السياسة
إسرائيل وعبور مقاتلي حماس: ما وراء الخط الأصفر؟
التوترات تتصاعد في غزة مع احتمالات جديدة لعبور مقاتلي حماس للخط الأصفر، مفاوضات معقدة تفتح أبواب تساؤلات حول مستقبل المنطقة.
التوترات في غزة: احتمالات جديدة ومفاوضات معقدة
في تطور جديد على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، رجحت مصادر أمنية إسرائيلية إمكانية السماح لعناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بالخروج من المناطق العالقة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي إلى داخل مناطق الخط الأصفر. هذا الاحتمال يأتي بشرط أن يعبر المقاتلون دون أسلحتهم، وفقًا لما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن هذه المصادر.
مفاوضات عبر الوسطاء
في سياق متصل، كشفت مصادر من حركة حماس عن مفاوضات جارية عبر وسطاء لإخراج مقاتلين عالقين خلف الخط الأصفر داخل أنفاق في رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة. يُقدر عدد هؤلاء المقاتلين بالعشرات من عناصر كتائب القسام. تأتي هذه التحركات وسط تصاعد التوترات والعمليات العسكرية في المنطقة.
من جانبه، انتقد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش هذا الاحتمال بشدة. ووصفه بأنه “جنون تام”، مطالبًا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإيقاف هذا الأمر فورًا. وبدوره، أكد نتنياهو وجود جيوب لحماس في أجزاء من غزة تحت السيطرة الإسرائيلية، خاصة في رفح وخان يونس، متوعدًا بالقضاء عليها.
تصاعد العمليات الميدانية
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المعلن سابقًا، تستمر العمليات العسكرية المكثفة في قطاع غزة. تشهد مدينة خان يونس جنوب القطاع قصفًا مدفعيًا عنيفًا وإطلاق نار من الدبابات المتمركزة شرق المدينة. كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق شرق المدينة بالتزامن مع عمليات نسف وتفجير لمنازل سكنية.
وفي وسط القطاع، تواصل المدفعية الإسرائيلية قصف المناطق الشرقية لمدينة دير البلح مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة في أجواء المنطقة. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية عدة منازل شرق مدينة غزة بالتزامن مع استمرار تفخيخ المنازل وتفجيرها بواسطة القوة الهندسية التابعة للجيش الإسرائيلي.
الوضع الراهن والتحديات المستقبلية
تتركز العمليات العسكرية الحالية داخل ما يعرف بـ”المنطقة الحمراء” التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بشكل كامل تقريباً. ومع استمرار التصعيد العسكري والمفاوضات المعقدة عبر الوسطاء لإيجاد حلول إنسانية وسياسية للأزمة المستمرة منذ سنوات طويلة، يبقى الوضع الراهن محفوفاً بالتحديات والمخاطر لكلا الجانبين.
المملكة العربية السعودية تتابع هذه التطورات بقلق بالغ وتسعى دائمًا لدعم الاستقرار والسلام في المنطقة عبر جهود دبلوماسية مستمرة تهدف إلى إيجاد حلول عادلة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بما يتماشى مع القرارات الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.