لابد للتاريخ الرياضي أن ينصف أساطيره العظماء في المشهد الأخير، مهما ادلهمت الأيام، ومهما عبست في وجوههم السنون، وكدرت صفوهم بعض الهزائم.
ليونيل ميسي، عثر على القطعة المفقودة التي تكتمل بها مسيرته، وتزدهر بها أسطورته، ويخلد بسببها في ذاكرة شعبه، بل شريط ذاكرة العالم قاطبة.
كأس العالم، تبسمت لميسي بعد عبوس طويل، وحالفته وشعب الأرجنتين بعد خصام.. انتصار تاريخي في أعظم نهائي للمونديال عبر 92 عاماً، بل في أعظم نهائي عبر تاريخ الرياضات كلها!
لقد أنِسَ العالم الأسطورة ميسي، لعبقريته الكروية، للنموذج الرياضي الفريد الذي تأثرت به الأجيال، وللمستوى الرفيع الذي قاد إليه اللعبة عبر 16 عاماً بكل ثبات وصمود، وشغف يتجدد في رأس كل عام رياضي.
ميسي لحق اليوم بمارادونا وبيليه وزيدان والظاهرة رونالدو ومايكل جوردن وبيب روث وجيم براون وإيرتون سينا، وعدد نادر من الأساطير الخالدين الذين لن تنساهم الرياضة ولو بعد 1000 عام.
أدرك ميسي قطعة الخلود في ذاكرة الشعب.. والأرجنتين، قرأت مجدها الكروي ونجمتها المونديالية الثالثة في قلب ميسي، وفي أحلامه التي أيقظت جنون بيونس آيريس.