السياسة

طرد الدعم السريع من الخرطوم: التحدي الأكبر للبرهان

أكد مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق إبراهيم جابر أن التحدي الأكبر كان يتمثل في طرد قوات الدعم السريع

Published

on

السودان: تحديات ما بعد السيطرة العسكرية على الخرطوم

أكد الفريق إبراهيم جابر، مساعد القائد العام للجيش السوداني وعضو مجلس السيادة، أن التحدي الأكبر الذي واجهه الجيش كان يتمثل في طرد قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم. وأوضح جابر في تصريحات تليفزيونية أن المرحلة الحالية تركز على مواجهة تحديات تجهيز الخدمات وإعادتها إلى وضعها الطبيعي.

إعادة الإعمار والخدمات الأساسية

أشار جابر إلى أن الخرطوم كانت الأكثر تضرراً من الدمار الذي خلفته المعارك، مؤكداً أنه تم وضع خطة لتسريع عودة المواطنين إلى مناطقهم. وتتركز الجهود حالياً على إصلاح قطاعات المياه والكهرباء والمستشفيات والمدارس، وهي خدمات أساسية تأثرت بشكل كبير خلال فترة النزاع.

وشدد جابر على ضرورة التعامل بحزم مع حاملي السلاح غير المقنن، مؤكداً أن السلطات ستتخذ إجراءات صارمة بحق كل من لم يسلم سلاحه طوعاً. يأتي ذلك في إطار جهود الحكومة لضمان استقرار الأوضاع الأمنية في العاصمة ومحيطها.

السيطرة العسكرية وتقدم الجيش

أكمل الجيش السوداني سيطرته على العاصمة الخرطوم في مايو الماضي بعد معارك طاحنة ضد قوات الدعم السريع. وكان قد أعلن في 28 مارس الماضي عن إكمال سيطرته على الخرطوم والخرطوم بحري. ومع دخول الحرب عامها الثالث، أحرزت قوات الجيش تقدماً كبيراً بفرض سيطرتها على معظم الولايات التي سبق وانسحبت منها لصالح قوات الدعم السريع.

تحركات دولية وإقليمية لإنهاء الصراع

في ظل هذه التطورات العسكرية، تسارعت وتيرة التحركات الدولية والإقليمية لوضع نهاية للحرب في السودان. وشهدت الأيام الماضية زيارات غير معلنة واتصالات صامتة بين بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقت وعواصم عربية وأفريقية وغربية قبل مؤتمر دولي تعد له واشنطن بشأن السلام في السودان.

ويعتقد مراقبون أن هناك “طبخة سياسية” يتم إعدادها بهدوء لتسوية الأزمة السودانية، لكنها تواجه تحديات عدة أبرزها تقاطع مواقف دول إقليمية مؤثرة وتوجس أطراف النزاع من حل يضع حداً للطموحات السياسية لقيادات عسكرية.

الدور الأمريكي والسعودي في المشهد السوداني

برز الاهتمام الأمريكي بالسودان بشكل واضح منذ أوائل يونيو الماضي بعد لقاء جمع نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو ومستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والشرق أوسطية مسعد بولس بسفراء السعودية ومصر والإمارات ضمن المجموعة الرباعية المعنية بالسودان. ويعكس هذا اللقاء أهمية الدور السعودي والإقليمي في دعم جهود السلام والاستقرار بالسودان عبر دبلوماسية هادئة ومتوازنة تسعى لتحقيق مصالح جميع الأطراف المعنية.

ختاماً, يبقى الوضع السياسي والعسكري في السودان محاطاً بتحديات كبيرة تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً للوصول إلى حلول دائمة ومستدامة تعيد الاستقرار والأمان للشعب السوداني وتضمن إعادة بناء الدولة ومؤسساتها الحيوية.

Trending

Exit mobile version