الفيضانات تهدد قلب باكستان الزراعي: إجلاء 150 ألف شخص تحسباً لتصريف المياه الهندي

في خطوة حاسمة لمواجهة كارثة طبيعية محتملة، قامت السلطات الباكستانية بإجلاء ما لا يقل عن 150 ألف شخص من المناطق الواقعة على ضفاف ثلاثة أنهار رئيسية في قلب الأراضي الزراعية، بعد تلقيها تحذيرات من الهند حول نيتها تصريف المياه الزائدة من أحد السدود.

تحذيرات هندية وتصريف مياه متوقع

اجتاحت الأمطار الغزيرة والفيضانات كلا البلدين في الأسابيع القليلة الماضية، مما جعل الوضع أكثر تعقيداً. وقد حذرت الهند باكستان بأنها تعتزم تصريف المياه من سد مادوبور الذي امتلأ سريعاً بسبب الأمطار الغزيرة. هذا السد يقع على الجانب الهندي من إقليم البنجاب، وهو منطقة استراتيجية تُعتبر “سلة الخبز” لباكستان.

من جانبه، أكد مصدر حكومي هندي أن التحذير لم يحدد سداً بعينه، ولكنه جاء نتيجة للأمطار الغزيرة التي دفعتهم إلى مشاركة تحذير ثانٍ مع باكستان عبر القنوات الدبلوماسية.

إجراءات احترازية وإخلاء واسع النطاق

أعلنت الهيئة الوطنية الباكستانية لإدارة الكوارث أن الأنهار الثلاثة – رافي وسوتليج وتشيناب – تشهد فيضانات تتراوح بين المتوسطة والعالية. وأكد المسؤول الباكستاني مظهر حسين أن الهند ستصرف كمية مياه محسوبة خلال الأيام القادمة، مما دفع السلطات إلى إخلاء مئات القرى على ضفاف هذه الأنهار.

إقليم البنجاب هو القلب النابض للقطاع الزراعي في باكستان، حيث ينتج أغلب المحاصيل الأساسية وتوجد به مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة. لذا فإن أي تأثير سلبي على هذا الإقليم قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية خطيرة على البلاد بأسرها.

التوقعات المستقبلية والتحديات المقبلة

مع استمرار هطول الأمطار وتحذيرات الهند المتكررة بشأن تصريف المياه، يبقى التحدي الأكبر أمام السلطات الباكستانية هو كيفية التعامل مع الفيضانات المحتملة دون التأثير بشكل كبير على الإنتاج الزراعي والإمدادات الغذائية. كما يتعين عليها تعزيز التعاون مع الجانب الهندي لضمان تبادل المعلومات بشكل فعال وسريع لتفادي أي كارثة محتملة.

المستقبل يبدو غامضاً ولكن الاستعدادات الجيدة قد تكون المفتاح لتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة. ومع تزايد التغيرات المناخية العالمية، قد يكون الوقت قد حان لتعزيز استراتيجيات إدارة الكوارث وتحسين البنية التحتية للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة بفعالية أكبر.