عندما يتحدث كارلو أنشيلوتي عن كيليان مبابي، يعبر المدرب الإيطالي عن قناعة واضحة بأن المهاجم الفرنسي لديه القدرة على مضاهاة بل وربما تجاوز أرقام الأسطورة كريستيانو رونالدو في ريال مدريد. تصريح أنشيلوتي جاء بعد الأداء المذهل لمبابي في دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر سيتي، حيث قاد الفريق الملكي لانتزاع فوز كبير بعد تسجيله هاتريك رائع.
بداية مبابي مع ريال مدريد كانت استثنائية بكل المقاييس. في موسمه الأول مع النادي الملكي، سجل المهاجم الفرنسي 25 هدفًا قبل مواجهة مانشستر سيتي، بما في ذلك أول هاتريك له مع الفريق ضد ريال بلد الوليد. لكن في مباراة سيتي، تمكن مبابي من تسجيل ثلاثية على أعلى مستوى، ليؤكد للجميع أنه على موعد مع كتابة فصل جديد في تاريخ النادي الكبير.
على الرغم من أن مبابي لا يزال بعيدًا عن تحطيم الرقم القياسي لرونالدو في النادي، حيث سجل الأخير 422 هدفًا في 438 مباراة مع ريال مدريد، فإن البداية التي بدأ بها المهاجم الفرنسي تُظهر أنه يمتلك كل المقومات التي تؤهله للوصول إلى هذه الأرقام وربما تجاوزها. رونالدو، الذي سجل أكثر من 100 هدف في دوري أبطال أوروبا، ترك إرثًا هائلًا في النادي الملكي، ولعب دورًا أساسيًا في تحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية.
لكن مبابي، الذي لا يزال في السادسة والعشرين من عمره، يمتلك إمكانيات بدنية وفنية لا تضاهى. سرعته الفائقة، مهاراته الفنية في المراوغة، وقدرته المدهشة على تسجيل الأهداف تحت الضغط، تجعل منه مهاجمًا من طراز فريد. وكما أشار أنشيلوتي، مبابي لديه ما يلزم للوصول إلى مستوى رونالدو، لكن الطريق طويل ويحتاج إلى العمل المستمر والتحلي بالصبر.
من الناحية الإحصائية، يبدو أن مبابي على الطريق الصحيح لتحقيق أرقام قياسية، فقد سجل المهاجم الفرنسي معدل أهداف مذهل بلغ 0.91 هدف في المباراة عبر مسيرته التي بدأها في موناكو، ثم انتقل إلى باريس سان جيرمان ومن ثم ريال مدريد. هذه المعدلات إذا استمرت على هذا النسق يمكن أن تجعل من مبابي أحد أعظم الهدافين في تاريخ النادي الملكي، طبقا لتقرير نيويورك تايمز.
ورغم أن مبابي لم يصل بعد إلى ذروة أرقام رونالدو التي كانت في ذروتها في موسم 2010-2011، حيث سجل أكثر من 50 هدفًا في كل موسم، فإن مبابي قد يكون على أعتاب تكرار ذلك إن حافظ على مستواه واستمر في التحسن.
إضافة إلى ذلك، هناك عامل آخر مهم قد يكون مؤثرًا في مسار مبابي مع ريال مدريد، وهو قوة الفريق المحيطة به. بينما كان رونالدو في ريال مدريد يستفيد من مساندة لاعبين مثل كريم بنزيمة وغاريث بيل، فإن مبابي الآن يشارك في الهجوم مع لاعبين مثل فينيسيوس جونيور، رودريغو، وجود بيلينغهام، وهو ما قد يوفر له فرصًا أكبر للتسجيل وتحقيق المزيد من الأهداف.
بالمجمل، بينما يبقى الطريق أمام مبابي طويلًا، فإن البداية القوية التي حققها مع ريال مدريد تشير إلى أن المهاجم الفرنسي يمتلك ما يلزم ليكون في مصاف أعظم اللاعبين في تاريخ النادي. ومع استعداد الفريق الملكي لتحقيق المزيد من النجاحات في البطولات المحلية والقارية، فإن الأمل معقود على أن يستمر مبابي في هذا المنحى ويكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجل ريال مدريد.