السياسة
روسيا تدعو بريطانيا وفرنسا لمفاوضات نزع النووي مع أمريكا
روسيا تدعو لإشراك بريطانيا وفرنسا في محادثات نزع النووي مع أمريكا، توسيع دائرة الحوار النووي يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي.
المحادثات النووية بين روسيا والولايات المتحدة: دعوة لإدراج بريطانيا وفرنسا
في تطور جديد على الساحة الدولية، طالبت الرئاسة الروسية بإدراج ترسانتي بريطانيا وفرنسا في المحادثات الجارية بشأن الحد من الأسلحة النووية الإستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة. جاء ذلك وفقًا لما نقله المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الذي أكد على أهمية توسيع نطاق المحادثات لتشمل قوى نووية أخرى.
خلفية تاريخية ومعاهدة “نيو ستارت”
تُعد معاهدة “نيو ستارت” بين الولايات المتحدة وروسيا واحدة من أهم الاتفاقيات الثنائية التي تهدف إلى الحد من الأسلحة النووية الإستراتيجية. وُقعت المعاهدة في عام 2010 ودخلت حيز التنفيذ في عام 2011، حيث تحدد عدد الرؤوس النووية الإستراتيجية المنشورة عند 1550 رأساً لكل جانب، بالإضافة إلى تحديد وسائل إطلاقها بما فيها الصواريخ والغواصات والطائرات القاذفة عند 700 لكل طرف.
ومع اقتراب انتهاء أجل المعاهدة العام القادم، اقترح الكرملين هذا الشهر الإبقاء طواعية لمدة عام على القيود المفروضة على الأسلحة النووية الإستراتيجية المنشورة المنصوص عليها في المعاهدة. يأتي هذا الاقتراح في ظل تعليق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشاركة بلاده في المعاهدة خلال العام الجاري، مع تأكيد موسكو التزامها بالقيود المفروضة على الرؤوس الحربية.
موقف البيت الأبيض والدعوات الأمريكية
من الجانب الأمريكي، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت مقترح الرئيس الروسي بأنه “جيد للغاية”، لكنها أشارت إلى أن القرار النهائي يعود للرئيس دونالد ترمب. يطالب ترمب بإطلاق محادثات لنزع السلاح النووي تشمل روسيا والصين أيضًا، مما يعكس رغبة أمريكية في توسيع دائرة الحوار ليشمل قوى نووية أخرى ذات تأثير عالمي.
التوترات الأوروبية والدور البريطاني الفرنسي
تشكل الترسانتان البريطانية والفرنسية جزءًا من المشهد الأمني الأوروبي والعالمي الأوسع. ورغم أن حجم هذه الترسانات أصغر بكثير مقارنة بالترسانتين الروسية والأمريكية، إلا أن إدراجهما في المحادثات يعد خطوة نحو تعزيز الاستقرار الإستراتيجي العالمي. تأتي هذه الدعوة الروسية وسط تصاعد التوترات الأوروبية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا ومحاولاتها إقناع الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات أشد على موسكو.
التحليل والمستقبل المحتمل للمحادثات
إن إدراج بريطانيا وفرنسا في محادثات الحد من الأسلحة النووية قد يسهم في تعزيز الشفافية والثقة بين القوى الكبرى ويقلل من مخاطر سباق التسلح الجديد. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية للدول المعنية وقدرتها على تجاوز الخلافات الحالية لتحقيق أهداف مشتركة تتعلق بالأمن الدولي والاستقرار الإقليمي.
الموقف السعودي:
في سياق مشابه للتوازن الاستراتيجي الذي تسعى إليه المملكة العربية السعودية عبر سياساتها الدبلوماسية المتوازنة، يمكن اعتبار الدعوات لتوسيع نطاق المحادثات لتشمل المزيد من الدول خطوة نحو تحقيق استقرار أكبر وأمن شامل يتماشى مع الأهداف السعودية لتعزيز السلام والأمن الإقليمي والدولي.