقافة والفنون بالطائف، وندين بالفضل بعد الله لكافة منسوبي الجمعية في دعمنا لمواصلة مسيرة النجاح معًا، فنحن والجمعية شركاء نجاح، والعديد من الأنشطة والفعاليات المسرحية التي تقيمها الجمعية وورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف ننفذها بمبدأ التعاون والشراكة الفاعلة لإنجاحها، وهناك العديد من الشواهد؛ مهرجان الشباب، ثلاث دورات من نشاط الجنادرية المسرحي، إقامة معرضين مسرحيين، الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، الاشتراك في إنتاج بعض العروض المسرحية، العديد من المشاريع المسرحية بين الطرفين ترشحت بالحب والتعاون المثمر.
• ماذا فعلت الصحوة بالمسرح؟ هل أسلمته؟•• في اعتقادي أن المسرح هو من قاوم وحارب بشتى الطرق للبقاء وفي مختلف العصور، مسرحنا السعودي قدم أفضل العروض وأجمل المهرجانات والفعاليات المسرحية، لم يهتم بالصحوة ولم يتأثر بها، بل دخل معها في صراعات عدة، ومعارض الكتاب تشهد بذلك، تهجموا على عروض مسرحية وصمدنا، أوقفوا العديد من العروض فكان دافعًا لنا للاستمرار وتقديم المزيد، وعندما لم يجدوا إلينا سبيلًا أسسوا مسرحهم الخاص بهم الذي انتهى بنهايتهم، والحمد لله.
• كيف تعود الروح للمسرح؟•• الروح في المسرح موجودة، تتقدم هذه الروح أحيانًا، وتتراجع كذلك، ولإبقاء هذه الروح متقدمة، يجب علينا تغذيتها بالشغف والحب للسيد النبيل المسرح، والإيمان بمشاريعنا الخاصة التنويرية، والإصرار على أن المسرح له رسالة، وليس مجرد ترفيه وتهريج، تجويد عروضنا المسرحية فهي منتجاتنا التي سوف نسوّقها للجمهور، ويجب أن تكون ذات جودة عالية.
• ما أبرز إسهامات وزارة الثقافة لإعادة إحياء المسرح؟ وهل تأسيس هيئة كافٍ؟•• العديد من الإسهامات لوزارة الثقافة في دعم المسرح، من أهمها من وجهة نظري الابتعاث الثقافي، صندوق نمو الثقافي، إدراج العديد من المهن المسرحية في التصنيف السعودي للمهن، منصة إبداع، برنامج البنى التحتية الذي يعد ببناء ١٥٠ بيت ثقافة بها مسرح وقاعات تدريب، المعهد الملكي للفنون الذي يضم أكاديمية المسرح، الحوائج الثقافية، ولا نزال نطمع في المزيد، وهذا ما نعول عليه، كون الوزارة لن تبخل وستبذل الجهد في دعم المسرح السعودي.
وتأسيس هيئة المسرح والفنون الأدائية، بذرة أولى في أرضية المسرح الخصبة، ومع مرور الوقت أتوقع نرى الهيئات التي تعنى بالممثل والمؤلف والمخرجين والهواة، وهذا ما نتمناه، والمحفّز هو المسرحي السعودي الذي عليه العمل لإنتاج عروض مسرحية مميزة.
• من أين يمكننا البدء ببناء مسرح في كل منطقة؟•• يجب أن نبدأ أولًا بالتعريف بالمسرح بشكل جيد في المنطقة، من خلال استضافة عروض مسرحية متنوعة، وإقامة الندوات والمحاضرات عن المسرح، ثم تكوين الكادر البشري في مختلف عناصر العرض المسرحي، من خلال التدريب والورش المسرحية، ثم يأتي بعد ذلك تأسيس فرق مسرحية واعية، ذات ترتيب إداري منظِّم لها، لتستطيع إنتاج أعمال مسرحية مختلفة ونوعية على مدار السنة، فالفرق المسرحية هي أجنحة النجاح بالنسبة للعمل المسرحي.
• هل غياب العنصر النسائي عن الظهور على الخشبة مؤثّر في الحضور الجماهيري للمسرحيات؟
•• بالطبع الأدوار النسائية مؤثرة جدًا على خشبة المسرح، وللأسف التاريخ مجحف تمامًا بحق المرأة في المسرح، فمنذ عهد اليونان كان لا يمكن للمرأة الصعود على خشبة المسرح، لأن دور المرأة في المجتمع كان مقيدًا تمامًا من عدة نواحٍ، كانت المرأة في مرتبة دونية عن الرجل، كما اعتُبر وجود المرأة على خشبة المسرح أمرًا خطيرًا جدًا، اعتقدوا أن أداء المرأة علنًا أمام الناس سوف يحدث أضرارًا كثيرة في تركيبة المجتمع، ما أجبر الرجال على أداء الأدوار النسائية، هكذا كان الحال عند الرومان أيضًا، كما استند اليابانيون في «مسرح النو»، والهنود في «مسرح الكاتاكالي» على مثل هذه العادات والتقاليد، وأسندوا أدوار المرأة لرجال، مع مرور الوقت وظهور اتجاهات مختلفة في المسرح تحررت المرأة وأخذت وضعها الطبيعي في المسرح.
ليس هناك شك في أن النساء يمثلن عنصرًا فاعلًا في المسرح اليوم، ويشاركن في المسرح بكل الفرص وفي مختلف المهمات، هناك الكثير من النساء اللاتي أحببن المسرح لدرجة أنهن دخلن في تحدٍ لكل العوائق الاجتماعية والثقافية للمشاركة في المسرح.
حضرت المرأة في المسرح السعودي سابقًا من خلال الإخراج، الكتابة، الديكور، الأزياء.. وفي الأعوام القليلة الماضية حدث الحدث الأهم وهو أن المرأة السعودية استطاعت أن تشارك الرجل خشبة المسرح في العديد من العروض المسرحية، وأصبح ذلك نقطة تحول كبيرة في المسرح السعودي، أتمنى بشكل شخصي أن يعود هذا الحدث بالأثر الإيجابي على المسرح السعودي.
• ماذا يعني استحواذكم على الجوائز والتكريمات، رغم محدودية الإمكانات؟ •• أهم الجوائز بالنسبة لأعضاء ورشة العمل المسرحي وفرقة مسرح الطائف، هي الانطباعات الإيجابية التي تركتها عروضنا المسرحية في نفوس جمهورنا الكريم، فالجوائز في نظرنا لا تعد سوى أنها عبارة عن الخروج من عالم الغربة إلى عالم الألفة، الجوائز والتكريمات زادت الضغط علينا لتقديم الأفضل دومًا، فهي حافز للمجموعة لتقديم كل ما يدهش على خشبة المسرح.
• ما أثر تقاعدكم على عطائكم ومخرجات ورشتكم؟•• الشعور بالحرية جميل، ويزداد الجمال في أن تمارس عملًا كنت تشعر بعدم المقدرة على تقديم كل إمكاناتك به وله، تقريبًا بعد التقاعد أصبحت متفرغًا للعمل المسرحي، وزادت المهمات المسرحية التي يتوجب إنجازها في ما يتعلق بالفرقة، خصوصًا بعد أن تسلمت رئاستها، نعدّ بعد عقد العديد من المشاورات مع مجلس إدارة الفرقة العديد من البرامج، الورش، تجهيز الفرقة للمشاركات المحلية والدولية، الإعداد للعروض الجديدة على مدار العام كاملًا، ناهيك عن وجودي كعضو إدارة محلي في جمعية المسرح والفنون الأدائية التي تأسست حديثًا، وأمين عام مكتب الهيئة الدولية للمسرح بالسعودية، فالمسرح يلتهم أيامنا وليالينا ونحن سعداء بذلك طالما نخدم المسرح والمسرحيين السعوديين.
• أين ستذهبون بالمسرح؟ وأين ستذهبون بدونه؟
•• ذهبنا وسنذهب بالمسرح السعودي إلى أعلى قمة نستطيع الوصول إليها؛ لأنه يستحق ذلك. المسرحي السعودي واجه العديد من العقبات وتغلب عليها، وحارب من أجل أن يجعل المسرح السعودي يأخذ مكانًا مميزًا بين المسارح العربية، في ظل عدم اعتراف بالمسرح وعدم وجود مظلة رسمية، ونجح وتفوق في ذلك بشهادة المسرحيين العرب أنفسهم، وبدون المسرح لا معنى للحياة، فهو الهواء والماء بالنسبة لنا.
• هل راكمتم الخبرات عبر استيلاد مجموعات تواصل مشواركم؟•• التواصل والعلاقات العامة كانت أحد الأسباب في تراكم خبراتنا المسرحية، خصوصًا في مراحل تأسيس ورشة العمل المسرحي. العديد من النشرات لأهم مهرجانات العالم العربي وشرائط الفيديو للعديد من التجارب المسرحية تحصّلنا عليها من خلال بناء جسر تواصل ما بين الفرقة وهذه المهرجانات، كنا نجلس ساعات طوالًا في ورشة العمل المسرحي؛ نناقش ونحلل هذه النشرات التي كانت تزخر بالعديد من المقالات والمواضيع المسرحية الثرية، ثم ندخل للمسرح لنطبق ما شاهدناه في أشرطة الفيديو ونعيد تركيبها وفلترتها من جديد، كل هذا ساهم في زيادة الخصيب المعرفي والثقافي لدى أعضاء ورشة العمل المسرحي.
• ما نصيب الثقافة في مساحة مسرحكم؟•• نفذنا عملًا مستوحىً من أعمال سيّد البيد، الشاعر محمد الثبيتي، بعنوان (كنا صديقين) وأهديناه، لروح أبي يوسف.