تتواصل منافسات دوري المدارس لكرة القدم تحت إشراف الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبالشراكة مع وزارتي الرياضة والتعليم، في نسخة استثنائية تهدف إلى تعزيز ممارسة كرة القدم في البيئة المدرسية، واكتشاف المواهب في سن مبكرة.

وتُقام هذه النسخة في 40 مدينة ومحافظة بمختلف مناطق المملكة، مستهدفة ثلاث فئات عمرية تحت 15 عاماً، تحت 12 عاماً، وتحت تسعة

أعوام، ولأول مرة في تاريخ الدوري تُدرج فئة تحت تسعة أعوام للبنين، إضافة إلى فئتي تحت 12 عاماً وتحت تسعة أعوام للبنات، ما يعكس اهتماماً متزايداً بالفئات العمرية الأصغر، دعما لإستراتيجية الاتحاد في بناء جيل رياضي واعد يخدم مستقبل الأندية والمنتخبات الوطنية.

وفي هذا الإطار تدخل فئة تحت 15 عاماً للبنين أسبوع النهائيات، وتُقام 40 مباراة نهائية في مختلف المدن والمحافظات، وتواصل فئة تحت 15 عاماً للبنات، إلى جانب فئتي تحت 12 عاماً وتحت تسعة أعوام للبنين والبنات، مبارياتها ضمن دور المجموعات بنظام الذهاب والإياب.

ويشارك في الدوري أكثر من 42 ألف طالب وطالبة، يمثلون 1575 مدرسة للبنين و972 مدرسة للبنات، على 224 ملعباً رياضيّاً موزعة بين 119 ملعباً للبنين و105 ملاعب للبنات، ما يعكس حجم المشاركة والإقبال على الدوري من مختلف مناطق المملكة.

ويؤكد اتحاد كرة القدم أن دوري المدارس يُعد رافداً إستراتيجيّاً لبناء قاعدة كروية وطنية متينة، تُمكّن من توسيع دائرة اكتشاف المواهب وتعزيز ثقافة ممارسة الرياضة في المدارس، في تناغم مع مستهدفات تطوير كرة القدم في المملكة.

ويجسّد هذا المشروع رؤية طويلة المدى تستثمر في الفئات السنية المُبكرة، بوصفها الأساس لصناعة أجيال رياضية قادرة على تمثيل المملكة في المحافل الإقليمية والدولية، ودعم الأندية بمواهب وطنية مؤهلة منذ المراحل الأولى.

من قلب العاصمة السعودية الرياض، وخلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، عبّر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، عن إعجابه الكبير بالحراك الرياضي الذي تشهده المملكة، مؤكداً أنها باتت واحدة من أبرز وجهات العالم في صناعة كرة القدم. وفي كلمته خلال المنتدى، ثمّن إنفانتينو الجهود السعودية المتواصلة لاستضافة أكبر الفعاليات الرياضية، وعلى رأسها كأس العالم 2034، الذي ستنظمه المملكة، مؤكداً أن السعودية أظهرت قدرة تنظيمية عالية بعد نجاحها في استضافة بطولات كبرى على مستوى الأندية والمنتخبات، وأضاف: «تنتظرنا مناسبة كروية عالمية خلال الصيف، هي كأس العالم للأندية التي ستنطلق في 14 يونيو القادم في الولايات المتحدة، بمشاركة نادي الهلال السعودي ممثلاً عن آسيا، وسيواجه فرقاً قوية أبرزها ريال مدريد الإسباني».

صناعة كرة القدم.. أرقام وتحولات

وتحدّث رئيس «فيفا» عن التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي تُحدثه كرة القدم في العالم، لافتا إلى أن مونديال 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك من المتوقع أن يحقق إيرادات تصل إلى 120 مليار دولار، مع توفير أكثر من مليون وظيفة.

وأشار إنفانتينو إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لكرة القدم سنويّاً بات يبلغ نحو 270 مليار دولار، ما يعكس أهمية هذه الرياضة كلاعب اقتصادي مؤثر على مستوى العالم، مؤكداً أن كرة القدم أصبحت لغة عالمية، يتحدث بها خمسة مليارات مشجع من مختلف الثقافات والخلفيات.

المرأة في قلب المشهد الكروي

ولم يغفل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الإشارة إلى كرة القدم النسائية، معلناً أن كأس العالم للسيدات سيُقام في البرازيل في 2027، ثم في أمريكا الشمالية في2031، مشيداً في السياق ذاته بتجربة السعودية النوعية في هذا الملف، عبر تأسيس دوري رسمي للسيدات وتشكيل منتخب نسائي وطني.

إشادة برؤية ولي العهد ودعمه

واختتم إنفانتينو حديثه بالتأكيد على أن ما تحقق في السعودية لم يكن ليتحقق لولا القيادة الطموحة والرؤية الواضحة، في إشارة إلى دعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ودوره المحوري في تحويل المملكة إلى مركز رياضي عالمي، يجمع بين الاستثمار والإنجاز والتنظيم المحترف.

في لحظة عاطفية انتظرها طويلاً، وجّه قائد نادي النصر السعودي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو رسالة مؤثرة إلى نجله الأكبر كريستيانو جونيور، عقب مشاركته الرسمية الأولى بقميص منتخب بلاده البرتغال تحت 15 عاماً.

رونالدو كتب عبر حساباته الرسمية: «مبروك ظهورك الأول مع منتخب بلادك يا بني. فخور بك جداً»، في رسالة قصيرة لكنها حملت مشاعر عميقة اختلط فيها الفخر الأبوي بالحنين إلى اللحظات الأولى لمسيرته الخرافية.

الصور التي انتشرت على نطاق واسع أظهرت كريستيانو جونيور، مرتديا القميص رقم 7، يخوض لقاء ودياً أمام منتخب اليابان، إذ قدم أداء لافتاً بالمهارة والثقة. اللافت أيضاً كان تفاعل الجماهير البرتغالية معه، إذ اصطف العشرات لتحيته والتقاط الصور، تماماً كما يفعلون مع والده.

هذه اللحظة شكلت تتويجاً لمسار تدريبي بدأه جونيور في أكاديميات ريال مدريد ثم مانشستر يونايتد، قبل أن يواصل تطوره في أكاديمية النصر بالرياض، تحت عين والده الذي لم يُخفِ يوماً حلمه بأن يرى ابنه يكمل مسيرته الكروية.

رسالة رونالدو لاقت تفاعلاً واسعاً من عشاقه حول العالم، الذين اعتبروها لحظة «نقل الشعلة» من أسطورة إلى نجم واعد، مع آمال كبيرة بأن يحمل كريستيانو جونيور إرث والده الأسطوري بعزيمة الأبطال وروح العائلة.

إنها بداية، لكنها بداية تحمل اسماً ثقيلاً، وظهر في الميدان بثقة لاعب يعرف أن اسمه وحده ليس كافياً، بل عليه أن يثبت أنه ابن رونالدو.. والوريث الحقيقي لرقم 7.