تُوِّج فريق نيوكاسل يونايتد ببطولة كأس الرابطة الإنجليزية بعد فوزه على ليفربول 2/ 1 في النهائي على ملعب ويمبلي. وسجل دان بوران (45+1) وألكسندر إيزاك (52) هدفي نيوكاسل، بينما أحرز كييزا هدف ليفربول (90+5). وسيطر نيوكاسل على المباراة منذ البداية، وحسم اللقاء رغم محاولات ليفربول المتأخرة للتعديل.

وجاء التتويج بفضل مساهمة صندوق الاستثمارات السعودي في عودة البطولات من جديد إلى نيوكاسل يونايتد، بعد غياب دام لمدة 70 عاما عن منصات التتويج، دون الحصول على أي هدف خلال الفترة الماضية.

سنوات عجاف

تأسس نيوكاسل عام 1892 واشتهر بارتداء القميص الأبيض والأسود منذ عام 1904. ورغم تاريخه العريق، فقد عانى الفريق من سنوات عجاف، إذ لم يحقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ نشأته بالنظام الحديث، واكتفى بالوصافة مرتين خلال موسمي 1995-96 و1996-97، بينما حقق لقب الدوري في نسخته القديمة (دوري الدرجة الأولى) أربع مرات، كان آخرها في موسم 1926-27.

احتفظ نيوكاسل يونايتد بلقبه الشهير «The Toons»، أو «جيوش المدينة»؛ وهو لقب يعشقه عشاق النادي، إذ تعود تسميته إلى ألوان قميصه الأبيض والأسود، التي تُشبه ريش طائر «المكبايز»؛ وهو طائر شائع في الهند وبريطانيا. وتقول إحدى الروايات إن النادي اكتسب اسمه بعد أن بنَت طيور المكبايز عشاً في أحد أركان ملعب سانت جيمس بارك.

سنوات التيه والصراعات الإدارية

في نهاية التسعينات ومطلع الألفية، كان نيوكاسل واحدا من الأندية القوية في إنجلترا وأوروبا، وشارك في دوري أبطال أوروبا أكثر من مرة، وكان ظهوره الأبرز في موسم 2002-2003 عندما تأهل إلى دور الـ16. لكن بعد ذلك، بدأت الأزمات الإدارية تحاصره، ما أدى إلى تراجعه الكبير، لدرجة أنه هبط إلى دوري الدرجة الأولى في 2008 لأول مرة منذ 1993.

استحوذ مايك أشلي على أسهم النادي عام 2007 مقابل 55 مليون جنيه إسترليني، لكنه لم يستثمر بالشكل المطلوب، وأدار النادي بأسلوب متخبِّط أدى إلى غياب الفريق عن المنافسة لسنوات، حتى تحول نيوكاسل إلى فريق ينافس على البقاء في «البريميرليغ» بدلا من المنافسة على الألقاب.

نقطة التحول التاريخية

في أكتوبر 2021، جاء الاستحواذ السعودي بقيادة صندوق الاستثمارات العامة، ليبدأ النادي في رحلة جديدة نحو القمة. ضُخَّت استثمارات ضخمة بلغت 450 مليون جنيه إسترليني (نحو 560 مليون دولار)، ليصبح نيوكاسل أكثر الأندية الإنجليزية نموا من حيث القيمة التجارية، التي قفزت بنسبة 63%، إذ تُقدَّر حالياً بنحو 440 مليون دولار.

كما زادت القيمة السوقية للاعبي الفريق بما يفوق 295 مليون دولار خلال 15 شهراً فقط؛ فبينما كانت قيمتهم 239 مليون دولار في بداية 2022، وصلت حالياً إلى أكثر من 534 مليون دولار، ليحتل المرتبة الثانية أوروبياً من حيث زيادة قيمة اللاعبين.

خلال ثلاث فترات انتقالية، أنفق نيوكاسل 316 مليون يورو (نحو 340 مليون دولار) لجلب لاعبين مميزين، وكان الموسم الحالي شاهداً على ضمّ لاعبين بقيمة 200 مليون دولار، مما جعل الفريق أكثر تنافسية.

من عصور الظلام إلى القمة

مع الاستثمارات الجديدة، عاد «جيوش المدينة» للمنافسة بقوة، واستطاع خلال فترة قصيرة أن يصبح قوةً لا يُستهان بها في الكرة الإنجليزية. لم يقتصر الأمر على تحقيق مركز متقدم في الدوري الإنجليزي فحسب، بل تُوج نيوكاسل ببطولة كأس الرابطة الإنجليزية، بعد انتظار دام لعقود.

يقول محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة نادي نيوكاسل ياسر الرميان، حول صفقة الاستحواذ: «وصلنا عرض من أحد الأندية الإنجليزية لشراء 30% من أسهمه مقابل 700 مليون جنيه إسترليني، بينما قمنا بشراء نيوكاسل بالكامل مقابل 300 مليون جنيه إسترليني، وكان ذلك قراراً استثمارياً بحتاً».

وبالفعل، أثبتت الصفقة أنها واحدة من أنجح الصفقات في تاريخ كرة القدم، إذ تمكن النادي من التحول إلى «قلعة من ذهب» خلال فترة وجيزة، ليحقق أخيراً اللقب الذي طال انتظاره، ويعيد المجد إلى مدينة تاين وير، مؤكداً أن نيوكاسل عاد ليبقى.

غراف:

تأسس نيوكاسل عام 1892 وحقق 4 ألقاب دوري قديم لكنه عانى عقودا من التراجع وانعدام البطولات الكبرى

فاز نيوكاسل على ليفربول 2-1 في نهائي كأس الرابطة بفضل أهداف بوران وإيزاك بعد 70 عاما من الغياب

«صندوق الاستثمارات السعودي» أعاد بناء نيوكاسل وضخّ 450 مليون إسترليني مما جعل النادي منافساً عالمياً

مع الإدارة الحديثة والاستثمارات عاد نيوكاسل كقوة إنجليزية، محققا بطولات ومنافسة قوية محليا وأوروبيا