شهدت العاصمة الفرنسية باريس ليلة من الفوضى والشغب عقب فوز نادي باريس سان جيرمان على إنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث اندلعت أعمال شغب عنيفة أسفرت عن اعتقال أعداد كبيرة من مثيري الشغب.
وألقت الشرطة القبض على نحو 131 شخصاً بعد اندلاع اشتباكات بالقرب من شارع الشانزليزيه في باريس، وملعب بارك دي برانس، حيث شاهد نحو 50 ألف شخص، عبر شاشات عملاقة، فوز باريس سان جيرمان على إنتر ميلان بنتيجة 5-0 في ميونيخ الألمانية.
وأُطلقت الألعاب النارية، وحُطمت مواقف الحافلات، وأُحرقت السيارات وسط احتفالات عارمة.
وبدأت الفوضى بعد فوز باريس سان جيرمان بأكبر لقب في كرة القدم الأوروبية للأندية لأول مرة في تاريخه.
واحتفل غالبية المشجعين بسلام، حيث غنّى الكثيرون ورقصوا في الشوارع أو أطلقوا أبواق سياراتهم.
كما أُضيء برج إيفل بألوان باريس سان جيرمان الزرقاء والحمراء، ونشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو من أشد داعمي أولمبيك مرسيليا، على «X»: «يوم مجيد لباريس سان جيرمان! برافو، كلنا فخورون. باريس، عاصمة أوروبا هذا المساء.»
لكن أعمال العنف والفوضى اندلعت في جميع أنحاء المدينة قبل وأثناء وبعد فوز باريس سان جيرمان على إنتر ميلان.
وصرح متحدث باسم مديرية شرطة المدينة: «انتشرت الفوضى على نطاق واسع، وأُلقي القبض على 131 شخصاً بحلول منتصف الليل».
وأضاف: «استمرت الاضطرابات حتى صباح الأحد، وتم نشر قوات الأمن في العديد من بؤر التوتر».
وعلق وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو على الاضطرابات قائلاً على موقع «X»: «مشجعو باريس سان جيرمان الحقيقيون متحمسون لأداء فريقهم الرائع. وفي الوقت نفسه، نزل متوحشون إلى شوارع باريس لارتكاب جرائم واستفزاز قوات الأمن. لقد طلبت من قوات الأمن الداخلي الرد بقوة على هذه الانتهاكات. من غير المقبول ألا يكون الاحتفال ممكناً دون الخوف من وحشية أقلية من البلطجية الذين لا يحترمون شيئاً».
وفي حادثة منفصلة، صدمت سيارة حشداً من المشاة في مدينة غرونوبل الشرقية كانوا يحتفلون بالفوز، ما أسفر عن إصابة 4 أفراد من العائلة نفسها، بمن فيهم امرأة.
ووقعت اشتباكات أخرى بين الشرطة والحشود على الطريق الدائري في باريس. وأُحرقت سيارتان على الأقل بالقرب من ملعب بارك دي برانس، التابع لنادي باريس سان جيرمان.
واقتحم المشجعون الطرق الرئيسية القريبة من ملعب باريس سان جيرمان، ما أدى إلى توقف حركة المرور.
ودفع ذلك شرطة مكافحة الشغب إلى محاولة استعادة النظام باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات.
وأُضرمت النيران في السيارات حول بورت دو سان كلو، وهو تقاطع مروري رئيسي، حيث أُطلقت ألعاب نارية صاروخية على الشرطة.
وتجمعت حشود ضخمة في جميع الساحات الرئيسية بالمدينة، بما في ذلك ريبوبليك وباستيل ونيشن، حيث أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على موقع «X» بعضاً من أسوأ أعمال العنف.
وفي سجن الباستيل، أُصيبت امرأة تبلغ من العمر 23 عاماً بجروح خطيرة بعد سقوطها على حواجز العمود الشهير الذي يُخلّد ذكرى اقتحام الباستيل عام 1789.
وأُقيمت حلقة فولاذية حول شارع الشانزليزيه، حيث استخدمت المتاجر الكبرى والبنوك مصاريع فولاذية لإبعاد اللصوص.
كما أُغلقت المتاجر الرسمية لنادي باريس سان جيرمان في الشانزليزيه، وفي أرضه، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
على الرغم من ذلك، تعرض متجر فوت لوكر الرياضي في الشانزليزيه للاقتحام، وسُرقت بضائع، بما في ذلك أحذية رياضية متعددة.
وقال متحدث باسم الشرطة إن متجر أثاث تابعاً لدار ميزون دو موند في شارع واغرام القريب قد نُهب أيضاً. وقال شاهد عيان: «كثيرون يستمتعون بالفوز، في ليلة تاريخية لباريس سان جيرمان، بينما يرغب آخرون في ممارسة العنف، وتخريب أو سرقة الأشياء – إنه أمر مخزٍ».
في هذه الأثناء، شوهد شبان يرتدون أقنعة ويتجولون في المدينة بحثاً عن المشكلات.
وأُضرمت النيران في دراجات نارية وفرش مُهملة، ما أدى إلى تصاعد دخان أسود كثيف في سماء باريس.
واندلعت اشتباكات حول برج إيفل، الذي أُضيء بألوان باريس سان جيرمان الحمراء والبيضاء والزرقاء بعد فوزه 5-0.
وشهدت باريس قبل المباراة انتشار نحو 5400 شرطي، حيث كانت الاضطرابات متوقعة دائماً، مهما كانت النتيجة.
هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها مشجعو باريس سان جيرمان في خلق حالة من الشغب والفوضى العارمة في العاصمة الفرنسية.
في وقت سابق من هذا الشهر، أشعلت مجموعة من الشباب النار في سيارة بعد فوز باريس سان جيرمان على أرسنال في العاصمة الفرنسية.
وتم تصوير الحادثة المروعة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأولى من صباح الخميس بعد مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وقال مصدر في الشرطة المحلية إن أسوأ حادثة حتى الآن تتعلق بسيارة صدمت على ما يبدو مجموعة من مشجعي باريس سان جيرمان، «أصيب 3 مشجعين على الأقل، أحدهم في حالة خطيرة، وتناثر آخرون في الهواء». ثم طاردت مجموعة من المشجعين السيارة، وأضرمت فيها النار وتركتها تحترق بعد أن أجبروها على التوقف في شارع جانبي. ووفقاً لصحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، شوهد أحدهم محمولاً على نقالة من قبل المسعفين.
وسيقيم اليوم (الأحد) فريق باريس سان جيرمان في الشانزليزيه في باريس مسيرة حافلة بمناسبة الفوز بالبطولة، حيث من المتوقع أن يتجمع عشرات الآلاف من المشجعين لإلقاء نظرة خاطفة على فريقهم البطل.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي ماكرون إنه سيستضيف اللاعبين المنتصرين الأحد لتهنئتهم.