باتت السعودية لاعباً محورياً في العديد من الرياضات مع جذبها لاعبين على مستوى عالمي؛ مثل كريستيانو وبنزيما وكانتي ونيفيز، ورغم بعض الانتقادات، إلا أن المملكة ترغب في زيادة عمق الاقتصاد وتسليط أنظار العالم نحوها. بهدوء وابتسامة ارتسمت على محياه، ردَّ وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، على سؤال وُجه إليه ضمن برنامج (60 دقيقة)، حول (الغسل الرياضي) وعلاقته بالسعودية، وإن كان سمع بتلك العبارة ومدلولاتها، ضمن مقابلة على قناة CBS الأمريكية، فقال الأمير عبدالعزيز للمذيع جون ويرثيم: «لا أتفق مع هذا المصطلح إطلاقاً، بل أعتقد أن على الجميع أن يأتوا للسعودية ويروا الصورة الحقيقية لما هي عليه، ثم يتخذوا قرارهم بعد أن يروا بأنفسهم».
في الجانب الآخر، ونظراً للهيمنة الغربية على القطاع الرياضي لعقود، وفي ظاهرة متزايدة النمو في معظم وسائل الإعلام الغربية، فإن أي نشاط سعودي رياضي يواجه باتهامات استخدام الرياضة في تفسيرٍ ضيق ومتحيز ولتغذية صورة سلبية عن السعودية وبتفسيرات متحيّزة.
منظور استراتيجي
منذ أن أعلنت المملكة عن رؤيتها الاستراتيجية؛ التي ترتكز على (مجتمع حيوي، اقتصاد مزهر، وطن طموح)، تشهد الرياضة والقطاع الرياضي اهتماماً وتطوراً غير مسبوق من نوعه؛ هذا الاهتمام من منظور استراتيجي سعودي، هو إيمانٌ بقدرة الرياضة على المساهمة في تحقيق جميع الركائز الثلاث للرؤية وما تحويها من أهداف.
أما محاولات المملكة شراء أفضل نجوم كرة القدم، فهي خطوة أولى لمشروع طموح برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ بهدف أن يكون للمملكة، بحلول عام 2030، واحد من أفضل 10 دوريات على مستوى العالم، ومن ضمن المساعي؛ نقل ملكية أندية كبرى إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي بنسبة 75%؛ سعياً لرفع القيمة السوقية للأندية، وتحقيق الترفيه والاستثمار، وتعدد موارد الدخل للمملكة. ونجحت أندية الدوري السعودي بالتعاقد مع عددٍ من اللاعبين الكبار أمثال كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ومارسيلو بروزوفيتش وانغولو كانتي وروبن نيفيز وكوليبالي في سوق الانتقالات الصيفية أخيراً.
نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ورئيس الإدارة العامة للاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يزيد الحميّد قال: إن إطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية في السعودية سيسهم في تعزيز دور الاقتصاد الرياضي بعملية التحول التي تقودها رؤية المملكة 2030. وأضاف «أن المشروع سيُسهم في تحقيق نقلة نوعية في القطاع الرياضي، من خلال استحداث فرص استثمارية جاذبة في هذا القطاع». وقال الحميّد: إن المشروع يتماشى مع دور صندوق الاستثمارات في إطلاق وتطوير قطاعات استراتيجية في المملكة، وتعزيز أثرها الاقتصادي، ومنها قطاع الرياضة. وتابع: «دور الصندوق يكمن في الاستثمار في هذه القطاعات الواعدة بهدف تطويرها وتحويلها إلى قطاعات جاذبة للاستثمار، ونحن فخورون بأن نكون جزءاً من رحلة التطور التي يشهدها قطاع الرياضة في المملكة، وأن نساهم في إطلاق وتمكين قدرات القطاع الرياضي».
نفقات «ضخمة»
في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومقدار النفقات عليه بالتحديد (إسرافٌ) ليس بالشيء الجديد؛ فهيمنة الأندية الإنجليزية على الميركاتو، أظهرت الاختلال المزمن في كرة القدم الأوروبية، وعزّزت العرف السائد في الأوساط الرياضية بأن الدوري الإنجليزي (كوكب مختلف).
أرقام تفوق بأضعاف ما تحصّله مختلف الدوريات حول العالم ككل، ظهر ذلك جلياً خلال المواسم الماضية، واستمر بذخ تلك الأندية ضمن أسواق الانتقالات، دون اكتراث لتبعات التعاقد، ودون أن ينتقدها أحد أو يستهدفها؛ كما وصف جيمي كاراغر وغاري نيفل أو حتى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفرين؛ مهاجمين سياسة استقطاب نجوم من أوروبا للعب في الأندية السعودية، وليرد لاعب مانشستر يونايتد المعتزل ريو فرديناند (عبر مقطع فيديو) على كاراغر، متهماً إياه بالنفاق لعدم ذكره لزميله ستيفن جيرارد (مدرب نادي الاتفاق) وقال: «أين أنت يا رجل؟، في الآونة الأخيرة سمعت الكثير من الكلام السلبي بشأن السعودية.. كنت غاضباً بعد أن سمعت خبر اقتراب انتقال (نجم مانشتسر سيتي) للعب في السعودية، مطالباً بفتح تحقيق». وأضاف: «صديقك جيرارد؛ الذي اعتدت أن تحمل حذاءه وحقيبته إلى المباريات في الأنفيلد، ذهب إلى السعودية ولم تنبس ببنت شفة، ولم تخبرنا كم أنت محبط من ذهابه للعمل هناك». وأكد فيرديناند دعمه الكامل لجميع اللاعبين والمدربين، الذين يرحلون إلى المملكة.
يُذكر أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز صرفت 815 مليون جنيه إسترليني مقابل رسوم انتقالات اللاعبين؛ بواقع 53% من الإنفاق العالمي، كأعلى نسبة على الإطلاق. وفي الواقع، أنفق تشيلسي في يناير حوالي 288 مليون جنيه إسترليني (354 مليون دولار)؛ أي أكثر من إجمالي جميع الأندية في الدوري الألماني والإسباني والإيطالي والفرنسي. وتم إنفاق أكثر من 275 مليون جنيه إسترليني (338 مليون دولار) في يوم الموعد النهائي وحده قبل إغلاق النافذة أمام الأندية الإنجليزية.
وفي حين تم ضمان ارتفاع الإنفاق إلى رقم قياسي بعد أن تم تسجيل 1.9 مليار جنيه إسترليني (2,3 مليار دولار) في سوق الانتقالات الصيفية في سبتمبر، فإن الإجمالي النهائي هو ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 1,4 مليار جنيه إسترليني (1,7 مليار دولار) في عام 2017.
كما تم بالفعل تحطيم الرقم القياسي للإنفاق الشتوي لعام 2018؛ البالغ 430 مليون جنيه إسترليني (529 مليون دولار) من قبل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قبل يوم الموعد النهائي، مع زيادة إجمالي الإنفاق في عام 2023 بنسبة 90% عن ذلك؛ وتقريباً ثلاثة أضعاف نافذة يناير السابقة (363 مليون دولار)؛ وفقاً لشركة (ديلويت) للخدمات المالية.
وكان إنفاق أندية الدوري الإنجليزي أكثر بـ3 أمثال عن يناير 2022. وعلى مدار موسم 2022-2023 بأكمله أنفقت هذه الأندية 2,8 مليار جنيه إسترليني على انتقالات اللاعبين، متجاوزة الرقم القياسي السابق الذي تحقق في موسم 2017-2018 حين دفعت 1,9 مليار جنيه إسترليني.
وزير الرياضة:
على الجميع أن يروا الصورة الحقيقية للمملكة ليتخذوا قرارهم بعد أن يشاهدوا بأنفسهم
نائب محافظ صندوق الاستثمارات:
نحن فخورون بأن نكون جزءاً من رحلة تطور تشهدها الرياضة
فيرديناند مهاجماً كاراغر:
سأدعم جميع اللاعبين والمدربين المغادرين إلى السعودية
الـ «بريميرليغ»:
3,5 مليار دولار في 2023.. اختلال في الإنفاق