السياسة
تركيا تطالب قسد بالالتزام باتفاق الاندماج السوري
تركيا تدعو قوات سوريا الديمقراطية للاندماج مع الحكومة السورية، في خطوة تعكس تعقيدات المشهد السوري وتفتح باباً للتعاون والدعم الفني.
التطورات السياسية في سوريا: دعوات للاندماج وتحديات مستمرة
في خطوة تعكس التعقيدات المستمرة في المشهد السوري، دعت السلطات التركية قوات سورية الديمقراطية (قسد) إلى الالتزام باتفاقية الاندماج مع الحكومة السورية. وأعلنت وزارة الدفاع التركية يوم الأربعاء أنها تستجيب لطلب الحكومة السورية بتقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرة الدفاعية لسوريا.
الدعم التركي للحكومة السورية
أوضحت وزارة الدفاع التركية أن الحكومة السورية طلبت دعماً رسمياً من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، مع التركيز على تنظيم “داعش”. هذا التعاون يعكس تحولاً في العلاقات بين البلدين، حيث تسعى تركيا لتعزيز استقرار المنطقة من خلال دعم الحكومة السورية في مواجهة التهديدات الأمنية المشتركة.
موقف قوات سورية الديمقراطية
من جهته، أكد المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية، أبجر داود، أن تسليم “قسد” سلاحها في الوقت الحالي أمر مستحيل. وأشار إلى التوترات المستمرة وارتفاع وتيرة العنف وتهديد تنظيم داعش كعوامل تجعل من الصعب التخلي عن السلاح. ومع ذلك، أبدى داود استعداد “قسد” للانضمام إلى الجيش السوري عبر اتفاق دستوري يعترف بخصوصية المكون الكردي.
وأكد داود أن “قسد” ليست مع الحرب لكنها ستدافع عن شعبها أينما تواجدت. هذه التصريحات تأتي وسط محاولات لإيجاد حلول سياسية للأزمة السورية المعقدة.
الموقف الأمريكي والدولي
في السياق الدولي، أعلن المبعوث الأمريكي توم باراك رفض واشنطن لمطالب قوات سورية الديمقراطية بإدارة ذاتية، مؤكداً دعم الولايات المتحدة لسوريا موحدة بجيش واحد ودولة واحدة وشعب واحد. هذا الموقف يعكس التزام الولايات المتحدة بوحدة الأراضي السورية رغم التحديات الداخلية والإقليمية.
وعقد وفد من قوات سورية الديمقراطية لقاءات مع ممثلين فرنسيين وأمريكيين بجانب مسؤولين سوريين مطلع الشهر الجاري. وفي تطور مهم آخر، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قوات سورية الديمقراطية” مظلوم عبدي اتفاقاً يتم بموجبه ضم المقاتلين الأكراد إلى القوات المسلحة للحكومة الانتقالية.
الاتفاقيات والتحديات المستقبلية
وفقاً للاتفاق الموقع بين الطرفين، ستخضع جميع المرافق المدنية والعسكرية بما في ذلك المطارات وحقول الغاز والنفط الواقعة في مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” شمال شرقي سوريا لسيطرة الإدارة الجديدة في دمشق. هذا الاتفاق يمثل خطوة نحو تعزيز سلطة الحكومة المركزية على كامل الأراضي السورية ولكنه يواجه تحديات تتعلق بالتنفيذ والقبول المحلي والإقليمي.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى المشهد السوري مفتوحاً على احتمالات متعددة تتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم في المنطقة. المملكة العربية السعودية تلعب دورًا دبلوماسيًا متوازنًا يسعى لدعم الحلول السياسية التي تعزز وحدة واستقرار سوريا ضمن إطار إقليمي ودولي متوازن.