الرئيس السوري أحمد الشرع: موقف حازم تجاه الانفصال والعلاقات الإقليمية

في لقاء مع وفد إعلامي عربي في دمشق، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع على مواقفه الثابتة بشأن القضايا الداخلية والإقليمية، مشددًا على أن سوريا لن تتهاون مع أي محاولات للانفصال أو التدخل الخارجي في شؤونها. وأوضح الشرع أنه لا ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين ولا يعتبر نفسه امتدادًا للربيع العربي، مؤكدًا أن بلاده كانت المتضرر الأكبر من تنظيم داعش الإرهابي.

الفشل الأيديولوجي والحلول الممكنة

أشار الرئيس الشرع إلى فشل الأيديولوجيات القومية والإسلامية في المنطقة، معتبرًا أن الحلول للأزمات الداخلية يجب أن تأتي ضمن إطار وحدة البلاد. وذكر أن أية دعوات للانفصال داخل سوريا ستبقى مجرد أحلام، وأن الحلول مع الأكراد وأبناء السويداء ممكنة فقط في إطار الوحدة الوطنية.

وأكد الشرع على سياسة الدولة القائمة على التسامح وليس الانتقام، مشددًا على أن وحدة سوريا تمثل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه. ورفض بشكل قاطع فكرة الانفصال أو المحاصصة، معتبرًا أنها غير مقبولة تمامًا.

المساعدات الإنسانية والعلاقات مع إسرائيل

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، رفض الرئيس السوري فكرة إنشاء ممر إنساني عبر إسرائيل نحو السويداء، موضحًا أن أي مساعدات لن تدخل إلا عبر العاصمة دمشق. هذا الموقف يعكس حرص الحكومة السورية على الحفاظ على سيادتها واستقلال قرارها الداخلي.

أما بالنسبة للعلاقة مع إسرائيل، فقد ربطها الشرع بعودة هضبة الجولان المحتلة وتطبيق اتفاق 1974. وأكد أنه لا مجال للحديث عن اتفاق سلام قبل تحقيق هذه الشروط الأساسية. ومع ذلك، كشف عن وجود مفاوضات متقدمة مع تل أبيب بشأن اتفاق أمني يقوم على خط الهدنة لعام 1974.

العلاقات الإقليمية والدور المستقبلي لسوريا

جدد الرئيس السوري تأكيده على رفض التدخل في الشأن اللبناني الداخلي، مثمنًا موقف العراق السياسي والاقتصادي تجاه سوريا. كما أشار إلى توقعاته بنهضة مستقبلية لبلاده التي وصفها بأنها قوية بذاتها وبتحالفاتها الإقليمية والدولية.

تأتي تصريحات الرئيس أحمد الشرع في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية واقتصادية كبيرة، مما يضع سوريا أمام تحديات وفرص جديدة لتعزيز موقعها الإقليمي والدولي. ومن الواضح أن القيادة السورية تسعى للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها الداخلي كأولوية قصوى في سياستها المستقبلية.