أربع نسخ مضت من النجاحات، كُتب فيها الإبداع على أرض المملكة لحدث رياضي عالمي ممثلاً ببطولة «فورمولا1»، وفي النسخة الخامسة تواصل البطولة مرورها من المكان نفسه الذي حفظ ذكريات لا تُنسى، لنجوم عالميين وجماهير شغوفة ووسائل إعلام محلية ودولية تسابقت على الحضور والتغطية باحترافية.

بداية من مساء الجمعة القادم، تعود عروس البحر الأحمر (جدة) لتخطف الأنظار من جديد، عبر استضافتها النسخة الخامسة من سباق جائزة السعودية الكبرى STC لـ«فورمولا1»، أحد أبرز الأحداث الرياضية العالمية، والمقرر إقامته خلال الفترة من 18 إلى 20 أبريل 2025، بعد إسدال الستار على الجولة الماضية التي أقيمت في البحرين.

ومنذ انطلاق النسخة الأولى لـ«فورمولا1» في جدة 2021، نجحت المملكة العربية السعودية في ترسيخ مكانتها كوجهة محورية في عالم رياضة المحركات؛ إذ لم تكن الاستضافة مجرد فعالية رياضية، بل جزءاً من إستراتيجية وطنية طموحة تستهدف تطوير القطاع الرياضي وتعزيز الحضور العالمي للمملكة في شتى المجالات.

حلبة كورنيش جدة موطن هذا السباق العالمي، أصبحت أحد أبرز محطات «فورمولا1»، بعد أن شُيّدت في زمن قياسي لم يتجاوز سبعة أشهر. وجاء تصميمها الفريد ليجعلها واحدة من أكثر الحلبات تحدّياً في العالم؛ فهي ثاني أطول حلبة في تاريخ «فورمولا1» بطول 6.176 كيلومتر، وأسرع حلبة شوارع بمتوسط سرعة يصل إلى 252.8 كم/ساعة، وتضم 27 منعطفاً وثلاث مناطق DRS، ما يمنح عشاق السرعة تجربة استثنائية لا تُنسى.

وكان آخر مواعيد الإثارة التي شهدتها جدة لأشهر سباق عالمي للسيارات، وسط حضور جماهيري عالمي لافت، وبمشاركة إعلامية واسعة تمثلت في أكثر من 300 إعلامي من 41 جنسية مختلفة، سعياً لنقل آخر الأخبار وأبرز المستجدات، كما حظي الحدث بتغطية إعلامية ضخمة عبر أكثر من 50 قناة تلفزيونية دولية، إضافة إلى مشاركة 114 جهة إعلامية دولية و28 جهة محلية، في 2024، الأمر الذي يعكس تجدد نجاحات الحدث الرياضي الكبير على أرض المملكة.

وعلى مضمار حلبة كورنيش جدة العالمي حيث تلتقي السرعة بالإثارة، سطّر الأبطال أسماءهم في سجلات التاريخ؛ إذ تمكن البريطاني لويس هاميلتون من الفوز في أول النسخ على أرض المملكة، قبل أن يتمكن ماكس فيرستابن، من الفوز في النسخة الثانية، ثم حقق سيرجيو بيريز النسخة الثالثة، قبل أن يستعيد فيرستابن نجاحاته بتحقيقه لقب النسخة الماضية، الرابعة على التوالي على أرض المملكة.

الآن.. وقبل انطلاق الحدث المنتظر، يعيش محبو رياضة المحركات ترقباً كبيراً لما سيحمله السباق من أحداث تكتب فصولها في سجلات بطولة «فورمولا1»، في خامس النسخ التي تستضيفها المملكة على التوالي، مجسدة بذلك كونها وجهة عالمية مفضلة لمختلف الرياضات عموماً، ولرياضة المحركات خصوصاً، في ظل الجهود المتواصلة لوزارة الرياضة نحو تحقيق المستهدفات الوطنية والمساهمة في تطور القطاع الرياضي وتنمية الاقتصاد الوطني.

تأهل منتخب كوريا الشمالية إلى الدور قبل النهائي بعد فوزه الكبير على إندونيسيا بنتيجة 6-0 أمس (الإثنين) على الملعب الرديف لمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، ضمن ربع نهائي كأس آسيا للناشئين تحت 20 عاماً 2025 في السعودية.

سجل أهداف كوريا الشمالية تشوي سونغ هون وكيم يو جين وري كيونغ بونغ وكيم تاي غوك وري كانغ ريم وباك جو وون، وتأهل الكوري الشمالي ليتقابل في الدور قبل النهائي مع أوزبكستان التي تغلبت على الإمارات 3-1.

دخل المنتخب الكوري اللقاء ببداية قوية لينجح في افتتاح التسجيل في وقت مبكر إثر كرة عرضية عالية من ركلة ركنية إلى المدافع تشوي سونغ هون ليسددها مباشرةً في المرمى (د:7)، وجاءت أولى المحاولات للمنتخب الإندونيسي عندما سدد إيفاندرا فلورستا كرة عالية من ركلة حرة مباشرة من خارج الجهة اليمنى لمنطقة الجزاء مرّت قريبة بجوار القائم (د:10).

وعاد المنتخب الكوري ليفرض سيطرته على وسط الملعب ليتمكن كيم يو جين من إحراز الهدف الثاني بعد تسديدة قوية تغير اتجاهها من قدم المدافع ماثيو لتخادع الحارس (د:19)، ولم تتغير النتيجة إلى أن انتهى الشوط الأول بهدفين دون مقابل لكوريا الشمالية.

وواصل الكوري الشمالي سيطرته لينجح في تعزيز تفوقه بالهدف الثالث بعد أن سدد ري كيونغ بونغ كرة قوية ارتدت من أسفل العارضة قبل أن تستقر في المرمى (د:48).

وبعد 12 دقيقة احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لكوريا تقدم لها كيم تاي غوك وسددها قوية هدفاً رابعاً (د:60)، وبعد دقيقة واحدة فقط تمكن البديل ري كانغ ريم من تجاوز الدفاع والحارس ليسكنها الشباك هدفاً خامساً (د:61)، ومن ركلة زاوية وصلت الكرة للاعب باك جو وون الذي صوّبها أرضية قوية في المرمى الإندونيسي هدفاً سادساً (د:77).

بعد ذلك، مضت الدقائق المُتبقية من زمن المباراة دون وجود محاولات خطيرة على كلا المرميين، لتبقى النتيجة على حالها بتفوق المنتخب الكوري الشمالي الكبير بستة أهداف دون مقابل، ليتأهل بذلك للدور نصف النهائي ويضرب موعداً مع أوزبكستان.

خلال 60 يوماً تمكنت المنتخبات السعودية بمختلف فئاتها من تحقيق العديد من الإنجازات، لتحصد ثمار عمل كبير وخطة طموحة وضعها الاتحاد السعودي لكرة القدم بدعم سخي ولا محدود من القيادة الرشيدة للقطاع الرياضي بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص، وباهتمام ومتابعة مستمرة من وزارة الرياضة التي سخّرت كافة الإمكانات لتهيئة المجال أمام المنتخبات الوطنية لتحقيق تطلعات الجماهير السعودية، إذ تواصل المنتخبات الوطنية للفئات السنية تحقيق النتائج والأرقام المميزة، التي شهدت خلال الفترة الأخيرة تحقيق العديد من النجاحات القارية، ومن المتوقع أن تكتمل هذه الأنجازات بتأهل المنتخب الأول لمونديال 2026 عندما يخطف بطاقة التأهل.

أخضر 20 عاماً ومونديال تشيلي

البداية كانت بتأهل المنتخب الوطني للشباب إلى نهائيات كأس العالم تحت 20 عاماً، وذلك بعد مشوار مميز في كأس آسيا للشباب استمر فيه حتى المباراة النهائية أمام أستراليا التي فازت باللقب بركلات الترجيح، فيما قدم شباب الأخضر نسخة مميزة في النسخة الآسيوية تبشر بظهور لافت في كأس العالم (تشيلي 2025)، التي تمثل إعداداً قوياً للمنتخب الذي سيخوض غمار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية (لوس أنغلوس 2028)، إذ حقق «الأخضر الشاب» نتائج كبيرة خلال مشاركته في البطولة لعل من أبرزها فوزه في نصف النهائي على كوريا الجنوبية التي كانت من أبرز المرشحين للفوز باللقب القاري.

مونديال قطر

وعلى خطى الشباب، حقق منتخب الناشئين إنجازاً تاريخياً بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم (قطر 2025) في أول حضور لكرة القدم السعودية في مونديال الناشئين منذ عام 1989 الذي شهد إنجازاً تاريخياً بتتويج الأخضر باللقب العالمي، ولم يكتف «أخضر الناشئين» بإنجاز التأهل إلى كأس العالم، حيث واصل مشواره في كأس آسيا تحت 17 عاماً ليتأهل إلى نصف النهائي لأول مرة منذ عام 1992 بعدما أقصى المنتخب الياباني أحد أبرز المرشحين للمنافسة على لقب آسيا.

إنجاز «الشاطئية»

ومن الملاعب الخضراء إلى الملاعب الرملية تواصلت إنجازات الكرة السعودية، حيث حقق المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية إنجازا تاريخيا بتأهله إلى نصف نهائي بطولة كأس آسيا لكرة القدم الشاطئية. وتعد هذه المرة الأولى التي يتأهل فيها «أخضر الشاطئية» إلى نصف نهائي البطولة الآسيوية، وذلك في مشاركته الثالثة فقط بالبطولة.

وخلال 6 سنوات فقط، حقق المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية قفزة تاريخية في تصنيف المنتخبات، وذلك من المركز الـ114 في عام 2019 إلى المركز 19 عالميا في 2025، الأمر الذي يعكس تصاعدا في مستوى كرة القدم السعودية الشاطئية التي وضعت نفسها في مصاف القوى الآسيوية في اللعبة.