انطلقت اليوم في العاصمة المغربية الرباط، صافرة البداية للنسخة الخامسة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، الحدث الرياضي الأبرز في القارة السمراء. وسط أجواء احتفالية كبرى وحضور جماهيري غفير، تستضيف المملكة المغربية هذا العرس الكروي الذي يستمر حتى الثامن عشر من يناير المقبل، بمشاركة 24 من أقوى المنتخبات الأفريقية التي تتنافس بشغف على اللقب القاري المرموق.

خلفية تاريخية وأهمية البطولة

تعتبر بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي انطلقت لأول مرة عام 1957، بمثابة التجمع الكروي الأهم الذي يوحد شعوب القارة ويعكس تطور كرة القدم فيها. وتأتي استضافة المغرب لهذه النسخة لتعزز من مكانته كقوة رياضية رائدة في أفريقيا، وهي المرة الثانية التي تحتضن فيها المملكة البطولة بعد نسخة عام 1988. ويُنظر إلى هذه الاستضافة كفرصة تاريخية للمغرب لإظهار قدراته التنظيمية الهائلة وبنيته التحتية المتطورة، خاصة بعد النجاح الباهر الذي حققه منتخب “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022 وبلوغه نصف النهائي.

نظام البطولة وأبرز المنافسين

تم توزيع المنتخبات الـ 24 المشاركة على ست مجموعات متوازنة، مما ينبئ بمنافسات قوية ومباريات مثيرة منذ اليوم الأول. جاءت المجموعات على النحو التالي:

• المجموعة الأولى: المغرب، ومالي، وزامبيا، وجزر القمر.
• المجموعة الثانية: مصر، وجنوب أفريقيا، وأنغولا، وزيمبابوي.
• المجموعة الثالثة: نيجيريا، وتونس، وأوغندا، وتنزانيا.
• المجموعة الرابعة: السنغال، والكونغو الديمقراطية، وبنين، وبوتسوانا.
• المجموعة الخامسة: الجزائر، وبوركينا فاسو، وغينيا الاستوائية، والسودان.
• المجموعة السادسة: كوت ديفوار (حامل اللقب)، والكاميرون، والغابون، وموزمبيق.

وإلى جانب المنتخب المغربي المستضيف، تتجه الأنظار نحو منتخبات عريقة تمتلك تاريخاً حافلاً في البطولة، مثل منتخب مصر، الأكثر تتويجاً باللقب، والسنغال، ونيجيريا، والجزائر، مما يرفع من مستوى التوقعات والحماس.

مباراة الافتتاح والتأثير المتوقع

وقص شريط المنافسات مباراة الافتتاح التي جمعت بين المنتخب المغربي ومنتخب جزر القمر على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط. دخل “أسود الأطلس” المباراة مدعومين بجمهورهم الكبير، ساعين لتحقيق بداية قوية تمنحهم دفعة معنوية هائلة في رحلتهم نحو التتويج باللقب على أرضهم. ولا يقتصر تأثير البطولة على الجانب الرياضي فحسب، بل يمتد ليشكل رافعة اقتصادية وسياحية مهمة للمغرب، حيث من المتوقع أن تجذب البطولة آلاف المشجعين من مختلف أنحاء القارة والعالم، مما ينعش قطاع الفنادق والنقل والخدمات، ويعزز صورة المغرب كوجهة عالمية آمنة ومتميزة.

استأنف فريق الفيحاء الأول لكرة القدم تدريباته الجماعية عصر يوم الأحد على ملعب معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري بمقر النادي في المجمعة، وذلك بعد فترة توقف قصيرة. تأتي هذه العودة للتدريبات في إطار التحضيرات الجادة للمواجهة المرتقبة أمام نادي الحزم يوم الخميس المقبل، ضمن منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين، الذي يزداد إثارة وتنافسية جولة بعد جولة.

قاد الحصة التدريبية المدير الفني البرتغالي بيدرو إيمانويل، الذي ركز مع طاقمه المساعد على رفع المعدل اللياقي والجاهزية الفنية للاعبين. بدأت التدريبات بتمارين استرجاعية واستشفائية في الصالة الرياضية المجهزة بالنادي، بهدف إزالة الإرهاق البدني وتجهيز اللاعبين للمرحلة المقبلة. عقب ذلك، انتقل الفريق إلى أرض الملعب، حيث تم تنفيذ مجموعة من المحطات التكنيكية المتنوعة التي تهدف إلى صقل المهارات الفردية، تلتها تطبيقات فنية وتكتيكية ركز من خلالها المدرب على تطبيق بعض الجمل التي ينوي الاعتماد عليها في المباراة القادمة. واختتم المران بمناورة على منتصف الملعب شهدت حماساً كبيراً بين اللاعبين ورغبة في حجز مقعد في التشكيلة الأساسية.

أهمية المباراة في سياق المنافسة

تحمل هذه المباراة أهمية كبرى لكلا الفريقين في سباق دوري روشن. يسعى الفيحاء، بطل كأس خادم الحرمين الشريفين لعام 2022، إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق فوز يعزز من موقعه في المنطقة الدافئة بجدول الترتيب والابتعاد عن أي حسابات معقدة في المراحل القادمة من الموسم. الفوز سيمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة لمواصلة تقديم مستويات مميزة.

على الجانب الآخر، يدخل الحزم اللقاء وهو يدرك أن كل نقطة يكتسبها، خاصة خارج ملعبه، تعد ثمينة في صراعه لتحسين مركزه والهروب من مناطق الخطر. تعتبر مباريات كهذه فرصة لإثبات القدرة على منافسة فرق الدوري وتحقيق نتائج إيجابية قد تكون حاسمة في نهاية الموسم. هذا الصراع على النقاط الثلاث يَعِد بمباراة قوية ومفتوحة من الطرفين.

دوري روشن والاهتمام العالمي

تأتي هذه المواجهة في ظل تحول تاريخي يشهده الدوري السعودي للمحترفين، الذي بات يعرف بـ “دوري روشن”، حيث استقطب كبار نجوم كرة القدم العالميين، مما رفع من مستواه الفني وجعله محط أنظار المتابعين حول العالم. لم تعد المنافسة مقتصرة على أندية القمة فقط، بل أصبحت كل مباراة تحمل طابعاً تنافسياً عالياً، وهو ما ينعكس على استعدادات فرق مثل الفيحاء والحزم التي تطمح لترك بصمتها في هذا الموسم الاستثنائي.