السياسة
محادثات نووية حاسمة بين إيران وأوروبا في إسطنبول الجمعة
محادثات نووية حاسمة في إسطنبول بين إيران وأوروبا لتفادي العقوبات الدولية، هل ستنجح المفاوضات في تجنب الأزمة؟ التفاصيل في المقال.
محادثات نووية مرتقبة في إسطنبول: إيران والدول الأوروبية تسعى لتجنب العقوبات
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن اجتماع نووي مرتقب سيجمع بين إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول يوم الجمعة 25 يوليو الجاري. يأتي هذا الاجتماع في ظل تحذيرات من الدول الأوروبية الثلاث بإعادة فرض عقوبات دولية على طهران إذا لم تُستأنف المفاوضات بنجاح.
خلفية تاريخية وسياسية
تأتي هذه المحادثات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وهو الاتفاق الذي وُقِّع عام 2015 بين إيران ومجموعة الدول المعروفة باسم P51 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا). بموجب هذا الاتفاق، تم رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي.
في الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات توترًا متزايدًا بعد الضربات التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية. وقد أثارت هذه التطورات مخاوف أوروبية من تصاعد الأزمة النووية مجددًا.
الموقف الأوروبي وآلية الـSnapback
الدول الأوروبية الثلاث (E3) إلى جانب الصين وروسيا هي الأطراف المتبقية في الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة. وقد أعلنت هذه الدول أنها ستلجأ إلى آلية الـSnapback لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بحلول نهاية أغسطس إذا لم تحقق المحادثات نتائج ملموسة أو لم تُستأنف مع الولايات المتحدة.
آلية الـSnapback تتيح إعادة فرض العقوبات قبل انتهاء صلاحية قرار مجلس الأمن المتعلق بالاتفاق في 18 أكتوبر. ورغم ذلك، اعتبر عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني السابق والمفاوض البارز، أن هذه الآلية تفتقر إلى الأساس الأخلاقي والقانوني ودعا الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث للتصرف بمسؤولية وتجنب سياسات التهديد والضغط.
التحديات أمام المحادثات
قبل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، كانت هناك خمس جولات من المحادثات النووية بوساطة عمانية بين طهران وواشنطن. إلا أن هذه المحادثات واجهت عقبات كبيرة أبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم في إيران. القوى الغربية تطالب بتقليص تخصيب اليورانيوم إلى الصفر لتقليل المخاطر المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
السعودية ودورها الإقليمي
تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا واستراتيجيًا في المنطقة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والإقليمية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. تسعى السعودية لتعزيز الاستقرار الإقليمي عبر دعم الجهود الدبلوماسية الرامية للحد من التوترات النووية وضمان عدم انتشار الأسلحة النووية.
من خلال موقفها الثابت والداعم لاستقرار المنطقة وسلامتها الأمنية، تعكس المملكة قوة دبلوماسيتها وتوازن استراتيجيتها بما يخدم مصالح المنطقة والعالم بأسره.
الخلاصة والتوقعات المستقبلية
مع اقتراب موعد المحادثات في إسطنبول، يبقى السؤال حول ما إذا كانت الأطراف المعنية ستتمكن من تجاوز الخلافات وتحقيق تقدم ملموس يضمن استمرار العمل بالاتفاق النووي أو العودة إليه بشكل مُحَدَّث يتناسب مع المستجدات السياسية والأمنية الحالية.