السياسة
باكستان تتحدى الأمم المتحدة بشأن ترحيل الأفغان
باكستان تصر على ترحيل اللاجئين الأفغان رغم الضغوط الدولية، متحدية دعوات الأمم المتحدة لوقف الإجراءات، فهل ستتغير السياسة قريباً؟
باكستان تتمسك بقرار ترحيل اللاجئين الأفغان رغم الضغوط الدولية
أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية يوم السبت تمسكها بقرار ترحيل اللاجئين الأفغان من أراضيها، متجاهلة دعوات الأمم المتحدة لوقف هذه الإجراءات. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، أن سياسة الإعادة إلى الوطن لم تتغير ولن يتم تعليق العملية، مشيراً إلى أن باكستان تحتفظ بـ“سياسة تأشيرات ليبرالية” للأفغان الذين يسعون للدخول بشكل قانوني.
تحذيرات أممية وتداعيات إنسانية
في ظل الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم كونار الأفغاني وأسفر عن نزوح الآلاف، طالب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، باكستان بوقف عمليات الترحيل. كما دعا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في أفغانستان، ريتشارد بينيت، باكستان إلى تأجيل عمليات الطرد محذراً من تداعيات أزمة إنسانية خطيرة على الأسر الضعيفة في أفغانستان.
وكانت الحكومة الباكستانية قد حددت الأول من سبتمبر كموعد نهائي للاجئين الأفغان غير حاملي الوثائق ومن انتهت تصاريح إقامتهم المؤقتة لمغادرة البلاد طوعاً. هذا القرار يأتي وسط مخاوف متزايدة بشأن الأوضاع الإنسانية في أفغانستان خاصة بعد الكوارث الطبيعية الأخيرة.
التحديات التي تواجه الطلاب الأفغان
رغم مؤشرات الانفراج الدبلوماسي بين كابل وإسلام آباد، لا تزال أزمة اللاجئين الأفغان قائمة. يعاني الطلاب الأفغان الحاصلون على قبول دراسي في الجامعات والمعاهد التعليمية الباكستانية من توقف تجديد تأشيراتهم. وذكرت قناة “طلوع نيوز” أن هؤلاء الطلاب تقدموا بطلبات تمديد منذ أربعة أشهر دون استجابة حتى الآن.
من جانب آخر، ذكر مسؤولون أفغان أن آلاف العائلات عادت إلى كابل عبر الحدود بين البلدين رغم الزلزال المدمر الذي ضرب ولايات شرقية من أفغانستان مؤخراً.
السياق السياسي والدبلوماسي
تأتي هذه التطورات في سياق تاريخي معقد للعلاقات بين باكستان وأفغانستان. فقد شهد البلدان توترات مستمرة بسبب قضايا الحدود واللاجئين والمخاوف الأمنية المشتركة. ومع ذلك، تسعى الحكومتان لتحقيق تقارب دبلوماسي يهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون الاقتصادي.
المملكة العربية السعودية تلعب دوراً مهماً في دعم جهود السلام والاستقرار بالمنطقة عبر مبادرات دبلوماسية متعددة الأطراف تهدف لتعزيز الحوار والتفاهم بين الدولتين الجارتين.
مواقف دولية متباينة
بينما تواصل الأمم المتحدة الضغط على باكستان لتخفيف إجراءاتها تجاه اللاجئين الأفغان لأسباب إنسانية واضحة، تدافع إسلام آباد عن موقفها باعتباره حقاً سيادياً لتنظيم شؤون الهجرة داخل حدودها بما يتوافق مع مصالحها الوطنية والأمنية.