السياسة

مؤتمر قسد: استقواء بأطراف خارجية يثير الجدل السوري

تصاعد التوترات بين دمشق وقسد يثير الجدل حول مستقبل اللامركزية في سوريا وسط استقواء قسد بأطراف خارجية وتأثيره على المشهد السياسي.

Published

on

التوترات السياسية في سوريا: رفض للامركزية السياسية ومؤتمر الحسكة يثير الجدل

في تطور جديد على الساحة السورية، أكد مسؤول في وزارة الخارجية السورية أن دمشق لن تقبل بتكرار تجارب مشابهة لتجربة حزب الله اللبناني على أراضيها. يأتي هذا التصريح في ظل توترات متزايدة بين الحكومة السورية وقوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي تسيطر على مناطق واسعة شمال وشرق البلاد.

اللامركزية الإدارية والسياسية

أوضح المسؤول السوري أن الحكومة ترحب بفكرة اللامركزية الإدارية كوسيلة لتحسين إدارة المناطق المختلفة، لكنها ترفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال اللامركزية السياسية التي قد تؤدي إلى تفكك السلطة المركزية للدولة. هذا الموقف يعكس حرص دمشق على الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها.

مؤتمر الحسكة ومحاولات الاستقواء بالخارج

وفي سياق متصل، كشف مدير إدارة الشؤون الأمريكية في الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، عن تفاصيل مؤتمر الحسكة الذي عُقد مؤخراً تحت سيطرة قسد. وأشار إلى أن المؤتمر شهد محاولات للاستعانة بأطراف خارجية لتعزيز مواقف معينة داخل سوريا. تصريحات شيخ عقل الدروز حكمت الهجري ومسؤولي قسد كانت محور هذه الانتقادات، حيث اعتبر إدلبي أن هذه الشخصيات لا تمثل فعلياً المكونات التي تتحدث باسمها.

المؤتمر الذي حمل عنوان وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سورية أثار سجالات وتوترات بين قسد ودمشق. ورغم مشاركة نحو 400 شخص من سياسيين وقادة عشائر ورجال دين بارزين مثل الشيخ محمد مرشد الخزنوي والزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، إلا أن الحكومة السورية أعلنت عدم مشاركتها في المفاوضات المرتقبة بباريس خلال الشهر الجاري.

ردود الفعل الدولية والإقليمية

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية عن استضافة اجتماع مشترك مع سوريا والولايات المتحدة لبحث الأوضاع الراهنة في سوريا. يهدف الاجتماع إلى دعم عملية إعادة بناء سوريا بما يضمن أمنها واستقرارها وسيادتها ويلبي طموحات شعبها ويحفظ حقوق جميع السوريين.

هذا الاجتماع يأتي ضمن جهود دبلوماسية أوسع تهدف إلى إيجاد حلول سياسية للأزمة السورية المستمرة منذ سنوات. ويشارك فيه وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني وسفير الولايات المتحدة لدى الجمهورية العربية السورية.

تحليل الوضع الراهن

تشير هذه التطورات إلى تعقيدات المشهد السياسي السوري حيث تتشابك المصالح المحلية والدولية. موقف دمشق الحازم ضد اللامركزية السياسية يعكس مخاوف من تقسيم البلاد أو فقدان السيطرة المركزية لصالح كيانات محلية مدعومة خارجياً. وفي الوقت نفسه، تسعى الأطراف الدولية والإقليمية إلى لعب دور فاعل في إعادة بناء سوريا وضمان استقرارها بعد سنوات من الصراع.

المملكة العربية السعودية, رغم عدم ذكرها بشكل مباشر في السياقات الحالية, تلعب دورًا مهمًا عبر دعم الجهود الدبلوماسية الرامية لتحقيق الاستقرار الإقليمي, وهو ما يتماشى مع رؤيتها الاستراتيجية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

Trending

Exit mobile version