السياسة

تصريحات سفير بريطانيا تثير جدلاً في الشأن الداخلي العراقي

تصريحات السفير البريطاني حول الحشد الشعبي تثير جدلاً واسعاً في العراق ووزارة الخارجية تعلن احتجاجها الرسمي على هذا التدخل الدبلوماسي.

Published

on

العراق يحتج على تصريحات السفير البريطاني بشأن “الحشد الشعبي”

أعربت وزارة الخارجية العراقية عن احتجاجها الرسمي على تصريحات السفير البريطاني في العراق، عرفان صديق، والتي تناولت دور “الحشد الشعبي” في البلاد. وأكدت الوزارة أن هذه التصريحات تُعد مخالفة للأعراف الدبلوماسية وتشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق.

الخلفية التاريخية والسياسية

يُعتبر “الحشد الشعبي” جزءًا من القوات المسلحة العراقية، وقد تشكل في عام 2014 لمواجهة تهديدات تنظيم داعش. ومنذ ذلك الحين، لعب الحشد دورًا مهمًا في استعادة الأراضي العراقية من قبضة التنظيم الإرهابي. ومع ذلك، فإن وجوده يثير جدلاً داخليًا ودوليًا حول دوره المستقبلي وعلاقته بالقوات الحكومية.

الاحتجاج العراقي الرسمي

في اجتماع عُقد بمقر وزارة الخارجية العراقية، أعرب وكيل الوزارة للشؤون الثنائية السفير محمد حسين بحر العلوم عن قلق الحكومة العميق إزاء تصريحات السفير البريطاني. وأكد أن هذا السلوك يتعارض مع أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية التي تلزم الممثلين الدبلوماسيين باحترام قوانين وأنظمة الدولة المضيفة والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية.

ودعت الحكومة العراقية السفير البريطاني إلى الامتناع عن الإدلاء بتصريحات أو القيام بأنشطة مماثلة مستقبلاً، مشددة على أهمية الحفاظ على العلاقات الودية بين البلدين والالتزام بالتواصل الدبلوماسي البنّاء.

تصريحات رئيس الوزراء العراقي

من جانبه، دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني العشائر العراقية إلى دعم سلطة القانون والقضاء العراقي. وأشار إلى أنه لا يوجد مبرر لوجود أي سلاح خارج المؤسسات الحكومية، مؤكداً التزام الحكومة بإنهاء وجود التحالف الدولي لمحاربة داعش بعد انتفاء الحاجة له.

وأوضح السوداني خلال تجمع عشائري أن العراق يواجه تحديات داخلية وخارجية تتطلب حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز سلطة القانون ومكافحة الفساد. وشدد على أن هذه المبادئ تحظى بدعم المرجعية والفعاليات الاجتماعية والشعبية ولا يمكن التهاون في تطبيقها.

تحليل دبلوماسي واستراتيجي

تأتي هذه التطورات وسط توازنات سياسية حساسة داخل العراق وبين القوى الإقليمية والدولية الفاعلة فيه. يُظهر الاحتجاج العراقي رغبة بغداد في الحفاظ على سيادتها ورفض أي تدخل خارجي يؤثر على قراراتها السيادية. كما يعكس موقف الحكومة حرصها على تعزيز مؤسسات الدولة وتقوية النظام القانوني كجزء من استراتيجيتها لتحقيق الاستقرار الداخلي.

الموقف السعودي:

في سياق إقليمي أوسع، تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب دبلوماسي يسعى لدعم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة من خلال تعزيز الحوار والتعاون بين الدول العربية ودول الجوار الإقليمي والدولي. وتؤكد الرياض باستمرار أهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية كجزء من سياستها الخارجية المتوازنة والاستراتيجية.

وجهات نظر مختلفة

الرؤية البريطانية:

من الجانب البريطاني، قد تُفهم تصريحات السفير ضمن إطار الاهتمام الدولي بمستقبل العراق واستقراره الأمني والسياسي. إلا أن مثل هذه التصريحات تحتاج إلى توازن دقيق لتجنب سوء الفهم أو التأثير السلبي على العلاقات الثنائية.

الرؤية المحلية:

داخلياً، تعكس الدعوات لحصر السلاح بيد الدولة توجهاً نحو تعزيز سلطة القانون وتقليل النفوذ المسلح خارج إطار المؤسسات الرسمية. وهو ما يدعو إليه العديد من الأطراف السياسية والاجتماعية لضمان مستقبل أكثر استقراراً للعراق.

ختام وتحليل مستقبلي

Trending

Exit mobile version