التوترات الروسية الأوروبية حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا

في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوروبا، رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشكل قاطع أي وجود للقوات الأوروبية في أوكرانيا، واصفاً ذلك بأنه “غير مقبول إطلاقاً”. يأتي هذا الموقف في وقت تجري فيه مشاورات مكثفة بين القادة الأوروبيين والأمريكيين لتحديد ضمانات أمنية لكييف.

الموقف الروسي من الضمانات الأمنية

أكد لافروف أن أي تدخل أوروبي في أوكرانيا يُعتبر بمثابة تدخل خارجي غير مقبول على الأراضي الأوكرانية. وفي سياق متصل، اتهم الوزير الروسي قادة أوروبا بمحاولة تقويض التقدم الذي تم إحرازه خلال القمة الأمريكية – الروسية الأخيرة التي عقدت في ألاسكا، والتي تناولت إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام محتمل في أوكرانيا.

وأشار لافروف إلى أن حلفاء كييف الأوروبيين يسعون لتحويل التركيز بعيداً عن معالجة ما تسميه موسكو الأسباب الجذرية للصراع. كما أعرب عن مخاوف بلاده بشأن المناقشات الأوروبية حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا دون مشاركة موسكو، مؤكداً أن الأفكار التي لا تتماشى مع تلك التي حددتها روسيا خلال محادثاتها مع أوكرانيا في إسطنبول عام 2022 هي أفكار “لا طائل منها”.

الاتهامات الروسية لأوكرانيا

اتهم وزير الخارجية الروسي أوكرانيا بعدم الاهتمام بالتوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد. وأوضح أن تصريحات المسؤولين الأوكرانيين تشير إلى عدم اهتمامهم بتسوية مستدامة وعادلة وطويلة الأمد. كما شدد على استعداد الرئيس فلاديمير بوتين للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه أكد على ضرورة حل بعض القضايا قبل عقد مثل هذا الاجتماع.

التحديات أمام اللقاء المحتمل بين بوتين وزيلينسكي

من الجدير بالذكر أن بوتين يشكك في شرعية زيلينسكي بسبب تأجيل الأخير للانتخابات في أوكرانيا نتيجة استمرار الحرب. ويعتبر حل قضية الشرعية أمراً ضرورياً قبل توقيع موسكو على أي وثيقة مع كييف.

وفي ظل هذه التطورات، تظل العلاقات بين روسيا وأوروبا متوترة، حيث تسعى كل طرف لتحقيق مصالحه الاستراتيجية وسط تعقيدات المشهد السياسي والأمني الإقليمي والدولي.