السياسة
تراجع النفوذ الروسي في إفريقيا: الأسباب والتداعيات
تراجع النفوذ الروسي في إفريقيا بعد فشل فاغنر يثير تساؤلات حول مستقبل موسكو في القارة ومحاولاتها التعويض بفيلق إفريقيا الجديد.
روسيا تواجه تحديات في إفريقيا: فشل “فاغنر” ومحاولات التعويض بـ”فيلق إفريقيا”
في تقرير مثير للجدل، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تراجع النفوذ الروسي العسكري والسياسي في القارة الإفريقية بعد الفشل الذريع الذي واجهته مجموعة المرتزقة الشهيرة فاغنر وانشقاق مؤسسها. هذا الفشل أدى إلى فقدان السيطرة الروسية في دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مما دفع موسكو لمحاولة التعويض من خلال إنشاء قوة جديدة تحت مسمى فيلق إفريقيا.
محاولات التعويض بفيلق جديد
أوضحت الصحيفة أن الكرملين قام بتأسيس قوة عسكرية جديدة تتكون من مسلحين مأجورين تحت اسم فيلق إفريقيا. لكن هذه القوة لم تتمكن من تحقيق النجاحات المالية والنفوذ السياسي الذي كانت تحظى به مجموعة فاغنر. يبدو أن التحديات التي تواجهها روسيا في القارة السمراء تتزايد، خاصة بعد تمرد مؤسس فاغنر، يفغيني بريجوجين، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومقتله المثير للجدل.
“ندم المشتري” وتغير التحالفات
صرح مسؤول عسكري أمريكي بأن المجالس العسكرية الحاكمة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو تشعر الآن بما وصفه بـندم المشتري، بعدما طردت القوات الأمريكية والفرنسية واعتمدت بدرجات متفاوتة على موسكو لمساعدتها في مواجهة تنظيمي القاعدة وداعش. هذا الشعور بالندم يعكس تحولاً محتملاً في التحالفات الإقليمية.
استعادة النفوذ الغربي
تشير التقارير إلى أن القوى الغربية تسعى لاستعادة نفوذها في منطقة الساحل الإفريقي. ويعبر خبراء استراتيجيون أمريكيون عن أملهم في تهميش الدور الروسي واستعادة موطئ قدم قوي لهم في مجال الأمن بغرب إفريقيا. هذا التحول يعكس تراجع النفوذ الروسي ويشير إلى إمكانية إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.
الوضع الأمني المتفاقم
بحسب خبراء أمنيون ومسؤولون غربيون، فإن التدخل الروسي ساهم بشكل كبير في تفاقم الوضع الأمني بمنطقة الساحل، حيث أصبحت المنطقة ساحة قتال مشتعلة بين المتشددين والقوى الغربية وحلفائها. وقدّر مركز إفريقيا للدراسات الإستراتيجية سقوط نحو 11 ألف شخص نتيجة الصراعات المستمرة منذ بداية العام الحالي.
التوقعات المستقبلية: هل تنجح روسيا؟
مع استمرار التوترات الأمنية والسياسية، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت روسيا ستنجح في تعزيز نفوذها مجدداً عبر “فيلق إفريقيا”، أم أن القوى الغربية ستتمكن من استعادة سيطرتها وتأمين مصالحها الاستراتيجية؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة مع تطورات الأحداث على الأرض.