جاء قرار نجم تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش الأسبوع الماضي بعدم اللعب للمنتخب الوطني لبلاده المغرب مثيرا للغضب في الأوساط الرياضية والكروية المحلية. وكان القرار نتيجة تعرضه لما وصفه اللاعب بالكذب، ملمحاً بذلك لتصريحات وحيد خاليلوزيتش مدرب المنتخب المغربي.
وشكل قرار الاعتزال دوليا للنجم زياش ضغطا كبيرا على اتحاد الكرة المغربي؛ خشية وقوع الآثار السلبية لقرار زياش على مواقف كل المحترفين خارجيا والمتحدرين من أصول مغربية في التعامل مستقبلا مع دعوتهم لحمل قميص «الأسود»، خصوصا أن اعتزال زياش جاء نتيجة سوء تدبير من إدارة المنتخبات والمدير الفني، فضلا عن تحفظ اتحاد الكرة وعدم تدخله لتصحيح الوضع ومعالجة المشكلة بين المدرب ونجم المنتخب ولاعبه الأهم الذي خاض 40 مباراة دولية وسجل 17 هدفا.
وتفاعلت جماهير ومحبو المنتخب المغربي بشكل قوي مع قرار اعتزال زياش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرته خسارة كبيرة لمنتخب المغرب المقبل على مرحلة حاسمة في أمر تأهله إلى «المونديال» بعد الإقصاء من ربع نهائي كأس أفريقيا للأمم.
وقال الإعلامي المغربي أمين السبتي: «ما قاله زياش يمس بسمعة كرة القدم المغربية أنديةً ومنتخبات. سمعةٌ تُصرف عليها الملايين دون نتائج مرضية على أرض الواقع. ما الأمور التي يعرفها زياش عن الكيفية التي يدار بها المنتخب؟ هل هي نفس الأمور التي تحدث عنها عموتة ذات يوم؟ وإن كانت هي ذاتها (أي تدخل الوكلاء وما إلى ذلك في الخيارات) لماذا يلبس المدرب وحيد ثوب الصارم الصامد الذي لا يقبل أي تجاوز أو تدخل؟».
وأضاف الإعلامي المغربي: «القائمون على الرياضة مطالبون بالخروج وشرح هذه المهزلة أمام المالك الحقيقي للمنتخب وهو الجمهور. مطالبون بالتنحي وفسح المجال أمام الراغبين في تحمل المسؤولية للاشتغال في الرياضة فقط. الإجابة عن ما قاله زياش يجب أن تكون اليوم قبل الغد، والشرح وجب أن يكون منطقياً وبدون لغة خشب، فكل من يشتغل في دائرة المنتخب هم موظفون عند المغاربة».
وأكد حكيم زياش في تصريح لقناة أبوظبي الرياضية «لقد اتخذت قراري بشكل نهائي ولن أعود للمنتخب المغربي مرة أخرى. تركيزي الكامل الآن مع فريقي تشيلسي»، مشيرا «الأمور محسومة بالنسبة لي. أحترم قرار المدرب بإبعادي لكن في نهاية المطاف أنا أعرف كيف تدار الأمور في المنتخب».
وأوضح نجم تشيلسي الإنجليزي: «أتفهم الغضب الذي سيشعر به المغاربة تجاه هذا القرار وأنا متأسف عن ذلك، لكن الوضعية ستكون هكذا حالياً».
وقال وحيد خاليلوزيتش في مؤتمر صحفي «لقد تحدثت في هذا الموضوع في الكثير من المرات، وسبق لي أن سامحت زياش مرتين، لكن هناك حدودا لا يمكن تجاوزها، حتى الأب هناك حدود لا يمكن تجاوزها أمامه، اللاعب كانت لديه مشاكل مع المدرب السابق، الذي ذهب إليه من أجل إعادته إلى المنتخب، أما أنا فلن أذهب إليه، سامحته مرة أولى وثانية، وهنا انتهى الأمر».
وأضاف خاليلوزيتش «لقد أعطيت اللاعب شارة عمادة الفريق، وعندما تم الاحتجاج عليه من طرف الجمهور، أنا من دافعت عنه… لقد شارك في نهائيات كأس أفريقيا للأمم في مصر، وكان أكثر شخص يتعرض للاحتجاج، هل تعتقدون أن هذا النوع من اللاعبين يستطيع تقديم الإضافة إلى المنتخب الوطني، لا أعتقد ذلك»، مشيرا الى أن زياش «ليس منقذا للمنتخب الوطني، أنا أؤمن باللعب الجماعي، لو رأيتم كيف يتصرف هذا اللاعب في الحصص التدريبية لما راقكم الأمر».