لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يظهر المنتخب السعودي في مونديال قطر 2022 بهذا المستوى رغم وجود ثلاثة منتخبات عالمية الأرجنتين (المرشح الأول للقب)، وبولندا والمكسيك، إذ قدم «الأخضر» مستويات عالية أشاد فيها كل النقاد على مستوى العالم وخصوصاً بعد فوزه على المنتخب الأرجنتيني في أولى مواجهات المجموعة الثالثة، بعد أن أحرج نجوم المنتخب السعودي، «ميسي» المتوج بسبعة ألقاب للكرة الذهبية، وزملاءه، الذين تُقدّر قيمتهم السوقية بأكثر من 633 مليون يورو مقارنة بلاعبي «الأخضر» التي لا تتجاوز الـ «28» مليون يورو، كما ظهرنا بمستويات جدّاً مميزة أمام بولندا والمكسيك رغم الخسارة، إلا أن مشاركة «الأخضر» كانت مشرّفة بكل المقايسس وعكست التطور الكبير الذي تعيشه الرياضة السعودية عموماً ورياضة كرة القدم خصوصاً، ويفترض أن تكون مشاركتنا المونديالية محطة من محطات الوصول إلى أفضل المراتب العالمية وملامسة الألقاب والإنجازات، ولكن كيف يتحقق ذلك، ونحن لا نزال نعيش واقعاً محلياً لا ينظر إلا للصالح الخاص، ولذلك ظل الواقع مرّاً رغم كل الجهود والطموحات والتسهيلات الممنوحة لتحقيق الحلم.
كثيرون وضعوا وصفة الإنجازات وتجاوز دوري المجموعات ومقارعة أقوى الفرق العالمية، إذ تجاوز «الأخضر» دوري المجموعات في أول مشاركة له في عام 94، وفشل في جميع مشاركاته الـ 6 عن الوصول لهذا الدور الذي كان قريباً جدّاً في مونديال 2022، الذي رفع سقف الطموح للوصول لأبعد نقطة شرط تصدير الأندية لاعبين للاحتراف الخارجي الذي أصبح واقعاً يجب أن نتعايشه لتحقيق الآمال والطموحات، كثيرون، فتحوا ملف الاحتراف الخارجي للاعبينا، الذي من شأنه أن يساهم في التطور المنشود لأنه يعني ببساطة أن خطوات السير في طريق الاحتراف ستتزايد بعد أن يعيش اللاعبون أجواء الاحتراف الحقيقية، وهم مؤهلون لذلك بحكم موهبتهم، رغم اختلاف الشارع الرياضي ما بين مؤيد ومعارض لفتح هذا الملف، من منطلق أن لاعبينا مدللون، ولا يستطيعون التعايش مع عالم الاحتراف الخارجي بكل متطلباته.