شاءت الأقدار أن يصبح اللاعب أوير مابيل بطلاً قومياً في أستراليا يشار له بالبنان بعد أن قاد أستراليا إلى مونديال قطر إثر تسجيله هدف التأهل للمونديال، من ركلات الترجيح، في المواجهة التي جمعت منتخب بلاده ونظيره البيرو في الملحق الدولي الإثنين الماضي في الدوحة، والقصة تكمن في أن «أوير مابيل» يتحدر من جنوب السودان، وصل إلى أستراليا برفقة عائلته لاجئين وعمره كان لا يتجاوز 11 عاماً، قادماً من كينيا في رحلة طويلة.
وُلد مابيل في مخيم للاجئين في كينيا عام 1995 بعد سنة من فرار أهله من الصراع في جنوب السودان، وكان يعيش على وجبة واحدة في اليوم عندما كان طفلاً ويركل الكرة لتمضية الوقت، بعد إعادة توطينه في أستراليا عام 2006 وهو في سن الحادية عشرة، طور أداءه ما مكنه من الانضمام إلى أديلايد يونايتد في سن المراهقة، قبل أن ينقل إلى ميدتيلاند الدانماركي في 2015. يلعب حالياً على سبيل الإعارة مع قاسم باشا التركي. انضم مابيل إلى المنتخب الأول للمرة الأولى في نوفمبر2018 بعد أشهر من مونديال روسيا وبات لاعباً يعتمد عليه المدرب الحالي غراهام أرنولد. وأكد مابيل أنه يأمل أن يُلهم ما حققه لاجئون آخرين. وقال في هذا الصدد «لقد سجلت، العديد من زملائي سجلوا. الجميع لعب جزءاً في ذلك وربما ذاك الطفل اللاجئ لعب جزءاً».
وتابع: «كنت أدرك أنني سأسجل في المباراة وكانت الطريقة الوحيدة لأقول شكراً لأستراليا نيابة عن عائلتي»، كاشفاً أنه كان يسكن في كوخ صغير هو وافراد عائلته، وقال: «وُلدت في كوخ، كوخ صغير.. غرفة الفندق الخاصة بي هنا أكبر من الكوخ، الغرفة التي كنا نمكث فيها أنا وعائلتي في مخيم اللاجئين». وأردف: «استقبالنا من أستراليا وإعادة توطيننا، منحاني وإخوتي وعائلتي بأكملها فرصة في الحياة. هذا ما أعنيه عندما أشكر أستراليا على فرصة الحياة، تلك الفرصة التي منحوها لعائلتي».