التكنولوجيا
ذكاء اصطناعي يحول الأفكار لحركات: أمل لمرضى الشلل
ذكاء اصطناعي يحول الأفكار لحركات، يمنح الأمل لمرضى الشلل عبر تقنية واجهة الدماغ والحاسوب، تحكم في الأجهزة بدون جراحة!
نظام واجهة الدماغ والحاسوب: تقنية مبتكرة للتحكم في الأجهزة باستخدام العقل
طور باحثون من جامعة كاليفورنيا (UCLA) نظامًا جديدًا يتيح للأشخاص التحكم في أجهزة مثل الذراع الروبوتية أو مؤشر الشاشة باستخدام إشارات من الدماغ فقط، دون الحاجة إلى عمليات جراحية. يعتمد هذا النظام على تقنية تُسمى تخطيط النشاط الكهربائي للدماغ (EEG)، والتي تسجل الإشارات الكهربائية الناتجة عن نشاط الدماغ.
يستخدم النظام الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه الإشارات وتحويلها إلى أوامر حركية. كما يتضمن كاميرا مدعومة بالذكاء الاصطناعي لفهم نوايا المستخدم بشكل فوري، مما يجعل التحكم أكثر دقة وسرعة.
كيف يعمل النظام؟
يتم تسجيل إشارات الدماغ عبر قبعة خاصة يرتديها المستخدم. تقوم خوارزميات مخصصة بفك شفرة هذه الإشارات لتحديد نية الحركة، سواء كانت تحريك مؤشر شاشة أو ذراع روبوتية. ثم يتم دمج هذه المعلومات مع بيانات من الكاميرا لتوجيه الحركات بدقة.
على سبيل المثال، إذا أراد شخص ما تحريك المؤشر إلى اليمين، يقوم النظام بتحليل إشارات دماغه وتفسيرها كأمر لتحريك المؤشر في الاتجاه المطلوب.
التطبيقات العملية وتأثيرها على الحياة اليومية
أجرى الباحثون دراسة لاختبار فعالية هذا النظام الجديد. وشارك فيها أربعة أشخاص، بينهم شخص مصاب بالشلل. أظهرت النتائج أن المشاركين تمكنوا من إنجاز المهام بسرعة أكبر مقارنة بالطرق التقليدية لواجهات الدماغ والحاسوب.
هذا التطور يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات حركية. فالأشخاص المصابون بالشلل أو الأمراض العصبية مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS) يمكنهم استخدام هذا النظام لاستعادة بعض الاستقلالية في حياتهم اليومية.
تجربة المشاركين والنتائج
في التجارب التي أجريت، تمكن المشاركون من تحريك مؤشر الشاشة لتحقيق أهداف محددة بسرعة ودقة أكبر بكثير مما كان ممكنًا سابقًا. بالنسبة للشخص المصاب بالشلل الذي شارك في الدراسة، كانت هذه التقنية بمثابة خطوة كبيرة نحو القدرة على أداء مهام يومية بسيطة بشكل مستقل.
آفاق المستقبل والتحديات
يطمح الباحثون إلى تطوير تقنيات أقل تدخلاً وأكثر أماناً لمساعدة المرضى. الهدف هو تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية وتمكينهم من القيام بأنشطتهم اليومية بدون مساعدة خارجية.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها قبل أن تصبح هذه التقنية متاحة للجميع. تحتاج الأنظمة إلى تحسينات مستمرة لضمان الدقة والموثوقية وسهولة الاستخدام في البيئات المختلفة.
في النهاية، يمثل هذا الابتكار خطوة مهمة نحو مستقبل حيث يمكن للتكنولوجيا أن تعزز القدرات البشرية وتساعد الأفراد على التغلب على القيود الجسدية. ومع استمرار البحث والتطوير، قد نشهد تطبيقات أوسع لهذه التقنية في مجالات متعددة مثل الطب وإعادة التأهيل وحتى الترفيه.