تواجه شبكة إذاعات وتلفزيونات هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) محنة حقيقية، بعدما أدى قرارها القاضي بوقف قائد منتخب إنجلترا السابق غاري لينيكر من تقديم برنامج «مباراة اليوم»، الذي يعد أشهر برنامج رياضي في بريطانيا، بسبب «تغريدة» أطلقها معلقاً على سعي حكومة زعيم المحافظين ريشي سوناك لإبعاد اللاجئين الذين يصلون في قوارب عبر بحر المانش، قارن فيها ذلك بسياسات ألمانيا النازية.
وأعلن عدد من المذيعين والمذيعات امتناعهم عن المشاركة في تقديم برامج الرياضة اليوم (السبت)، ومنهم لاعبة منتخب إنجلترا السابقة أليكس سكوت. وقالت مقدمة برنامج «فوتبول فوكس» كيللي سومرز إنها لن تقدم حلقة السبت، تضامناً مع لينيكر، الذي اعتبرت الهيئة تغريدته انتهاكاً للحياد الذي يتعين أن يلتزم به إعلاميوها. ويعتبر لينيكر المذيع الرياضي الأعلى أجراً في «بي بي سي».
وأعلن زميلاه في تقديم «مباراة اليوم» إيان رايت وألن شيرار رفضهما تقديم البرنامج اليوم. وأعلنت الهيئة البريطانية تقديم البرنامج من دون مذيعين اليوم! ويعتبر برنامج «مباراة اليوم» أكبر برنامج رياضي تبثه «بي بي سي» منذ ستينات القرن الماضي.
وقارن لينيكر في حسابه على «تويتر»، الذي يتابعه 8.7 مليون مستخدم، سياسات الهجرة البريطانية بنظيرتها في ألمانيا النازية خلال الثلاثينات. وقالت الهيئة إنها استدعت لينيكر وأبلغته بضرورة عدم ظهوره في حلقة اليوم، «ريثما نتوصل إلى تفاهم بشأن استخدامه للتواصل الاجتماعي».
وكان نواب برلمانيون في حزب المحافظين طالبوا «بي بي سي» بمحاسبة لينيكر، الذي يصل أجره إلى 1.35 مليون جنيه إسترليني سنوياً.
وتقاعد لينيكر (62 سنة) من كرة القدم بعد مشاركته الناجحة في كأس العالم في 1986، الذي أحرز خلاله 48 هدفاً للمنتخب الإنجليزي في 80 مباراة.