السياسة

تحديات التكنولوجيا الإسرائيلية: حرب غزة والذكاء الاصطناعي

تواجه التكنولوجيا الإسرائيلية تحديات كبيرة مع تأثيرات حرب غزة والذكاء الاصطناعي، مما يهدد مستقبل الوظائف ويزيد البطالة في القطاع.

Published

on

تحديات قطاع التكنولوجيا في إسرائيل

يشهد قطاع التكنولوجيا في إسرائيل، الذي يُعتبر المحرك الأساسي للاقتصاد، فترة صعبة بسبب تأثيرات الحرب على غزة والتقدم السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي. وفقًا لدراسة حديثة من مركز تاوب لأبحاث السياسات الاجتماعية، فإن هذه العوامل أدت إلى ارتفاع معدل البطالة بين العاملين في القطاع، مع تراجع ملحوظ في عدد الوظائف المتاحة، خاصة للشباب وذوي الخبرة المحدودة. وقد أطلق الباحثون على هذا الوضع اسم “أزمة الشباب”.

نمو قبل الانتكاسة

قبل هذه التحديات، شهد قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي نموًا كبيرًا. فقد ارتفع عدد العاملين بنسبة تقارب 60 بين عامي 2014 و2023، ليصل إلى حوالي 150 ألف موظف معظمهم يعملون في مجال البحث والتطوير. كما ارتفعت الأجور بشكل ملحوظ لتظل أعلى بكثير من المتوسط الاقتصادي العام.

لكن الحرب الأخيرة أثرت سلبًا على القطاع، خصوصًا فيما يتعلق بالتوظيف واستقرار الوظائف. هذا يعني أن الكثير من الأشخاص الذين كانوا يعتمدون على وظائفهم في هذا المجال قد يواجهون الآن تحديات كبيرة.

أثر الذكاء الاصطناعي

ركزت الدراسة أيضًا على تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف التقليدية. فقد أدى تطبيق الأتمتة إلى تغيير هيكلية التوظيف بشكل كبير. بينما انخفضت وظائف الدعم التقليدية، ارتفعت الأجور لبعض العمال المتخصصين الذين يمتلكون مهارات تتناسب مع التقنيات الجديدة.

كما أظهرت الدراسة وجود فجوات واضحة بين المجموعات السكانية المختلفة: إذ يعمل نحو 25 من الرجال اليهود غير الحريديم في قطاع التكنولوجيا المتقدمة مقارنة بـ12 فقط من النساء اليهوديات غير الحريديم. أما المجتمع الحريدي والعربي فسجلوا نسب أقل بكثير.

التباينات الجغرافية

على الصعيد الجغرافي، شهدت مناطق شمالية مثل الشمال وبحر الجليل وصفد انخفاضًا في التوظيف بقطاع التكنولوجيا. بينما سجلت القدس ووادي يزرعيل زيادة طفيفة في عدد العاملين بالقطاع.

وتظل تل أبيب المدينة الرائدة من حيث أعداد العاملين بالتكنولوجيا إلى جانب مدن أخرى مثل بتاح تكفا وحيفا ورحوفوت.

تصريحات الخبراء

قال البروفيسور جيل إبستاين، أحد مؤلفي الدراسة: “إن تسريع استخدام الذكاء الاصطناعي والأتمتة يغيران بشكل جذري وجه التوظيف في الصناعات التقنية”. وأكد أن القطاع يشهد تحولات كبيرة تتطلب إعادة التفكير في كيفية تأهيل القوى العاملة المستقبلية لمواجهة هذه التغييرات.

التأثير المستقبلي

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يؤثران بشكل مباشر على حياتنا اليومية والمستقبلية. فمع تقدم الأتمتة والذكاء الاصطناعي، قد نرى تغيرات كبيرة ليس فقط في نوع الوظائف المتاحة ولكن أيضًا في المهارات المطلوبة للحصول عليها.

لذلك يجب علينا جميعًا التفكير بجدية حول كيفية الاستعداد لهذه التحولات المستقبلية. سواء كان ذلك عن طريق التعلم المستمر أو اكتساب مهارات جديدة تتناسب مع متطلبات السوق الحديثة.

Trending

Exit mobile version