السياسة
إسرائيل تخطط لاحتلال غزة: تفاصيل خطة الـ6 أشهر
إسرائيل تخطط لاحتلال غزة خلال 6 أشهر وسط تصاعد التوترات، تفاصيل الخطة العسكرية تكشف عن إخلاء تدريجي للسكان نحو الجنوب.
التوترات تتصاعد: خطة إسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل خطة عسكرية إسرائيلية تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة، وهي خطوة قد تمتد لستة أشهر على الأقل. تأتي هذه الخطة في سياق تصاعد التوترات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، حيث تسعى إسرائيل إلى تنفيذ عملية إخلاء تدريجي لسكان المدينة باتجاه مناطق جنوب القطاع.
تفاصيل الخطة العسكرية
وفقًا لتقرير بثته قناة كان 11، فإن المرحلة الأولى من العملية تتضمن نقل أكثر من 800 ألف فلسطيني من مدينة غزة إلى منطقة المواصي، وهو ما يُتوقع أن يستغرق حوالي 45 يومًا. ومن المقرر أن يتم استدعاء قوات احتياط من الفرقة 146 ونشر الفرقة 98 في قطاع غزة، مما يرفع عدد الفرق العسكرية المشاركة في العملية إلى ست فرق رئيسية.
الجدول الزمني للخطة يشير إلى فرض طوق عسكري على مدينة غزة بحلول 25 أكتوبر، بالتزامن مع تقدم كبير في عملية الإخلاء السكاني. وتقدر مصادر أمنية إسرائيلية بأن العملية قد تستمر لنحو ستة أشهر على الأقل، ما لم يحدث تطور جوهري في ملف المفاوضات أو تبادل الأسرى.
تحفظات داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية
رغم الاستعدادات العسكرية المكثفة، أبدت قيادات بارزة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحفظاتها بشأن قرار الحكومة بالسيطرة على غزة. ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فقد شهدت نقاشات مطولة امتدت لأكثر من عشر ساعات تعبير رؤساء الأجهزة الأمنية عن تحفظاتهم بدرجات متفاوتة تجاه قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في العملية العسكرية الكبيرة بالقطاع.
المعنيون لم يعارضوا العمل العسكري من حيث المبدأ، لكنهم اعتبروا أن هناك خيارات أكثر ملاءمة لتحقيق الأهداف المرجوة دون تعريض حياة الجنود والرهائن للخطر المحتمل الذي قد ينجم عن احتلال غزة.
السياق السياسي والدبلوماسي
تأتي هذه الخطط وسط مشهد سياسي ودبلوماسي معقد يتطلب توازنًا دقيقًا بين الأهداف العسكرية والاعتبارات الإنسانية والسياسية. وفي هذا السياق، تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا عبر جهودها الدبلوماسية لتعزيز الاستقرار الإقليمي وحث الأطراف المعنية على تبني حلول سلمية ومستدامة للصراع القائم.
التحليل: إن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري الذي قد يحمل تداعيات كبيرة ليس فقط على المستوى المحلي بل والإقليمي أيضًا. ومع وجود تحفظات داخل القيادة الأمنية الإسرائيلية نفسها، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى نجاح هذه الخطة ومدى تأثيرها على الوضع الأمني والسياسي العام في المنطقة.
وجهات نظر مختلفة
من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن الخطوة الإسرائيلية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة وزيادة التوترات مع الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تعتبر أي تحرك عسكري إسرائيلي بمثابة تصعيد خطير يستوجب الرد. بينما يرى آخرون أن مثل هذه العمليات قد تكون ضرورية لضمان الأمن الإسرائيلي إذا ما تم تنفيذها بحذر وضمن إطار زمني محدد بوضوح.
ختاماً: يبقى الوضع الراهن محفوفاً بالتحديات والمخاطر التي تتطلب إدارة دقيقة وحكمة دبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد وضمان حماية المدنيين وتحقيق السلام والاستقرار المنشودين في المنطقة.