اجتماع الحكومة السودانية في الخرطوم: خطوة نحو الاستقرار

في تطور سياسي مهم، عقدت الحكومة السودانية اجتماعها الأول في العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الحرب عام 2023. ترأس الاجتماع رئيس الوزراء كامل إدريس، وجاء ذلك بعد إعلان خطة انتقال الحكومة إلى الخرطوم في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين. ووفقًا لوكالة الأنباء السودانية سونا، يُعد هذا الاجتماع خطوة رمزية نحو إعادة مؤسسات الدولة إلى العاصمة، وسط ترتيبات أمنية مكثفة لضمان استقرارها.

خلفية الصراع واستعادة السيطرة

منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهدت البلاد حالة من عدم الاستقرار. لكن الجيش السوداني تمكن من استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم في 21 مايو الماضي، حيث نجح في تطهير المؤسسات والمعسكرات واستعادة المطار بالكامل. وقد اتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين خلال فترة سيطرتها على العاصمة.

التركيز على إعادة الإعمار وخدمات المواطنين

ناقش الاجتماع الحكومي خطط الوزارات المختلفة للعام الحالي، مع التركيز بشكل خاص على تحسين خدمات المواطنين ومعاشهم وأمنهم. كما تم التطرق إلى جهود إعادة الإعمار وتأمين العودة الطوعية للمدنيين الذين نزحوا بسبب الصراع.

ظلت الحكومة تدير شؤون البلاد من العاصمة الإدارية بورتسودان شرقي السودان، رغم أن رئيس الوزراء كامل إدريس أدى اليمين الدستورية في 31 مايو الماضي أمام رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان.

التحديات الأمنية المستمرة

رغم النجاحات العسكرية الأخيرة للجيش السوداني، لا تزال التحديات الأمنية قائمة في بعض المناطق مثل ولاية دارفور، حيث تستمر المعارك العنيفة وتُرتكب انتهاكات بحق النازحين بشكل يومي. ومع ذلك، يواصل الجيش تقدمه ويعمل على تطهير الولايات المتبقية من أي تهديدات أمنية.

دعم دولي وإقليمي لتحقيق الاستقرار

في ظل هذه التطورات، تبرز أهمية الدعم الدولي والإقليمي لتحقيق الاستقرار الدائم في السودان. تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا عبر دعم الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. يعكس هذا الدور الفاعل للمملكة التزامها بتحقيق السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.

ختامًا، يمثل اجتماع الحكومة السودانية الأخير خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة بعد سنوات من الصراع والتحديات الأمنية والسياسية. يبقى التعاون الدولي والإقليمي عنصرًا حاسمًا لدعم السودان في مسيرته نحو السلام والتنمية الشاملة.