سويسرا، البلد المحايد والمقر الدائم للاتحاد الدولي (فيفا)، ويحتفل بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس الاتحاد الدولي (1904) وذكرى اليوبيل الذهبي، استضاف البطولة الأكثر أهدافاً وصاحبة الأرقام القياسية تاريخياً.

لم تشهد البطولة انسحاب أي منتخب، وشاركت قارة آسيا مجدداً في البطولة هذه المرة ممثلة في كوريا الجنوبية التي تلقت (9) أهداف من المرشح الأول المجر، وشاركت تركيا بعد فوزها بالقرعة على إسبانيا لتحديد المتأهل.

وفي هذه النسخة ثبت عدد اللاعبين لكل منتخب (22) لاعباً، وشارك في البطولة المنتخب الأعظم في النصف الأول من القرن الماضي منتخب المجر والمرشح الأول للفوز بها حينها.

بثت المباريات لأول مرة عبر الشاشات مباشرة باللونين الأسود والأبيض (9) مباريات، وغيرت البرازيل زيها الرسمي من اللون الأبيض إلى الألوان الحالية بعد كارثة الأوروغواي في نهائي 1950 وكان لاحقاً هذا اللون الأصفر فأل البطولات والذهب.

مدرب فرنسا غاستون بارو كان المدرب الأكبر سناً في تاريخ البطولات (70 عاماً و194 يوماً) وظل هذا رقماً قياسياً حتى 2010.

في هذه النسخة حدثت أكبر نتيجة تعادل بين منتخبين وكانت بين إنجلترا وبلجيكا (4/4)، وفي هذه النسخة التقت (4) منتخبات أوروبية بمجموعة واحدة (إنجلترا وبلجيكا وإيطاليا والبلد المضيف سويسرا).

البطولة الأغزر أهدافاً

فازت البرازيل على المكسيك بنتيجة (5/0)، وتعادلت إنجلترا وبلجيكا (4/4)، وفازت المجر على كوريا الجنوبية (9/0)، وفازت الأوروغواي على أسكوتلندا (7/0)، وفازت النمسا على يوغوسلافيا (5/0)، وفازت تركيا على كوريا الجنوبية (7/0)، وفازت المجر على ألمانيا (8/3)، وفازت ألمانيا على تركيا (7/2)، وأخيراً فازت النمسا على سويسرا (7/5) وباتت المباراة الأكثر أهدافاً تاريخياً في نهائيات كأس العالم وحتى اللحظة.

معركة بيرن

إن كانت نسخة 1938 شهدت معركة بوردو فإن سويسرا 1954 شهدت معركة بيرن، المثير أن البرازيل كانت طرفاً في المواجهتين، اللقاء جمع البرازيل والمجر وأخرج خلاله الحكم الإنجليزي (3) بطاقات حمراء (2) منها للبرازيل بسبب الخشونة، المباراة أقيمت في جو ماطر وتحول الملعب إلى وحل، ولاحقاً أمرت الشرطة المصورين بمغادرة الملعب.

نصف نهائي

مباراة تاريخية جمعت المجر والأوروغواي المرشح الأول ضد بطل العالم مرتين، والمنتخب الذي لم يخسر في نهائيات كأس العالم مطلقاً في نسختي 1930 و1950، تقدمت المجر من أول 10 دقائق تقريباً، ولاحقاً تمكن بطل العالم وحامل اللقب الأوروغواي من إدراك التعادل (2/2)، وصلت المباراة للوقت الإضافي ولكن المجر تمكنت من الفوز (4/2)، وتسببت هذه الخسارة في أن تكون الأولى لمنتخب الأوروغواي بعد (11) مرة وهو رقم قياسي صمد حتى 1966، وفي المقابل اكتسحت ألمانيا الغربية جارتها النمسا بسداسية.

نهائي الإثارة

مباراة مشهودة جمعت ألمانيا الغربية والمجر.. المنتخبان التقيا في البطولة ذاتها وكسبت المجر بسهولة (8/3)، الترشيحات صبت تماماً لمصلحة المجريين مثل ما حصل مع البرازيل عام 1950.

برهنت المجر على تفوقها وترشيحاتها وتقدمت بهدفين، وشهد ثلث الساعة الأول من المباراة (4) أهداف بالتساوي بين المنتخبين، ألمانيا فاجأت الجميع باللعب في البطولة بأحذية بمسامير ولأول مرة في تاريخ كأس العالم.

باتت المجر أول منتخب في العالم يخسر نهائي كأس العالم مرتين عامي 1938 و1954 وكتبت هذه الخسارة نهايته الكروية، وأول منتخب في العالم كذلك يخسر نهائياً بعد أن تقدم بهدفين.

قلب الألمان النتيجة وفازوا على المجر من (2/0) إلى (3/2) رغم خسارتهم بالثمانية من المنتخب ذاته، لذلك راجت شائعات مستقبلاً بأن المنتخب الألماني تعاطى المنشطات لزيادة نشاط لاعبيه، الأمر الذي اضطر الاتحاد الدولي للبدء في إجراءات فحص المنشطات بداية من 1968.

* مؤرخ رياضي