المدرب الجزائري نور الدين بن زكري، الذي يسرق الأنظار في كل مباراة، بقدرته على إشعال الملعب وإثارة الجماهير بتصريحاته الجريئة وأسلوبه المثير. شخصية صانعة للجدل عرفته الجماهير بلمساته الحاسمة داخل المستطيل الأخضر، وتعليقاته الطريفة التي لا تخلو من الدهاء، وقدرته على إلهام الفرق المتعثرة في أحلك اللحظات.
في كرة القدم، لا شيء معتاد مع بن زكري. تصريحاته الحادة، مثل قوله «زكري إذا سكت كبير، وإذا تحدث كبير، فهو كبير»، تميزت بلمسة خاصة تتناغم مع أسلوبه التدريبي الذي يجعل من التحدي حافزاً دائماً للنجاح. بن زكري، المعروف بركضته الشهيرة فرحاً عندما بقي فريقه الأخدود ضمن دوري روشن للمحترفين، ينتقل اليوم إلى نادي الخلود في تجربة جديدة، ليضيف صفحة أخرى إلى قصص الإنقاذ التي جعلت منه فارساً للأندية المتعثرة.
بن زكري لا يكترث كثيراً بالمهمات السهلة؛ فقد عُرف بقدرته على تحويل الهزائم إلى نجاحات وإحياء الأمل حين يكون على المحك. بدأ مشواره في دوري روشن مع الفيحاء، عندما أبقاه في موسم 2018-2019 بعد فوز حاسم على الوحدة بخمسة أهداف مقابل هدفين في الجولة الأخيرة، في وقت كانت الضغوط تملأ الأجواء.
ولم تكن تجربته مع نادي ضمك في الموسم التالي مختلفة. استطاع في موسم 2019-2020، أن يقود ضمك إلى البقاء بفوز مثير على الفتح بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، ليصنع بذلك حالة استثنائية في الدوري ويؤكد أن تخصصه هو النجاح في المهمات المستحيلة. أما في موسم 2022-2023، فقد قاد بن زكري فريق الأخدود إلى بر الأمان بعد انتصار مستحق على نادي الطائي بهدفين دون رد، ليضمن بقاء الأخدود في دوري روشن للمحترفين ويجسد مرة أخرى مهارته الفريدة في تجنب الهبوط.
اليوم، وبعد سنوات من الإنجازات، يعود بن زكري ليكتب فصلاً جديداً مع الخلود، الفريق الذي وضع ثقته في مدرب يمتلك شجاعة التحدي وروح الإصرار.