التكنولوجيا
الروبوتات تدير ثلث الإنترنت: كيف تؤثر على الشبكة؟
ثلث الإنترنت تديره الروبوتات، تكتشف كيف تؤثر على حياتنا الرقمية وتغير مستقبل الذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية.
الروبوتات والسيطرة على الإنترنت
أظهرت دراسة حديثة أن حوالي ثلث حركة المرور على الإنترنت تأتي الآن من الروبوتات. هذه الروبوتات هي برامج متقدمة طورتها شركات مثل OpenAI وAnthropic، وتعمل على جمع البيانات لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. في بعض الأحيان، تتظاهر هذه الروبوتات بأنها مستخدمون حقيقيون للترويج للعملات الرقمية أو المحتوى التجاري.
ما هي الروبوتات وكيف تؤثر علينا؟
الروبوتات هي برامج تقوم بمهام معينة عبر الإنترنت بشكل تلقائي، مثل جمع المعلومات أو التفاعل مع المستخدمين. يمكن لهذه الروبوتات أن تكون مفيدة في تحسين الخدمات الإلكترونية، لكنها قد تُستخدم أيضًا لأغراض غير مشروعة مثل التلاعب بالمحتوى أو نشر الأخبار الزائفة.
تخيل أنك تبحث عن معلومات حول منتج معين، لكن معظم النتائج التي تظهر لك تم إنشاؤها بواسطة روبوتات تروج لهذا المنتج دون تقديم معلومات حقيقية. هذا يعني أنك قد لا تحصل على المعلومات الدقيقة التي تحتاجها لاتخاذ قرار مستنير.
نظرية الإنترنت الميت
في السابق، كان الإنترنت مساحة مليئة بالإبداع والمحتوى البشري الأصيل. اليوم، يشهد الإنترنت تحولاً تدريجياً نحو ما يُعرف بـ “نظرية الإنترنت الميت”. تعني هذه النظرية أن المحتوى الذي نراه أصبح يعتمد بشكل كبير على نسخ متكررة من الأفكار البشرية الأصلية، والتي تُعاد توزيعها بواسطة الخوارزميات.
كيف يؤثر ذلك على تجربتنا اليومية؟
عندما يصبح المحتوى مكررًا وغير أصيل، يفقد الناس القدرة على الوصول إلى تجارب وأفكار جديدة. مثلاً، إذا كنت تبحث عن وصفة طعام جديدة ولكن تجد نفس الوصفة مكررة في عدة مواقع دون أي إضافة جديدة أو تحسين، فإن ذلك يقلل من قيمة البحث ويجعله أقل إثارة للاهتمام.
تأثير الهيمنة المؤسسية
الشركات الكبرى تلعب دورًا كبيرًا في هذا التحول. بدلاً من الاعتماد على الإبداع البشري الفردي، تستغل هذه الشركات البيانات لتحقيق الأرباح عن طريق استبدال العناصر البشرية بالآلات. وهذا يؤدي إلى تحويل الإنترنت من مساحة للتعبير الإبداعي إلى نظام آلي يفتقر إلى التجربة الإنسانية الحقيقية.
لماذا يجب أن نهتم؟
عندما تصبح الشركات الكبرى هي المسيطرة على المحتوى الذي نراه ونسمعه عبر الإنترنت، نخسر جزءًا كبيرًا من جودة التواصل والمحتوى الذي اعتدنا عليه. مثلاً، إذا كانت جميع الأخبار التي تقرأها تأتي من مصدر واحد يتحكم فيه شركة كبيرة واحدة فقط، فقد تفقد القدرة على رؤية الأمور من زوايا مختلفة والحصول على صورة كاملة للواقع.
في النهاية, يجب علينا كمستخدمين للإنترنت أن ندرك تأثير هذه التحولات وأن نبحث دائمًا عن مصادر متنوعة وموثوقة للمعلومات لضمان تجربة إنترنت غنية ومفيدة للجميع.