زراعة 5 آلاف شجرة في اليمن تكريماً لافتهان

تعز تودّع افتهان المشهري: رمز النضال والعمل العام

في مشهد مؤثر يعكس حجم الخسارة التي ألمّت بمحافظة تعز، شيّعت جموع غفيرة اليوم (الثلاثاء) جثمان المسؤولة الحكومية البارزة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، والتي اغتيلت برصاص مسلحين وسط المدينة قبل أيام.

أدى المشيعون صلاة الجنازة على الفقيدة في حضور رسمي وشعبي واسع، قبل أن يُنقل جثمانها إلى مسقط رأسها حيث ووريت الثرى. وقد أثارت جريمة اغتيال المشهري في 18 سبتمبر الجاري صدمة عارمة في الشارع اليمني عموماً، وأشعلت موجة غضب شعبي واستياء واسع.

حملة أمنية ناجحة تلقي القبض على الجناة

في أعقاب الجريمة المروعة، أطلقت اللجنة الأمنية حملة مشتركة تمكنت من إلقاء القبض على الجناة وعدد من المطلوبين الآخرين. هذه الحملة لم تقتصر فقط على مرتكبي الجريمة بل شملت أيضاً عددًا من الفارين من العدالة على ذمة قضايا أخرى.

إرث افتهان: خدمة المجتمع وإيقاظ روح الثورة

استذكر المشيعون الدور الكبير الذي لعبته المشهري في خدمة تعز عبر إدارتها لصندوق النظافة والتحسين. اعتبروا رحيلها خسارة فادحة لشخصية وطنية كرّست حياتها للعمل العام وخدمة المجتمع. لقد كانت رمزاً لإيقاظ روح الثورة في نفوس الجماهير ضد الظلم ودفعهم نحو تحقيق العدالة.

غرس الأشجار: تخليد لذكراها ورسالة للأجيال القادمة

في لفتة رمزية تعكس المكانة التي حظيت بها المشهري بين أبناء المدينة، بادر المشيعون إلى غرس خمسة آلاف شجرة تخليداً لذكراها. هذه الخطوة لم تكن مجرد تكريم للراحلة بل رسخت ذكراها في وجدان أبناء المدينة كرمز للعطاء والتفاني.

اغتيال المشهري يفتح ملفات الفساد ويعزز حضور الدولة

اغتيال افتهان المشهري لم يكن مجرد حدث عابر بل كان له تأثير كبير أدى إلى حراك شعبي ورسمي قاد إلى تغييرات إيجابية ملموسة. تم تكريس حضور الدولة بشكل أكبر وفتح العديد من ملفات قضايا الفساد واستعادة مقرات ومبانٍ حكومية كانت مغتصبة. كما تم ملاحقة عدد من المطلوبين والفارين من العدالة الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية بالإعدام.

افتهان المشهري: اسم سيظل محفوراً في ذاكرة تعز واليمن ككل، ليس فقط لما قدمته خلال حياتها المهنية ولكن أيضاً لما أثارته وفاتها من حراك نحو التغيير والعدالة.