كأس العالم 1994 / أمريكا
البطل: البرازيل – الوصيف: إيطاليا – الثالث: السويد – الرابع: بلغاريا
الهداف: البلغاري/ خريستو ستويشكوف والروسي/ أوليج سالينكو / 6 أهداف
كادت المغرب تستضيف هذه النسخة لولا فارق الصوت الواحد الذي رجح كفة الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك في أقوى منافسة على استضافة كأس العالم مطلع صيف 1988، ووسط احتجاجات؛ كون البلد المضيف لا تحظى اللعبة فيه بالجماهيرية، لكن المفارقة أن البطولة لاحقاً حققت أكبر حضور جماهيري في تاريخ المونديال.
في هذه النسخة بدأ نظام النقاط الثلاث للفائز، وطبع أسماء اللاعبين على ظهر القمصان، وظهور الحكم الرابع المراقب للمباراة، وتغيير الزي الأسود الرسمي للحكام وظهور أزياء ملونة، ومنع نظام مسك الكرة من قبل الحارس إذا أعيدت من فريقه بعد ما حصل في مباريات المجموعة المملة عام 1990.
وأُوقف مارادونا بفضيحة المنشطات بوجود خمس مواد ممنوعة وكان الإبعاد من البطولة نصيبه مع الإيقاف (15) شهراً.
غابت إنجلترا وجميع الجزر البريطانية مثل ما حصل عام 1950، وغابت الدانمارك بطلة أوروبا 1992، وشاركت المملكة العربية السعودية لأول مرة في تاريخها ممثلة عن عرب آسيا، في المقابل شاركت المغرب، المثير أن المنتخبين كانا سوياً في المجموعة ذاتها.
الافتتاح جمع ألمانيا الموحدة وبوليفيا الغائبة عن البطولة (44) عاماً، كسبت ألمانيا اللقاء وكسبت أن تكون أول منتخب في العالم يحقق (3) نقاط من فوز بعد إقرار النظام، وباتت أول حامل لقب يفوز في مباراة افتتاحية لكأس العالم، افتتاحية المجموعة الأولى جمعت البلد المضيف ضد سويسرا وكانت أول مباراة في النهائيات تقام بملعب مغلق في التاريخ بملعب بونتياك سيلفردوم / ديترويت، في هذه المجموعة سجل الكولومبي اندرياس إسكوبار في مرماه أمام أمريكا، الأمر الذي دفع حياته ثمناً لاحقاً بعد المونديال هناك في كولومبيا.
سجل الروسي أوليج سالينكو (5) أهداف في مباراة واحدة فقط ضد الكاميرون محطماً الرقم القياسي ويكون بذلك أول لاعب في النهائيات والوحيد الذي يسجل هذا العدد من الأهداف، وشهدت كذلك المباراة مشاركة العجوز الكاميروني روجيه ميلا وتسجيله هدفاً بعمر (42 عاماً و39 يوماً) كأكبر لاعب في تاريخ النهائيات وأكبر لاعب يسجل هدفاً.
شهدت هذه النهائيات أول حالة طرد لحارس مرمى تلقاها الإيطالي جيانلوكا باليوكا في مباراة النرويج.
المجموعة الملكية والهدف العالمي:
الجارتان مملكة بلجيكا ومملكة هولندا والعربيتان المملكة العربية السعودية ومملكة المغرب، مجموعة نارية جداً تضم بينها منتخباً يشارك لأول مرة وهو المنتخب السعودي، الذي سيحقق الإعجاز لاحقاً، رغم أنها مدربه الأرجنتيني العبقري خورخي سولاري قد تم تعيينه قبل البطولة بأشهر قليلة جداً، تقدمت السعودية على هولندا في مواجهة البلدين بهدف تاريخي سجله النجم فؤاد أنور الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بكونه أول سعودي يسجل في نهائيات كأس العالم، ولكن منتخب هولندا بالخبرة وبأخطاء الحارس محمد الدعيع تمكن من الفوز في الرمق الأخير.
المواجهة العربية الأولى تاريخياً في النهائيات بعد انطلاقها بـ(64) عاماً جمعت السعودية والمغرب. تمكن المنتخب السعودي من مخالفة التوقعات وكسب (2/1) وسجل مهاجمه سامي الجابر من نقطة جزاء، وعزز الفوز قائده فؤاد أنور ليكون بذلك أول لاعب سعودي يسجل هدفين في تاريخ المملكة في كأس العالم.
مواجهة السعودية وبلجيكا الدقيقة الخامسة، سعيد العويران يشق طريقه نحو مرمى بلجيكا كما فعل مارادونا في 1986، انطلق سعيد من منتصف ملعبه وتجاوز كل اللاعبين ليجد نفسه أمام الحارس الكبير ميشيل برودوم ليضع الكرة في أقصى الزاوية مسجلاً هدفاً خرافياً مارادونيأً منهياً عذرية شباك بلجيكا، وتم اختيار هذا الهدف أجمل هدف في نهائيات 1994، وثالث أجمل هدف في مجمل نهائيات كأس العالم، كسبت السعودية لتكون أول منتخب عربي في آسيا وأفريقيا يحقق فوزين توالياً والوحيد، وتساوت المنتخبات الثلاثة بـ(6) نقاط وفصل بينها فارق الأهداف.
لم يعزز لاعبو المنتخب السعودي من فرصهم في تعزيز الهدف الخرافي أمام بلجيكا ودفعوا ثمناً لذلك بحلولهم في المركز الثاني وبالتالي فرضت عليهم مواجهة السويد القوية وثالث العالم لاحقاً، وواجهت هولندا إيرلندا الأضعف من السويد بكثير.
واجهت السعودية السويد ولكنها خسرت بثلاثية مقابل هدف، لتنتهي المغامرة السعودية عند هذا الحد، المباراة لم تخلُ من البصمة الرائعة بهدف سجله الشاب اليافع فهد الغشيان الذي سجل اسمه تاريخياً كأصغر لاعب عربي يسجل هدفاً في المونديال وعمره (20 عاماً و11 شهراً ويومين).
الدور ثمن النهائي لم يشهد مفاجآت وكانت النتائج طبيعة، عدا تأثر الأرجنتين بغياب قائدها الروحي والفني مارادونا فخرجوا من رومانيا، وعانت إيطاليا الأمرين حتى تتجاوز نيجيريا التي كانت تشارك لأول مرة في الوقت الإضافي.
الدور ربع النهائي لم تكن فيه سوى مفاجأة يتيمة حققتها بلغاريا حينما أقصت ألمانيا، وتخطت السويد رومانيا بصعوبة بركلات الترجيح، في الدور نصف النهائي تجاوزت إيطاليا بلغاريا وفي المقابل تجاوزت البرازيل السويد بهدف يتيم عسير.
مباراة المركزين الثالث والرابع تمثلت أهميتها بوجود الحكم الإماراتي علي بوجسيم وتفوقت فيها السويد على بلغاريا بسهولة.
النهائي الباهت الصامت:
نهائي البرازيل وإيطاليا تكرار لنهائي 1970 في المكسيك، وعلى عكس ذلك النهائي كان هذا النهائي رتيباً مملاً لم يشهد تسجيل أي هدف طيلة أربعة أشواط، وكما سمي دونادوني قاهر إيطاليا عام 1990 نال هذا اللقب روبرتو باجيو حينما طوّح بالضربة الحاسمة في سماء باسادينا وملعب روز بول، لتحقق البرازيل الكأس للمرة الرابعة كأول منتخب والوحيد في العالم آنذاك.
* مؤرخ رياضي