طهران ترفض الحوار مع واشنطن في الوقت الحالي

إيران ترفض الحوار مع الولايات المتحدة وتستعد لاجتماع ثلاثي مع روسيا والصين

أعلنت إيران، عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها إسماعيل بقائي، أنها لا تنوي في الوقت الحالي الدخول في حوار مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم (الإثنين)، حيث أكد بقائي أن الظروف الحالية لا تسمح بمثل هذه المفاوضات. ومع ذلك، أشار إلى أنه إذا ما توصلت إيران إلى قناعة بأن المفاوضات يمكن أن تحقق مصالح الشعب الإيراني وتحافظ على حقوقه الوطنية، فإنها لن تتردد في اتخاذ تلك الخطوة.

اجتماع ثلاثي حول الملف النووي

من جهة أخرى، كشف بقائي عن اجتماع مرتقب سيجمع بين إيران وروسيا والصين في طهران غداً (الثلاثاء). يهدف الاجتماع الذي سيُعقد على مستوى مديري العموم لوزارات الخارجية إلى مناقشة القضايا المتعلقة بالملف النووي الإيراني. وأوضح المتحدث أن الصين وروسيا، كونهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وعضوين في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني)، يمكنهما لعب دور محوري في أي عملية تُجرى ضمن المجلس.

وأشار بقائي إلى وجود توافق كبير بين الدول الثلاثة حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية، مما يعكس العلاقات الجيدة التي تربط إيران بكل من الصين وروسيا. كما تحدث عن مشاورات بناءة جرت بين هذه الدول خلال العام الماضي بشأن مسألة “آلية إعادة العقوبات التلقائية”.

زيارة لاريجاني إلى موسكو

وفي سياق متصل بالعلاقات الإيرانية الروسية، تحدث المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن زيارة مستشار القائد الأعلى الإيراني علي لاريجاني إلى موسكو. وأوضح أن لاريجاني نقل رسالة خاصة من الرئيس مسعود بزشكيان إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بصفته مبعوثاً خاصاً للرئيس الإيراني. وأكد بقائي أن إرسال مبعوث خاص يُعتبر أمراً طبيعياً ضمن العلاقات الدبلوماسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا ذات الأهمية البالغة والتطورات الحساسة.

محادثات مع دول الترويكا الأوروبية

أما فيما يتعلق بالمحادثات مع دول الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، فقد أعلن المتحدث الإيراني أن جولة جديدة ستُعقد قريباً في إسطنبول لمناقشة الملف النووي وقضية رفع العقوبات المفروضة على إيران. وفي هذا السياق، وصف بقائي “آلية الزناد” بأنها غير مبررة وغير قانونية أو أخلاقية.

“آلية الزناد”، التي تم تضمينها ضمن الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، هي آلية قانونية تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران تلقائياً إذا ثبت أنها خرقت التزاماتها النووية.

تحليل الوضع الراهن وتأثيراته الإقليمية والدولية

إن رفض إيران للحوار المباشر مع الولايات المتحدة يأتي في ظل توترات متزايدة بين البلدين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران. هذا القرار يعكس موقفاً ثابتاً لإيران تجاه الضغوط الأمريكية ويبرز أهمية التحالفات الاستراتيجية التي تسعى لتطويرها مع كل من روسيا والصين.

على الصعيد الإقليمي والدولي، تلعب السعودية دوراً محورياً عبر دعم الاستقرار وموازنة القوى بما يخدم السلام والأمن الدوليين. إن المملكة العربية السعودية تعمل بشكل استراتيجي لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لضمان أمن المنطقة واستقرارها.