بعد أن أودى بحلم شعب الكرة، وعقب أن زاد الأسطورة بيليه ألما فوق آلام مرضه، خرج المدرب أدينور ليوناردو باتشي (تيتي) في المؤتمر الصحفي مدافعا عن عبقريته في تسمية منفذي ركلات الترجيح أمام كرواتيا!
كلينزمان، وفيرديناند، وعدد كبير من أساطير ونجوم الكرة، وجهوا سهام النقد لتيتي بعد أن أخفق في إدارة المباراة تكتيكيا بعد هدف نيمار الساحر، ثم فشله في التخطيط لركلات الترجيح، مطلقا الرصاصة على حلم السامبا بفكرة الركلة الخامسة التي هجرتها اللعبة قبل مدة من الدهر.
في المقابل، لم يخطئ مقاتلو كرواتيا في إحراز الأهداف، نيكولا فلاسيتش ولوفرو ولوكا مودريتش وميسلاف أورسيتش، كانوا حاضرين ذهنيا بشكل مذهل، يسددون الركلات الموجعة في شباك أليسون بدم بارد.
ولم يهنأ نيمار بأن عادل الرقم القياسي المسجل باسم بيليه برصيد 77 هدفًا، ليرتبط الرقم بدموعه التي لن ينساها تاريخ البرازيل تماما مثلما يحفظ دموع زيكو وسقراط وفالكاو وإيدير.
ألمح تيتي إلى أنه مستعد للمغادرة بعد خروج البرازيل الكارثي. ثم نطق بينما تغرق البرازيل قاطبة في نهر جديد من الدموع “الأمر لا يتعلق بكونك بطلا أو شريرا. أحيانًا نفوز وأحيانًا نخسر “.
في المقابل، لدى كرواتيا شخصيات قوية للغاية، لا تستسلم، تتسلح برباطة الجأش مع كل تطورات المباراة، يكرّون على البرازيل كلما رقصت بالكرة، فقط كرواتيا التي برهنت قوة شخصيتها، وبأسها العقلي والنفسي والجسدي، حتى أمكنها العودة في مثل هذه المباراة التاريخية أمام عظمة البرازيل وجبروتها الكروي، فيما ينظر العالم لسقوط فرقة السامبا كواحدة من كوارث الكوكب أو عجائبه.