ضمانات أمنية لأوكرانيا: الناتو في قلب المناقشات

في خطوة قد تعيد تشكيل المشهد الأمني الأوروبي، كشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته عن مناقشات جارية لمنح أوكرانيا ضمانات أمنية شبيهة بتلك التي يقدمها الحلف للدول الأعضاء.

جاء هذا الإعلان عقب اجتماع رفيع المستوى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين، حيث أشار روته إلى أن الولايات المتحدة أبدت رغبتها في المشاركة في تصور هذه الضمانات الأمنية.

المادة 5: حجر الزاوية للأمن الجماعي

تسعى كييف للحصول على حماية مماثلة لما تؤمنه المادة 5 من معاهدة حلف الناتو، التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو يُعتبر هجوماً على جميع الأعضاء، مما يستدعي رد فعل جماعي سواء كان عسكرياً أو دبلوماسياً.

ومع ذلك، أكد روته أن ما يُناقش ليس عضوية أوكرانيا في الناتو بل ضمانات أمنية وفقاً للمادة 5. وأوضح أنه لم تتم مناقشة إرسال قوات برية إلى الأراضي الأوكرانية في واشنطن.

تحالف الراغبين: قوة جديدة لأوكرانيا؟

طرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فكرة تشكيل قوة منبثقة من “تحالف الراغبين” تتمركز في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار أو اتفاق السلام. ومع ذلك، لم يتم توضيح شكل هذه القوة علناً حتى الآن.

تشمل الأفكار المطروحة أيضاً تشكيل “قوة حفظ سلام” متكاملة ومسلحة لدعم الجيش الأوكراني لأغراض دفاعية فقط. الهدف هو ردع روسيا ودفع الكرملين للتفكير مليّاً قبل الدخول في صراع مع جنود من دول أعضاء في حلف الناتو.

التحديات والآفاق المستقبلية

تكمن المشكلة الرئيسية في أن مثل هذا المقترح يتطلب عشرات الآلاف من الجنود ليكون رادعاً ذا مصداقية. كما تبرز فكرة تشكيل قوة “فخ”، وهي أصغر بكثير لكنها لن تتمكن من تدعيم القوات الأوكرانية بقوة كبيرة.

مع استمرار المناقشات والتطورات السياسية والعسكرية، يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية تحقيق التوازن بين تقديم الدعم الفعال لأوكرانيا والحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي. إن القرارات القادمة ستكون حاسمة لتحديد مسار الأمن الأوروبي والعالمي.