عزا الاستشاري النفسي المهتم بالشأن الرياضي الدكتور عبدالرحمن علي، أسباب تراجع مستوى الهلال وتعرضه للهزائم في المباريات الأخيرة إلى خمسة أمور وهي:
تراجع مستوى اللاعبين لياقياً وفنياً، وهو ما أدى إلى غياب لغة التفاهم والانسجام داخل الملعب، وكثرة الأخطاء والاجتهادات الفردية، إذ أصبحت هجمات اللاعبين تنتهي بالهدر دون نتيجة محققة.
تراجع المستوى الفني والتكتيكي لمدرب الهلال جيسوس؛ الذي لم يتمكن في المباريات الأخيرة من السيطرة فنياً على زمام المباريات التي خاضها فريقه، إذ كثرت وتكررت أخطاء اللاعبين في جميع تلك المباريات بشكل واضح، فلم يضف جيسوس أي جديد في خططه للمباريات اللاحقة، وعدم معالجته للأخطاء جعلت المشكلة مستمرة.
الإجهاد الذي بدا واضحا على جميع اللاعبين نتيجة مواصلة اللعب داخلياً وخارجياً، وخلال أيام متواصلة دون وجود أيام راحة، وقد طال الإجهاد والتعب لاعبي الاحتياط الذين لم يستطيعوا صنع أي فارق في المباريات.
التعرض للهزائم المتواصلة لعب دوره النفسي على اللاعبين والمدرب، وانعكس تأثير تلك الهزائم على الجماهير التي تعرضت بدورها للصدمة والدهشة من الهزائم المتكررة وتراجع مستوى فريقها، كما أن هذه الهزائم جعلت الفريق الآن أمام مسؤولية مضاعفة للخروج من دائرة الهزائم وكسب ثقة الجماهير مجدداً.
تراجع مستوى الحارس ياسين بونو، وقد لاحظت جماهير الهلال ذلك وخصوصا النتائج الكبيرة التي سجلت في مرماه في مباراتي الاتحاد والأهلي، وكانت هذه النتائج محل دهشة واستغراب الجماهير التي لم تعتد على مشاهدة هذه الأهداف الكبيرة في مرمى ياسين بونو، وهذا الأمر يستوجب من اللاعب أن يعيد النظر في مستواه ويعالج جميع أخطائه.
وقال الدكتور علي: إن المدرب واللاعبين مطالبون الآن بمعالجة كل الأخطاء للظهور مجدداً بمستوى يليق بسمعة الزعيم وصولاته وجولاته، ذلك الهلال الذي اعتاد على رسم الفرحة على وجوه جماهيره، فتكرار الهزائم دون أي معالجات سيبقي الحال على ما هو عليه، إذ لم تعتد الجماهير الهلالية على هذا المستوى والهزائم المتتالية، وأصبح حال لسانها يقول «تعادل ولا هزيمة».
وتابع: «من وجهة نظر شخصية، ذهبت معظم الآراء الرياضية إلى إقالة المدرب جيسوس، وقد يكون هذا الحل مناسباً نظرياً، ولكنه لا يمثل عملياً الحل الجذري في الوقت الحالي، لا سيما أن جيسوس صنع فريقاً متكاملاً واعتاد اللاعبون عليه وعلى جهازه الفني، فالمدرب يحتاج إلى فرصة أخيرة حتى يلملم أوراقه مجدداً، وفي حال استمر وضع الهلال على تراجع المستوى فهنا يكون الحل الأخير هو البحث عن مدرب آخر يصنع الهلال من جديد ويحافظ على تاريخه العريق ويضع بصمته في النادي».
وختم بقوله: «تعرّض الهلال للهزائم المتتالية يؤكد وجود العديد من المشكلات الفنية والتكتيكية التي تحتاج إلى معالجات عاجلة وتدخل سريع لعودة الفريق إلى مكانه الطبيعي، فالمخاوف الآن أن يفقد الهلال وصافة الدوري بسبب تراجع مستواه ويبحث عن التعادل في كل مبارياته»، وفي الاتجاه الآخر تلتمس الجماهير الهلالية من فريقها أن يخرج من حالة اليأس والإحباط إلى حالة الفرحة ونشوة الفوز التي اعتادت عليها طوال الفترة السابقة.