السياسة
إيران تحذر أوروبا من مخاطر تفعيل آلية الزناد النووية
إيران تحذر أوروبا: تفعيل آلية الزناد النووية يهدد بتصعيد التوترات وإعادة فرض العقوبات، فهل تتجه المنطقة نحو أزمة جديدة؟
التوترات بين إيران والترويكا الأوروبية: تفعيل “آلية الزناد” والعواقب المحتملة
في خضم التوترات المتزايدة حول البرنامج النووي الإيراني، ناقش مجلس الشورى الإيراني اليوم (الثلاثاء) قرار الترويكا الأوروبية المكونة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا بشأن إمكانية تفعيل “آلية الزناد”. هذه الآلية تسمح بإعادة فرض العقوبات على إيران دون الحاجة إلى تصويت في مجلس الأمن، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من الجانب الإيراني.
الترويكا الأوروبية وإيران: خلفية تاريخية
تعود العلاقات المتوترة بين إيران والدول الأوروبية الثلاث إلى الاتفاق النووي المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، الذي تم توقيعه في عام 2015. وقد شهد الاتفاق انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018 تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، مما أدى إلى إعادة فرض عقوبات صارمة على طهران. ومنذ ذلك الحين، تسعى الدول الأوروبية للحفاظ على الاتفاق ومحاولة إيجاد حلول دبلوماسية لتخفيف حدة التوترات.
اتهامات إيرانية وضغوط دولية
اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الترويكا الأوروبية بأنها بدأت عملية تفعيل العقوبات بناءً على رغبة إسرائيل والولايات المتحدة. ووصف القرار بأنه يفتقر إلى الأساس القانوني، مشيراً إلى أن الأوروبيين يمارسون ضغوطاً على طهران لقبول المطالب الأمريكية. وأضاف بقائي أن واشنطن لا تظهر حسن النية وتسعى لفرض ضغوط غير قانونية على إيران.
وفي سياق متصل، أكد بقائي أن روسيا والصين تتفقان مع موقف إيران الرافض لتفعيل آلية إعادة العقوبات من قبل الترويكا الأوروبية. كما أشار إلى عدم اتخاذ طهران قراراً بشأن مواصلة المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد جولتي تفاوض لم تسفرا عن نتائج ملموسة.
موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أوضح بقائي أن مفتشين اثنين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية دخلا البلاد حصراً لتحميل وقود مفاعل بوشهر النووي وفق اللوائح الدولية لضمان استمرار عمل المحطة. هذا الإجراء يأتي في ظل غياب أي مفتش آخر للوكالة داخل الأراضي الإيرانية حالياً.
ردود فعل دبلوماسية ورسائل مشتركة
ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بقرار الترويكا في رسالة مشتركة مع نظيريه الصيني والروسي نشرتها وزارة الخارجية الإيرانية. وأكدت الرسالة أن خطة العمل الشاملة المشتركة جزء لا يتجزأ من القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي ولا يمكن للدول الأوروبية الثلاث الانسحاب منها دون استكمال آلية تسوية النزاعات المنصوص عليها في الاتفاق.
تحليل وتوقعات مستقبلية
تشير التحليلات السياسية إلى أن تفعيل “آلية الزناد” قد يؤدي إلى تعقيد الوضع الدبلوماسي بشكل أكبر ويزيد من عزلة إيران الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، فإن الدعم الروسي والصيني لإيران قد يوفر لها بعض الدعم الاستراتيجي في مواجهة الضغوط الغربية.
المملكة العربية السعودية