الرياضة

شغفي أوصلني للعالمية

تعمل بالهندسة الطبية في وزارة الصحة، لكن ذلك لم يمنعها من الإبحار بعالم السيارات وخوض المسابقات على مستوى العالم

تعمل بالهندسة الطبية في وزارة الصحة، لكن ذلك لم يمنعها من الإبحار بعالم السيارات وخوض المسابقات على مستوى العالم وتحقيق إنجازات، بل والحصول على أول رخصة للتدريب لسباقات (الأوتوكروس). إنها أفنان المرغلاني، بطلة السيارات وإحدى سيدات المملكة اللاتي شققن طريقهن نحو الريادة والبطولات في مجال سباقات السيارات، حيث التقينا بها في «عكاظ» وخرجنا معها بالحصيلة التالية:

• طبيعة عملك؟

•• مديرة مكتب المشاريع بوزارة الصحة.

• المستوى العلمي؟

•• ماجستير هندسة طبية من أمريكا.

• إذن أنت مهندسة طبية، فما سبب اتجاهك لرياضة السيارات يا ترى؟

•• الهندسة الطبية من أجمل التخصصات وأندرها بالعالم؛ فهي تجمع بين الهندسة والطب، وتنتج عنها حلول لمشاكل الرعاية الصحية، وبسبب كمية الضغط والإجهاد التي أواجهها بعملي أحتاج إلى «متنفس» أفرغ فيه طاقتي وأستمتع وأمارس هوايتي برياضة السيارات، وليس هناك أجمل من السباقات والشعور بالحماس و«الأدرينالين» العالي الذي يجعل الشخص مبتهجا ويحسن المزاج.

• كيف ومتى كانت البداية مع رياضة السيارات؟

•• منذ صغري، كنت أرى أخي الكبير فهد مهتماً بالسيارات الرياضية ويعدل فيها ويجلب قطع غيارها من الخارج، وتعودت التسابق معه بمباريات الفيديو في سباقات السيارات مع إصراري على الفوز عليه، وفي الأصل تستهويني أفلام الأكشن، وأصوات مكائن السيارات تطربني، ومع الوقت صار الأمر شغفاً بالنسبة لي.

مشاركات وإنجازات

• هل شاركتِ في سباق للسيارات من قبل؟

•• نعم، الحمد لله شاركت في عدة بطولات.

• وما أهم الإنجازات التي حققتِها؟

•• مع قرار السماح للمرأة بالقيادة شاركت بأول بطولة نسائية للكارتنج وحصلت على المركز الثاني بالجولة التأهيلية، كما شاركت بعدة بطولات بالكارتنج، ثم تدرجت لمستوى أعلى بسباقات الأوتوكروس، فشاركت ببطولة تويوتا للأوتوكروس في الخبر وحصلت على أفضل زمن بفئة النساء. كذلك شاركت ببطولة سبيد مادنس (أوتوكروس) بميدان ديراب، ولله الحمد حصلت على المركز الأول.

• وما الصعوبات التي واجهتك في بداياتك مع رياضة السيارات؟

•• مثل أي هواية يمارسها الشخص تحتاج رياضة السيارات للتدريب ومعرفة الأساسيات، فكانت البدايات صعبة نوعاً ما خصوصاً أنه لا توجد أكاديميات معتمدة، لكن الزملاء بالحلبة ساعدوني ولهم الفضل بعد الله لما وصلت له الآن. أيضا هناك صعوبات تتعلق بالمجتمع الذي ظل ينتقد دخول البنات إلى مجال السيارات باعتبار أنه مجال خاص بالرجال حسبما كان متعارفا عليه. لكن الوضع الآن تغير وصار الكثيرون يدعمونني ويشجعونني. ولا أنسى من الصعوبات أن رياضة السيارات مكلفة نوعاً ما وتحتاج إلى رعاة فكان من الصعب الحصول على رعاية

من الشركات أيضاً.

• كيف كان رد فعل الأهل بعد دخولك عالم سباق السيارات؟

•• أكيد بالبداية كان هناك تخوف وخصوصاً أن رياضة السيارات فيها مخاطر، لكنني شرحت لهم أن مستوى الأمان فيها عالٍ وتجهيزاته غالية من ناحية تحضير السائق والسيارة، فالسائق يحتاج أدوات ليدخل بها السباقات مثل بدلة السباق المضادة للحرائق التي تغطي كامل الجسم والخوذة والقفازات والجزمة الخاصة بالسباقات، أما تجهيز السيارة فهناك القفص roll cage داخل السيارة وحزام الأمان الخاص بالسباقات وطفاية الحريق وغيرها من التجهيزات. وبعد أن شرحت لأهلي هذه الأمور ورأوا الشغف والسعادة بعد كل سباق دعموني وقالوا لي استمري وكانوا دائماً بالصفوف الأولى لتشجيعي.

فخر لا يوصف

• مؤخراً، أعلن الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية حصولك على أول رخصة للتدريب لسباقات الأوتوكروس، ما شعورك بعد هذا الإعلان الرسمي؟

•• أشعر بفخر لا يوصف، فقد استطعت تحقيق أحد أكبر طموحاتي بفضل الله ثم بفضل رؤية ٢٠٣٠ التي مكنت المرأة السعودية وجعلتها قادرة على المضي قدما في تسطير إنجازاتها.

• أين تمارسين تدريباتك؟

•• في الحلبة المخصصة للسيارات، حيث تكون مجهزة بكل وسائل الأمان لممارسة السباقات وتكون آمنة للمتسابقين.

• وكم عدد المتدربات اللاتي قمتِ بتدريبهن حتى الآن؟

•• أقمت عدة فعاليات للأوتوكروس خاصة بالسيدات وكانت أعداد السيدات المهتمات في ازدياد منذ اليوم الأول لي في المجال وحتى الآن.

• كيف ترين وضع رياضة الأوتوكروس في السعودية؟

•• تحتاج وعياً أكثر، وكثير من الناس إلى الآن يخلطون بين رياضات السيارات والممارسات الخاطئة التي نراها بالشارع العام (التفحيط)، وهنا يأتي دوري ودور زملائي بالمجال في التوعية، وبإذن الله اتطلع إلى أن تصل ثقافة هذه الرياضة إلى كافة أفراد المجتمع لما فيها من فوائد عديدة.

• وهل أخذت المرأة فرصتها في رياضة الأوتوكروس؟

•• نعم ولله الحمد، ونحن نعيش ببلد عظيم حيث دعم المرأة بعدة مجالات بما فيها رياضة السيارات، وفي أي بطولة يعلن عنها يُشجع تسجيل السيدات ودعمهن. والفرصة موجودة لمن يبحثن عنها، والمجال ببدايته، وإن شاء الله سأكون من أوائل المساهمين بدعم النساء الراغبات في المجال.

• ما أهم نصائحك للمرأة في بداية تعلمها القيادة الآمنة، خصوصاً أن الوضع عندنا يختلف عن الدول المجاورة؟

•• أهم نصيحة عدم الخوف والتوتر، وأن تثق بنفسها وقدراتها، وأن تتدرب دائماً وتمارس رياضة الأوتوكروس لما فيها من فوائد عديدة عند القيادة في الشارع العام، ومعرفة أبعاد سيارتها، والاستجابة السريعة لأي شيء طارئ في الطريق أثناء قيادتها، وتعزيز التركيز والسيطرة على السيارة بشكل فعال، والفائدة الأهم هي اكتساب ثقة كبيرة في القيادة.

وآخر نصيحة هي ان تلتزم بالأنظمة المرورية في القيادة دون مخالفتها، وأن تضع شغفها بالسرعة في الحلبات حيث المكان المخصص والآمن.

Trending

Exit mobile version