في خطوة تعكس التوجه العالمي المتسارع نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي، تم الكشف عن مسودة جديدة تسلط الضوء على سبعة مبادئ أساسية تهدف إلى تحقيق أقصى قيمة ممكنة من البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتأتي هذه الخطوة في وقت أصبح فيه التعامل مع البيانات الضخمة (Big Data) هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي والابتكار في مختلف القطاعات.

السياق العام: البيانات كنفط القرن الحادي والعشرين

لم يعد خافياً أن البيانات باتت تُوصف بأنها "النفط الجديد"، إلا أن قيمتها الحقيقية لا تكمن في مجرد جمعها، بل في كيفية معالجتها وتحليلها لاستخراج رؤى قابلة للتنفيذ. تاريخياً، كانت المؤسسات تعاني من تخمة المعلومات وصعوبة الاستفادة منها، ولكن مع تطور خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، أصبح من الممكن تحويل هذه البيانات الخام إلى أصول استراتيجية تدر عوائد مادية ومعنوية.

المبادئ السبعة وأهمية الحوكمة

تركز المسودة المطروحة على وضع إطار عملي يضمن استثمار البيانات بكفاءة. ورغم تنوع التفاصيل التقنية، فإن المبادئ السبعة في سياق إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي تتمحور عادة حول ركائز ثابتة تشمل:

• جودة البيانات: ضمان دقة وموثوقية المدخلات لضمان صحة المخرجات.
• إتاحة البيانات: تسهيل الوصول للمعلومات للأطراف المعنية مع الحفاظ على سريتها.
• الأمن والخصوصية: حماية البيانات من الاختراقات وضمان الامتثال للتشريعات.
• الشفافية: وضوح المنهجيات المستخدمة في تحليل البيانات.
• القيمة الاقتصادية: التركيز على البيانات التي تحقق عائداً استثمارياً ملموساً.
• الاستدامة: بناء بنية تحتية رقمية قابلة للتطوير.
• الأخلاقيات: ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة عادلة وغير متحيزة.

الأثر المتوقع: نقلة نوعية في الاقتصاد الرقمي

من المتوقع أن يكون لتبني هذه المبادئ تأثير واسع النطاق على المستويين المحلي والإقليمي. فعلى الصعيد الاقتصادي، سيساهم تطبيق هذه المعايير في رفع كفاءة التشغيل وتقليل التكاليف التشغيلية للشركات والمؤسسات الحكومية. كما سيعزز من قدرة صناع القرار على التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية بدقة عالية، مما يقلل من المخاطر الاستثمارية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات

إن الإعلان عن مثل هذه المسودات والمبادئ لا يعد مجرد إجراء تنظيمي، بل هو حجر زاوية في بناء بنية تحتية رقمية متينة. ومع استمرار التطور التكنولوجي، ستصبح القدرة على استخلاص القيمة من البيانات هي المعيار الفاصل بين المؤسسات الرائدة وتلك التقليدية. ويؤكد الخبراء أن الالتزام بهذه المبادئ سيعزز من الثقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمهد الطريق لمزيد من الابتكارات التي تخدم البشرية وتحسن جودة الحياة.

حققت شركة «سيبراني» (Cyberani) إنجازاً نوعياً جديداً يضاف إلى سجل قطاع الأمن السيبراني المتنامي في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وذلك من خلال تسجيلها نتائج ريادية في تقييمات «مايتر أتاك» (MITRE ATT&CK) لعام 2025. ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد التزام الشركة بتقديم أعلى معايير الحماية الرقمية وقدرتها التنافسية مع كبرى الشركات العالمية في مجال كشف التهديدات السيبرانية المعقدة.

معيار عالمي للتميز الأمني

تُعد تقييمات MITRE ATT&CK المعيار الذهبي والمستقل الأكثر موثوقية عالمياً لاختبار قدرات حلول الأمن السيبراني. وتعتمد هذه التقييمات على محاكاة واقعية لهجمات تشنها مجموعات قرصنة متقدمة ومعروفة، بهدف قياس قدرة الأنظمة الدفاعية على اكتشاف التحركات الخبيثة، وتحليلها، والاستجابة لها في الوقت الفعلي. نجاح «سيبراني» في هذا الاختبار يعكس نضجاً تقنياً عالياً في خدمات الكشف والاستجابة المدارة (MDR)، وقدرة فائقة على التعامل مع التكتيكات والتقنيات التي يستخدمها المهاجمون المحترفون.

تعزيز الأمن السيبراني في ضوء رؤية 2030

لا ينفصل هذا الإنجاز عن السياق العام للتحول الرقمي الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030. فمع تسارع وتيرة الرقمنة في القطاعات الحكومية والخاصة، واعتماد تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، تزداد الحاجة إلى حلول أمنية وطنية بمواصفات عالمية. يساهم تفوق شركة وطنية مثل «سيبراني» في تعزيز السيادة الرقمية للمملكة، وتقليل الاعتماد على المزودين الخارجيين في حماية البنى التحتية الحساسة والبيانات الوطنية.

الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية

من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية، يضع هذا التصنيف «سيبراني» في مصاف الشركات العالمية الكبرى، مما يفتح آفاقاً واسعة لتصدير الخدمات التقنية السعودية إلى الأسواق الإقليمية والدولية. كما يعزز ثقة المستثمرين والشركاء العالميين في البيئة الرقمية السعودية، حيث يعتبر الأمن السيبراني ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات التقنية وضمان استمرارية الأعمال.

مستقبل واعد في مواجهة التهديدات

في ظل تطور التهديدات السيبرانية وزيادة تعقيدها، لم يعد الاكتفاء ببرامج الحماية التقليدية مجدياً. يبرز هذا الإنجاز أهمية الانتقال نحو الأمن السيبراني الاستباقي الذي يعتمد على فهم سلوك المهاجمين (Behavioral Analysis) بدلاً من الاعتماد فقط على البصمات الرقمية المعروفة. وتؤكد نتائج تقييمات 2025 أن «سيبراني» تمتلك البنية التحتية والكوادر البشرية المؤهلة لقيادة هذا التحول وحماية الفضاء السيبراني من المخاطر المستقبلية.