السياسة
الاجتماعات المغلقة للموفدة الأمريكية في بيروت تنتظر النتائج
زيارة سرية للموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس إلى بيروت تعكس تحولاً في استراتيجية واشنطن، فهل تحمل هذه الاجتماعات المغلقة مفاجآت للبنان؟
زيارة مبعوثة أمريكية إلى لبنان: دبلوماسية خلف الأبواب المغلقة
في خطوة غير تقليدية، قامت المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس بزيارة إلى لبنان اتسمت بالسرية التامة، حيث غابت التصريحات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية المعتادة. هذا التحول في نمط الزيارات يعكس تعديلاً في استراتيجية الرسائل التي تحملها واشنطن إلى بيروت.
اللقاءات السرية مع القادة اللبنانيين
بدأت أورتاغوس جولتها بلقاء خاص مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تناول النقاش مسألتين محوريتين. الأولى تتعلق بصيغة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل التي تفضلها الولايات المتحدة. ورغم تفضيل واشنطن للمفاوضات المباشرة، إلا أنها لم تستبعد خيار المفاوضات غير المباشرة عبر لجنة الميكانيزم، بشرط أن تشمل شخصيات مدنية. يبدو أن هذا الخيار سيحظى بأولوية في النقاشات المقبلة.
المسألة الثانية كانت حول ملف حصر السلاح، خاصة بعد ما ذُكر عن إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأورتاغوس بأن حزب الله نقل مئات الصواريخ قصيرة المدى من سورية إلى لبنان.
كما زارت أورتاغوس رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بنفس النهج السري. الاجتماعات كانت مغلقة ودون تغطية إعلامية، مما يشير إلى رغبة أمريكية في توجيه رسائل مباشرة للنخبة السياسية بعيداً عن التدقيق الإعلامي الفوري.
تحليل الدوافع الأمريكية
هذا الأسلوب الجديد يكشف عن رغبة أمريكية في توجيه رسائل مباشرة إلى النخبة السياسية اللبنانية دون تدخل أو تأثير من الشارع أو وسائل الإعلام. قد يكون الهدف هو ضمان خصوصية المسار الدبلوماسي وتجنب الضغوط الشعبية والإعلامية التي قد تعيق تحقيق الأهداف المرجوة.
التفاعل الإقليمي والدولي
في سياق متصل بالرسائل الدولية المتوالية على لبنان، التقى الرئيس جوزيف عون برئيس جهاز الاستخبارات المصري اللواء حسن رشاد والوفد الأمني المرافق له في قصر بعبدا. اللقاء انتهى دون تصريحات إعلامية، مما يعزز الطابع السري لهذه التحركات الدبلوماسية.
من الواضح أن هذه الزيارات تأتي ضمن جهود دولية مكثفة للتعامل مع الوضع السياسي والأمني المعقد في لبنان، حيث تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في دعم الاستقرار الإقليمي عبر استراتيجيات دبلوماسية متوازنة تسعى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ختام وتحليل مستقبلي
يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه اللقاءات السرية على القرارات والمواقف اللبنانية المستقبلية. ستظهر نتائج هذه الجهود الدبلوماسية على الأرض وفي مفاصل القرار اللبناني خلال الفترة المقبلة. ومع استمرار التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها البلاد، فإن التعاون الدولي والإقليمي سيكون حاسمًا في تحديد مسار الأحداث القادمة.