واجه النادي الأهلي المصري، حامل لقب دوري أبطال أفريقيا، أزمة لوجستية مفاجئة أعاقت سفر بعثته إلى جنوب أفريقيا لخوض مباراة الذهاب في نصف نهائي البطولة أمام ماميلودي صن داونز، المقررة (السبت) القادم، في بريتوريا، وتسبب تأخر تصريح هبوط الطائرة الخاصة بالفريق في مطار أو آر تامبو الدولي بجوهانسبرغ في إرباك خطط السفر، قبل أن تُحل الأزمة بعد تدخلات مكثفة من السلطات المعنية.

كان من المقرر أن تقلع طائرة خاصة تقل بعثة الأهلي من مطار القاهرة الدولي (الثلاثاء)، لكن الرحلة تأخرت لساعات بسبب عدم صدور تصريح الهبوط من سلطات الطيران الجنوب أفريقية، وبحسب مصادر مقربة من النادي، استمرت المفاوضات مع السلطات لعدة ساعات، إذ أُبلغت إدارة الأهلي بأن التصريح لم يُمنح في الوقت المناسب بسبب إجراءات إدارية.

وفي محاولة لتجنب التأخير الطويل، وضع النادي خطة بديلة تتضمن السفر عبر رحلة تجارية في وقت لاحق من اليوم، لكن الجهود المكثفة أثمرت عن حل الأزمة بحلول الساعة 10:30 مساءً بتوقيت القاهرة، وأعلن الأهلي عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»: «بعثة الفريق تحصل على تصريح هبوط الطائرة الخاصة في جنوب أفريقيا، وستغادر القاهرة بعد قليل متجهة إلى جوهانسبرغ لمواجهة صن داونز».

تضمنت البعثة اللاعبين والجهاز الفني بقيادة المدرب السويسري مارسيل كولر، إلى جانب طاهٍ خاص لإعداد وجبات متوافقة مع البرنامج الغذائي للفريق، وكان الأهلي قد قرر السفر مبكراً (الثلاثاء) بدلاً من (الأربعاء)، كما كان مخططاً في الأصل، لضمان راحة اللاعبين قبل المباراة، وهو قرار اتُخذ بعد صعوبات في تأمين طائرة خاصة في الموعد الأولي.

وتُعد مواجهة الأهلي وصن داونز واحدة من أقوى المباريات في دوري أبطال أفريقيا، إذ يسعى الأهلي للحفاظ على لقبه القاري للمرة الـ12 في تاريخه، بينما يطمح صن داونز للوصول إلى النهائي للمرة الأولى منذ تتويجه في 2016، والتقى الفريقان 12 مرة منذ 2001، فاز صن داونز في خمس مباريات مقابل ثلاثة انتصارات للأهلي، وانتهت أربع مباريات بالتعادل. وكان آخر لقاء بينهما في ربع نهائي 2023 قد شهد تأهل الأهلي بنتيجة إجمالية 3-2.

ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها الأهلي تحديات لوجستية أثناء السفر لخوض مباريات أفريقية، ففي فبراير 2024، واجه الفريق مشكلة مماثلة عندما تعطلت طائرته أثناء توجهه إلى غانا لمواجهة ميدياما في دور المجموعات بدوري الأبطال، اضطُر الفريق حينها إلى التوقف في مطار أكرا لأكثر من ثلاث ساعات قبل استكمال الرحلة، ما دفع النادي إلى طلب تأجيل المباراة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF)، وهو طلب قُبل لاحقاً.

أثارت الأزمة تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وعبرت جماهير الأهلي عن قلقها من تأثير التأخير على أداء الفريق، وكتب أحد المشجعين على منصة «إكس» قائلاً: «كيف يحدث هذا لنادٍ بحجم الأهلي؟ يجب أن تكون هناك خطة مسبقة لتجنب مثل هذه المشاكل»، بينما علق آخر مازحاً: «صن داونز خايفين من الأهلي لدرجة إنهم يعطلون الطيارة».

لم يكن أشد المتشائمين من جماهير التعاون يتوقّع خروج الفريق من نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2024–2025، بعد الأداء اللافت والمثير الذي قدّمه في الذهاب والإياب، خصوصاً في اللقاء الحاسم أمام الشارقة الإماراتي، الذي بدا في أوقات كثيرة تحت سيطرة «سكري القصيم»، لولا ضياع الفرص واحدة تلو الأخرى، التي أهدرت الحلم الآسيوي في لحظات كان يمكن أن تُدوّن تاريخاً غير مسبوق.

مدرب التعاون، محمد العبدلي، قدّم واحدة من أفضل قراءاته الفنية هذا الموسم، حين فكّك أسلوب الشارقة باحترافية، وأدار المباراة بتوازن هجومي ودفاعي، لكن كرة القدم – كالعادة – لا تُكافئ دائماً من يستحق، فكانت النهاية حزينة رغم الجهد الكبير.

وبرغم الخروج، إلا أن التعاون قدّم تجربة آسيوية تُدرّس، وتُضاف إلى سجل الأندية السعودية في المنافسات القارية، مؤكدًا أن «أحفاد العقيلات» لم يذهبوا للمشاركة بل لصناعة الفارق.. وقد فعلوا ذلك بكل فخر.

كانت الرحلة جميلة، مليئة بالحماس، والدروس، واللحظات التي ستبقى محفورة في ذاكرة جمهور النادي.. تجربة قد تنتهي الآن، لكنها بكل تأكيد تُشكّل بداية لمسار أكثر نضجاً وطموحاً في قادم السنوات.

تأهل برشلونة الإسباني لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا رغم خسارته أمام مضيّفه بوروسيا دورتموند الألماني بنتيجة 1/ 3 في اللقاء الذي جمع بينهما على استاد سيغنال بارك في لقاء الإياب للبطولة، ليكون مجموع اللقاءين 3/ 5 لبرشلونة، ليضرب موعداً مع المتأهل من المواجهة المرتقبة ما بين إنتر ميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني.

بدأ اللقاء قوياً من الفريقين لاسيما من بوروسيا دورتموند الذي بحث عن الهداف المبكر مستفيداً من عاملَي الأرض والجمهور وحصل له ما أراد بعد أن تحصل على ركلة جزاء تقدم لها سيرو جيراسي وسددها بنجاح في منتصف مرمى برشلونة هدفاً أول (د:11) وحاول أن يضيف الهدف الثاني ولكن دفاعات برشلونة حالت دون ذلك، ومن هجمة مرتدة مثالية لبرشلونة لعب ليفاندوفسكي الكرة للمتسلل فيرمين لوبيز بدلاً من أن يلعبها للمنفرد لامين يامال لتضيع فرصة مؤكدة لبرشلونة.

وفي الشوط الثاني ضغط دورتموند مجدداً وتمكن من مضاعفة النتيجة بإحرازه الهدف الثاني من ركلة زاوية وصلت لرامي بن سبعيني ليحولها برأسه للمهاجم سيرو جيراسي الذي أسكنها برأسه في الشباك هدفاً ثانياً (د:49)، ولم يمضِ وقت طويل ليقلص برشلونة النتيجة بنيران صديقة بعد عرضية من لوبيز سددها المدافع رامي بن سبعيني في مرماه خطأ (د:54)، ورغم الهدف العكسي إلا أن دورتموند واصل هجومه للعودة للقاء واستطاع سيرو جيراسي أن يحرز «الهاتريك» ويسجل الهدف الثالث (د:76)، ولم تتغير النتيجة بعد هذا الهدف لينتهي اللقاء بفوز دورتموند في لقاء الإياب 3/ 1 ويكون مجموع اللقاءين 3/ 5 لمصلحة برشلونة.

وبهذه النتيجة يتأهل برشلونة لنصف نهائي البطولة، ويضرب موعداً مع المتأهل من لقاء الليلة الذي سيجمع إنتر ميلان الإيطالي بضيفه الألماني بايرن ميونيخ، علماً أن لقاء الذهاب انتهى لمصلحة الإنتر بهدفين مقابل هدف.